الأمهات قبل وبعد الولادة.. مخاطر وقلة وعي
استطلاع / ابتسام العسيريتدخل المرأة خلال فترة الحمل مرحلة مهمة جدا تتعلق بحياتها وحياة كائن جديد ينتظر الخروج إلى الحياة ، لذا كان لزاما على المرأة الحامل أن تكون على دراية بما لها وما عليها من التزامات لتخوض هذه المرحلة بنجاح وتكللها بولادة سليمة صحية لها ولمولودها حيث يقع على عاتقها مراجعة المركز الطبي الأقرب لها في زيارات منتظمة لمتابعة حالتها الصحية وتطور نمو الجنين والإلتزام بنظام غذائي صحي قدر الإمكان .. وليست الأم الحامل وحدها المعنية بصحتها وصحة مولودها بل يشترك جميع المحيطين بها في ذلك ابتداء بالأسرة والرعاية الصحية المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية ، وكل هؤلاء من شأنهم أن يلعبوا دورا كبيرا في توفير المناخ الملائم لولادة صحية وللحفاظ على صحة الأم والمولود وتجنبهما المخاطر التي قد يتعرضان لها بسبب الإهمال أو قلة الوعي والإمكانات .. وهذا ما استوضحناه من الأخت ابتسام المعاري طبيبة نساء وولادة في مستشفى السبعين الخاص بالأم والطفل في العاصمة صنعاء . [c1]معاناة تواجه الحامل[/c] أشارت ابتسام المعاري إلى بعض الأمور التي تعاني منها الحامل قبل وأثناء وبعد الولادة ، وأيضا ما يعانيه الكادر الطبي في المراكز الصحية والمستشفيات العامة التي تعتني بالأم الحامل والطفل منها “ قلة الوعي “ الجهل “ بما قد يحدث للحامل من مخاطر إذا ما لم يتم متابعة حالتها بشكل دائم ومستمر منذ الأيام الأولى للحمل في المراكز الصحية لأخذ المشورة والنصائح التي تمكنها من اجتياز مرحلة الولادة بأمان ، وأيضا قلة وعي المحيطين بحالتها عند الولادة فإذا لم يتم إسعافها في وقت مبكرقد تصل إلى المستشفى في حالة حرجة ربما تؤدي بها إلى الوفاة أو أضرار صحية ونفسية بعد الولادة . ونوهت الدكتورة ابتسام “ أن غالبية النساء الحوامل اللائي يصلن إلى المستشفى تنقصهن المعرفة الأساسية بحالتهن ومدى الخطورة في حالة الإهمال أو التصرف بشكل غير صحيح ، فإن اغلب الحوامل اللاتي يتعرضن للوفاة أثناء الوضع غالبا ما تكون الأسباب إما التأخر في إسعافها إلى المستشفى او الولادة في البيت فتحدث مضاعفات لها بعد الوضع أو أثنائه ما يستدعي إسعافها ولكن يكون ذلك متأخرا ، وغالبية المضاعفات هي إما حدوث نزيف حاد أو انفجار في الرحم، أو حدوث جلطة بسبب لزوجة دمها وارتفاع الضغط .. أما مضاعفاتها بعد الولادة غالبا ما يحدث لها حمى النفاس بسبب الالتهابات واغلبها تكون التهابات في الرحم نتيجة استخدام أدوات غير معقمة أو احتقان الحليب في ثدييها ، أو حدوث نزيف .[c1]معاناة الكادر الطبي[/c]وأوضحت الدكتورة ابتسام أن هناك بعض الأمور يجب توفرها في المراكز والمستشفيات الصحية من شأنها مساعدة الأم الحامل أثناء وبعد الولادة مثل توفر بعض المواد الطبية ونقص هذه الإمكانات يسبب مشاكل وأضرارا خطيرة فقد يحدث أن لا تتوفر لدى المركز أو المستشفى بعض فصائل الدم ، والأدوات المعقمة كالقفازات “ الجلوفيسات“ والفراشات لقرب المغذيات ، وإبر الضغط ، ومستلزمات التعقيم بشكل عام ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر، نعاني من ضغط الوقت وغياب المناوبين ما يضطرنا إلى البقاء في المستشفى أكثر من 15ساعة وهذا يشكل ضغطا نفسيا وجسديا على الكادر الطبي و يسبب عدم القدرة على التجاوب مع الحالات بشكل سليم .. ونوهت الدكتورة “ أن الكادر الطبي في المستشفى معرض لمخاطر عديدة لعدم توفر الفحوصات اللازمة للحالات التي قد تكون مصابة بأمراض خطيرة “ الإيدز و الكبد البائي ..” وهناك صعوبات تواجهنا وتواجه زوج الحامل عند إسعافها خاصة التي تحتاج إلى عملية قيصرية من الناحية المادية ، حيث يطلب من الزوج شراء بعض العقاقير والمستلزمات الخاصة بالولادة وما بعد الولادة وهذا يؤخر علاج الحالة ويسبب لها مضاعفات خطيرة وأحيانا يؤدي إلى الوفاة .[c1]غرفة الإرشاد والمتابعة[/c]وقالت “ توجد في المستشفى غرفة خاصة بالإرشاد والمتابعة تقدم فيها نصائح للحامل وتوعيتها لتجنب ما قد تتعرض له من آثار ومضاعفات ما بعد الولادة ، حيث تقوم المختصات بتعريفهن بكيفية إرضاع الطفل وتجنب عملية احتقان الحليب بالثدي وتعريفهن بأنواع الأدوية المقدمة لهن بعد الولادة كالفيتامينات والمضادات الحيوية التي تقيهن من مخاطر الالتهابات التي قد تسبب لهن حمى النفاس.. “ و قالت الدكتورة ابتسام “ يجب إدراج مادة التوعية بالصحة الإنجابية في المناهج الدراسية “ وعمل حملات لتوعية المحيطين بالأم الحامل بضرورةالعناية بها وتهيئة جو ملائم لها ولوليدها ، بعدم تعريضها للمشاكل الأسرية التي قد تؤثر سلبا على نفسيتها وكذلك على الزوج أو المسعف للأم الحامل الانتباه إلى إسعافها مبكرا متى ما شعرت بآلام المخاض وكذلك على الطاقم الطبي في المستشفيات والمراكز الالتزام بأوقات المناوبة .