المؤسسة التعليمية في بلادنا لم تُعد مؤسسة تقليدية تؤدي الحصة فقط بل تعدت ذلك إلى كونها مؤسسة تعليمية تربوية تتأثر وتؤثر في الواقع المعاش مشتركة في ذلك في صياغة الشخصية الحديثة وفق المتغيرات الحاصلة في ثورة التعليم والعلوم عموماً.. مع الاحتفاظ بالهوية والقومية والعقيدة السمحة التي على أساسها يتبنى أية تطور أو تقدم في مضمار التربية والتعليم في بلادنا انطلاقاً من القول :(الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية)، وهي القاعدة التي كان على أساسها نصرة الدين الإسلامي الحنيف في أيامه الأولى وقيام صرح الدولة الإسلامية المستندة على الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة.لذلك لا ينبغي أن نسير وراء المتغيرات هكذا عنوة كالعميان، وإنّما ينبغي لنا أن نميز ما هو مهم ومفيد لنا ولأمتنا، وبين ما هو سيء ويسيء إلى ديننا وحضارتنا وتوجهاتنا العربية الإسلامية، كأمةٍ تحافظ على تراثها وحضارتها ورقيها، مستفيدة من الماضي المنصرم الذي كانت فيه المنطقة ترزح تحت نير المستعمر الغربي الذي لم يترك وطننا العربي إلا بالمقاومة والثورة والاستقلال، ودفع فاتورة ذلك جماجم ودماء شريفة سالت في محراب الحرية.. وليس أدل على ذلك إلا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي :وللحرية الحمراء بابٌ .. بكل يدٍ مضرّجةٍ يُدق *والحداثة التي نتحدث عنها هنا، هي الاستناد إلى الجديد المفيد في مجالات العلوم التي تدرسها الدول على اختلاف توجهاتها بعيداً عن الإملاء، تحت مسميات دخيلة لا نعلم لها تاريخاً أو مسيرة.. كأن يتم الإشارة إلى تغيير المناهج بما يوازي مصالح أمريكا وبعض دول أوروبا، بمبرر الإرهاب.. وهل هناك أكبر من إرهاب مناهجهم هم، الذين يعلمون الأطفال من الحضانة إلى الروضة فالمدرسة، فالمعهد والجامعة.. يعلمونهم الإرهاب على أصوله.. حتى يكون الطالب ذا نزعةٍ عنصرية صليبية تجاه المسلمين والعرب خصوصاً واقرءوا مناهج بعض الدول كنماذج ليس إلا، وستجدون أنّ في (أمريكا، بريطانيا، أسبانيا، إيطاليا، فرنسا والأرض المحتلة (إسرائيل)، وغيرها من الدول) ستجدون البشاعة والحقارة التي يعلمون بها أبناءهم على الكراهية والاستحقار للعربي المسلم من منظور سلوكي يعيشونه هم ويسري في دمهم سريان الأوكسجين المنعش!معاً نحن.. لتحديث التعليم التربية ولكن.. بالتمسك بالثوابت التي لا يمكن.. التفريط بها مهما كانت الضغوط والمواقف والنتائج المترتبة على ذلك..معاً يداً بيد، مع مجلس تربية دول التعاون الخليجي.. ولكن بخصوصية يمانية خالصة!
تحديث التعليم .. ولكن!
أخبار متعلقة