[c1]انسحاب أردوغان من دافوس أكبر هزة للمنتدى[/c]وصفت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية ما حدث مساء الخميس من انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس عقب سجال ساخن مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بأنه شجار دبلوماسي أحدث صدمة عنيفة.وذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) في عددها أمس أن المشرف على تنظيم المنتدى كلاوس شوب سارع للتأكيد على ما سماه «روح دافوس» بعد أن قال أردوغان إنه لن يعود مرة أخرى إلى المنتجع السويسري.واعتبرت الصحيفة أن الحادثة من أكبر الهزات التي يتعرض لها حدث كرّس لما وصفه شوب «بالتفاهم الطبيعي» بين الأمم.وكان أردوغان قد انسحب من منصة إحدى ندوات منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا احتجاجا على منعه من التعليق على مداخلة مطولة لبيريز بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة.وأنحى الزعيم التركي -الذي كان يجلس بجوار البروفسور كلاوس شوب أثناء مؤتمر صحفي عقد بعد ذلك السجال- باللائمة في انسحابه على رئيس الجلسة ديفد إيغناتيوس كاتب العمود الشهير بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية, لعدم السماح له بالتعقيب على تعليقات بيريز حول الحرب التي شنتها إسرائيل أكثر من ثلاثة أسابيع على قطاع غزة.وزعمت الصحيفة أن إيغناتيوس حاول التربيت على كتف أردوغان بعد أن تجاوزت كلمته الزمن المحدد مما حدا برئيس الوزراء التركي إلى رده بيده.ونسبت الصحيفة إلى كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومشارك آخر لم تكشف عن هويته, التصريح لها بأن إدارة الندوة «لم تكن عادلة فعلا».من جانبها نقلت صحيفة (ذي ديلي تلغراف) عن أردوغان القول -في المؤتمر الصحفي الذي دعي إليه على عجل- «إننا بهذه الطريقة التي تدار بها مثل هذه المنتديات لن يتسنى لنا الخروج بالنتائج التي جئنا جميعا من أجلها إلى دافوس, وستلقي بظلالها على جهود تحقيق السلام.»وقد كشفت وكالة الأناضول للأنباء التركية في وقت لاحق أن بيريز اتصل هاتفيا بأردوغان معتذرا عما حدث. [c1]لا للاعتذار[/c]اعتبر تشارلز كروثامر الكاتب الأميركي وأحد منظري المحافظين الجدد أن ما عبر عنه الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما في خطاب تنصيبه من استعداد لسلوك نهج جديد في التعامل مع المسلمين أساسه المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، جاء بصيغة اعتذارية ودفاعية غير ضرورية.وقال كروثامر في مقاله بصحيفة (واشنطن بوست) إن كل رئيس أميركي جديد يتبجح في بداية عهده بأنه هو الشفيق واللطيف يدشن بداية عالم جديد, متسائلا «هل من الجديد الاعتراف بمصالح المسلمين أو إظهار الاحترام لهم»؟ورد بقوله إن أوباما يعتقد ذلك بل أكد في مقابلة له مع تلفزيون العربية على الحاجة لإعادة الاحترام والشراكة التي كانت بين أميركا والمسلمين قبل 20 أو 30 عاما.واستغرب الكاتب هذا التصريح مشددا على أن السنوات العشرين الأخيرة لم تشهد احترام الأميركيين للمسلمين فحسب وإنما شهدت إراقة دمائهم من أجل تحرير شعوب إسلامية في كل من البوسنة وكوسوفو وأفغانستان والعراق.وتحت عنوان «نعم للانفتاح على المسلمين لا للاعتذار لهم» أضاف الكاتب أن التدخل الأميركي في الصومال والبلقان لم يكن دافعه وجود تهديد إستراتيجي للمصالح الأميركية وإنما كان عملا إنسانيا من الطراز الأول.وشدد على أنه خلال السنوات العشرين الأخيرة لم يقم أي بلد -إسلامي أو غير إسلامي- بما قامت به أميركا من أجل تخفيف معاناة المسلمين ورفع الظلم عنهم, فلماذا نعتذر؟ يتساءل الكاتب، أما قبل ثلاثين سنة, فإن كروثامر يرى أن العلاقات الأميركية الإسلامية عانت أكبر تصدع لها منذ 233 عاما وذلك في عام 1979 عندما نجحت الثورة الإيرانية واحتل الإيرانيون مبنى السفارة الأميركية بطهران واحتجزوا عددا من الأميركيين رهائن.وقال إن ذلك الاحتجاز جاء بعد سنوات قليلة من الحصار النفطي الذي فرضه العرب على الولايات المتحدة مما سبب لها ركودا اقتصاديا حادا, مشيرا إلى أن ذلك الحصار سبقه اختطاف إرهابيين عرب للسفير الأميركي بالسودان وكذلك القائم بأعمال السفارة هناك وقتلهما، ونبه كروثامر إلى أن كل ذلك لا يعد شيئا مقارنة بمجزرة ثكنة مشاة البحرية الأميركية بلبنان عام 1983 وبالهجمات العديدة التي شنت على السفارات الأميركية في تلك الحقبة التي يقول إن أوباما يعتبرها الفترة الذهبية للعلاقات الأميركية الإسلامية.وقبل أن يختم الكاتب مقاله قال إنه لا يغمط الرئيس حقه في تصوره أنه يدشن حقبة جديدة في هذا المجال أو ذاك, و»إذا أراد أوباما أن يسعى لعلاقات جديدة مع العالم الإسلامي على خلفية جذوره الشخصية أو علاقاته مع هذا العالم, فإن ذلك أمر جيد», على حد تعبير الكاتب، وأضاف قائلا «لكن يجب أن لا يؤدي تضخم الذات لدى أوباما إلى جعله يتصور أنه سيكون المخلص للعلاقات الأميركية الإسلامية, إذ إن ذلك يجعل الإنسان يعتقد أن أميركا ما قبل أوباما لم تكن تحترم المسلمين أو تحس بآلامهم أو تعتني بهم».وختم كروثامر مقاله برسالة إلى أوباما مفادها أنه إذا كان بالفعل يعتقد أنه المخلص لهذه العلاقات فهو لا يسبح في الخيال, فحسب وإنما يسعى للحط من قدر البلد الذي يحظى الآن بميزة قيادته.
أخبار متعلقة