بقلم / يحيي الكبسي قد يستغرب الكثيرين من هذا الطرح الذي أطرحه عن وجود الأمية في بلادنا خصوصاً مع وجود آلاف المدارس الاساسية والثانوية في طول البلاد وعرضها ومع وجود كادر تعليمي يبلغ تعداده أكثر من 350000 مدرس ومدرسة وفي مختلف التخصصات التعليمية ناهيك عن وجود 8 جامعات حكومية وأكثر من 25 جامعة أهلية ولكن وللأسف الشديد فإنه بالرغم من كثرة المدارس والجامعات وكذلك الجيش الهائل من المعلمين ودكاترة وأساتذة الجامعات إلاّ أنه من الملاحظ أنه يقابل ذلك التضخم في الجانب التعليمي تزايداً في عدد الأميين الذين لايعرفون القراءة والكتابة بالرغم من أن معظمهم قد ألتحقوا بالمدارس مبكراً وظلوا فيها سنوات عديدة من عمرهم وفوجئوا بحصيلة صفرية لايفقهون شيء ولا حتى يستطيعون فك الخط بالرغم من أن بعضهم وصلوا الى مراحل متقدمة من التعليم ولديهم شهادات تعليمية موثقة من وزارة التربية والتعليم بل إن البعض قد تجاوز المرحلة الاساسية وكذلك الثانوية العامة يتم الاعداد لها من قبل وزارة التربية والتعليم وتصحيح دفاتر الاجابات يتم تصحيحها في الوزارة نفسها فهل حقاً أن هؤلاء الطلاب هم أنفسهم من قاموا بإجتياز تلك الاختبار بنجاح وبعد ذلك طمست ذاكرتهم نهائياً من أبجديات التعليم الاساسية أم أنهم استعانوا في إجتياز تلك الاختيارات بوسائل مساعدة أخرى كالاستعانة بصديق وبالجمهور . الزملاء) لا ندري لكن حتى لو استعانوا بتلك الوسائل على الاقل أنهم لا زالوا يحتفظون بالقليل مما درسوه خلال المراحل التعليمية السابقة الاساسية والثانوية ولا عجب في ذلك ففي يوم من الايام دعاني أحد أصدقائي الى يزارة المدرسة التي يدرس فيها اولادنا للاطمئنان عليهم ولتحفيزهم على الدراسة ولكن للأسف الشديد فوجئت لأن أحد ابنائي وهو في الصف الثالث الاساسي قد غادر المدرسة بعد الحصة الرابعة وكذلك ابن زميلي ووجدنا معظم الفصول مقفلة خاوية على عروشها وعند التحري عن الاسباب وجدنا أن بعض المدرسين قد غادروا المدرسة من بعد فترة الراحة وأما ابني الآخر والذي يدرس في الصف الرابع لم أجده في فصله .ولكني وجدت جميع طلاب الصف الرابع الاساسي بشعبه الاربع قد تم استيعابهم في فصل واحد لنفس الاسباب السابقة يستمعون لمدرس التربية الاسلامية الذي يشكو هو الآخر من ابني لعدم حفظه لكل السور القرآنية المقررة عليهم والذي أحرجني كثيرً أمام الطلاب ولكني فوجئت أن ابني ليس الوحيد الذي لم يحفظ تلك السور وغيرها من المواد الاخرى بسبب عدم تسليمهم للكتب الدراسية خاصة كتب التربية الاسلامية واللغة العربية وهاهم مشرفين على اختبارات نهاية العام الدراسي وحتى لو تم تسليمهم تلك الكتب أولاً بأول وهم على هذا الحال فليس هناك فائدة من التعليم حيث وجدت معظم طلاب الصف الرابع الاساسي لايعرفون فك الخط ولا حتى تركيب أي كلمة .صحيح أننا كآباء مقصرون من عدم متابعة ابنائنا لكن أين دور المدرسة في تعليمهم كيفية تركيب الحروف الى كلمات .فإذا كنا نحن المسئولين عن تعليم ابنائنا تلك الابجديات فماذا سيكون دور المدرسة . هل صارت المدرسة عبارة عن مباني وسور يحتجز فيها الطلاب من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً فقط دون أن يخرجوا بأي محصلة علمية تذكر فإذا كان كذلك فعلى التعليم السلام وبالنظر الى المناهج المدرسية الجديدة نجد أن ابنائنا قد تكيفوا مع الواقع المأساوي الذي يعيشونه فما أن يدخل الطالب الصف الاول الاساسي حتى يثقلوا كاهله بمجموعة من الكتب تسد نفسه في وتعقده من التعليم ومن المدرسة لأنه يحز في نفسه من عدم الفهم لتلك الكتب التي تصرف له كل ثلاثة أشهر وكأنه في سنة أولى جامعة والتي تتراكم فوق ظهره وتتراكم معها عدم المعرفة سنة بعد أخرى ولكن الغريب في ذلك أنهم يمنحونهم شهادات تفوق ولم نعد نسمع عن وجود حالات رسوب لبعض الطلاب وهو مايحذر اولياء أمور الطلاب لفترة كبيرة من الزمن حتى يقع المحذور وهروب الكثير من الطلاب من مدارسهم وعزوفهم عن التعليم والبعض الاخر منهم لا يصطدمون إلاّ عند دخولهم الجامعات حيث يكتشفوا أنهم خدعوا بتلك الاوراق والشهادات شبه المزورة لأنهم أكتشفوا بعد أثنا عشر عام من السجن داخل المدرسة أتهم جدعوا بتلك الشهادات التي حصلوا عليها من المدرسة وزنها لا تساوي شيء ومستواهم التعليمي صفر وأنهم أميون يحملون شهادات تعليمية من مؤسسات تعليمية حكومية .ونتيجة لهذا الطرح قد ينتقدني الكثيرون عن نظرتي للتعليم بنظارات سوداء ولكننا يجب أن نعترف بمشاكلنا أولاً ثم نبحث عن الحلول والبدائل التي نعالج فيها أوضاع التعليم بشكل عام لأن التعليم هو مستقبلنا ومستقبل أجيالنا أطفال اليوم رجال الغد قبل فوات الاوان وقبل إتساع رقعة الامية بشهادات رسمية .
أمية التعليم وتعليم الأمية
أخبار متعلقة