غينيا / وكالات:أعربت الدول المجاورة لغينيا عن قلقها البالغ حيال الأوضاع المستجدة في هذا البلد التي أعقبت وفاة الرئيس لانسانا كونتي، مما دفعها لتعزيز إجراءاتها الأمنية على طول الحدود.وفي هذا الإطار قال رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا محمد بن شامباس في تصريح له الأربعاء الماضي إن الانقلاب يشكل خطوة سلبية إلى الوراء من شأنها أن تلقي بظلالها على منطقة نهر مانو الذي يضم كلا من غينيا وسيراليون وساحل العاج وليبيريا.وتحسبا لانتقال العدوى عبر حدودها، رفعت سيراليون حالة التأهب في صفوف قواتها المسلحة لمواجهة تدفق اللاجئين القادمين من غينيا بسبب الانقلاب واتخذت إجراءات أمنية مشددة منها تشديد المراقبة الجوية على مدار الساعة لكامل منطقة الحدود مع غينيا وتسيير المزيد من الدوريات البحرية في المياه الإقليمية.وذكرت مصادر إعلامية محلية أن السلطات العسكرية باشرت تعزيزات وإجراءات أمنية مشددة في منطقة نهر يانغا الحدودية مع غينيا المعروفة بوفرة الماس فيها.وفي ليبيريا الواقعة جنوب غينيا، اتخذت الحكومة إجراءات أمنية مماثلة على الرغم من تقليل وزير العدل الليبيري فليب بانكس من خطورة الوضع، لكنه في الوقت ذاته شدد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير لمواجهة أي مستجدات طارئة على طول الحدود.وفي ساحل العاج أعلنت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام رفع حالة التأهب في صفوفها كي لا ينتقل إليها ما يجري في غينيا عبر الحدود. يشار إلى أن ساحل العاج التي تمتلك حدودا برية مع كل من غينيا وليبريا تعتبر منذ سنوات أكثر الدول اضطرابا سياسيا في المنطقة بسبب الانفصال العملي الذي وقع بين الشمال والجنوب في أعقاب انقلاب فاشل عام 2002.من جانبها أعلنت القوات الفرنسية الداعمة لقوات حفظ السلام في ساحل العاج أنها لم تلحظ أي تحركات غير عادية على الحدود مع غينيا لكنها أكدت اتخاذ كافة التدابير اللازمة تحسبا لأي طارئ.وفي إطار الردود الدولية، دانت كندا الانقلاب العسكري في غينيا ودعت جميع الأطراف إلى احترام الدستور وسيادة القانون وذلك للحفاظ على مصالح الشعب الغيني الذي عانى الكثير، كما جاء على لسان وزير الخارجية الكندي لورنس كانون في بيان رسمي صدر الأربعاء الماضي.وطالب كانون الجميع التحلي بالهدوء وضبط النفس والقيام بكافة الإجراءات المناسبة لتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة ضمن المهلة الزمنية المنصوص عليها دستوريا. وتزامن البيان الكندي مع إعلان قائد الانقلاب في غينيا النقيب موسى داديس كامارا الأربعاء الماضي نفسه رئيسا للبلاد ووعده بإجراء انتخابات عامة خلال عامين.وكان رئيس الجمعية الوطنية في غينيا (البرلمان) أبو بكر سومباري قد ناشد المجتمع الدولي في وقت سابق التدخل للحيلولة دون سيطرة الانقلابيين على السلطة، مشيرا إلى أن الدستور ينص على أن يتولى رئيس البرلمان قيادة البلاد بعد وفاة الرئيس.