الجمهوريون يخاطرون بفقد سيطرتهم على الكونجرس
واشنطن/وكالات: يأمل الديمقراطيون في انهاء سيطرة الجمهوريين على الكونجرس الامريكي بعد حملة انتخابية هيمن عليها الاستياء من حرب العراق وشكوك بشأن قيادة الرئيس جورج بوش مع فتح لجان الاقتراع أمس الثلاثاء.واشارت استطلاعات الرأي الى أن الديمقراطيين في طريقهم لانتزاع السيطرة على مجلس النواب لاول مرة منذ عام 1994 لكن فرصهم في السيطرة على مجلس الشيوخ معلقة على سير الانتخابات في ولايات رئيسية تتقارب فيها الاصوات بدرجة كبيرة.وحصول الحزب على الاغلبية حتى في واحد فقط من المجلسين من شأنه وقف جدول الاعمال التشريعية في فترة ولاية بوش الثانية وتعميق المأزق الذي يشهده الرئيس واعطاء الديمقراطيين فرصة للتحقيق في أكثر قراراته اثارة للجدل مثل حرب العراق.وفتحت لجان الاقتراع أبوابها في الساعة السادسة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1100 بتوقيت جرينتش) في بعض مناطق شرق الولايات المتحدة وغلقت ابوابها في السادسة مساء (2300 بتوقيت جرينتش) لكن معرفة النتائج في بعض الولايات قد يستغرق ساعات بعد ذلك وحتى صباح اليوم الاربعاء.وأدلى بوش بصوته في كروفورد بولاية تكساس وقال مازحا انه فكر مليا لمن يعطي صوته.وبعد جولة استغرقت خمسة ايام زار خلالها عشر ولايات لحشد التأييد في معاقل الجمهوريين حث بوش جميع الامريكيين على الادلاء باصواتهم ايا كان من سيعطونه اصواتهم.وقال بوش "نحن نعيش في مجتمع حر" مشيرا الى توجه الحكومة ورغبتها في اقبال الناخبين على الادلاء باصواتهم. وقال "لذا فلا يهم ماهو انتماؤكم او انه ليس لديكم اي انتماء حزبي اقبلوا على النهوض بواجبكم وادلوا باصواتكم وجاهروا باصواتكم."وفي ميامي قال اللفتنانت كولونيل الجوي المتقاعد ارماند موناكو وعمره 86 عاما انه سيدلي بصوته ضد بوش في الكونجرس. وقال الرجل الذي شارك في الحرب العالمية الثانية "لا أريد اي شخص هناك يمد يد العون لبوش."وقالت جولي سيرف (49 عاما) التي تعمل في احدى منظمات حقوق الانسان بعد ان أدلت بصوتها في مقر للاطفاء تم تحويله الى لجنة انتخابية في مونتكلير في نيوجيرزي "صوت للديمقراطيين." وأضافت "هذه الادارة تعد كارثة. عقدت كل الامور بدءا من الحرب في العراق. حان الوقت لوقف ذلك."وقالت تشارلين ابوستول (45 عاما) وهى مصممة جرافيك انها صوتت لصالح الجمهوريين شاكية من أن ضرائبها العقارية زادت الى أربعة أمثالها منذ انتقالها الى الساحل الشرقي من كاليفورنيا.وتجري المنافسة علي جميع المقاعد وعددها 435 مقعدا بمجلس النواب و33 مقعدا بمجلس الشيوخ و36 مقعدا لحكام الولايات. ويحتاج الديمقراطيون الى الحصول على 15 مقعدا بمجلس النواب وستة مقاعد بمجلس الشيوخ للسيطرة على المجلسين.وبدأ الحزبان حملات مكثفة لتشجيع انصارهما على الادلاء بأصواتهم وارسلا مشاهير النجوم في محاولة في اللحظة الاخيرة لكسب اصوات المستقلين.ويتوقع محللون مستقلون أن يحصل الديمقراطيون على ما بين 20 و40 من مقاعد مجلس النواب في حين تشير استطلاعات الرأي الى ان التنافس على مقاعد رئيسية يسيطر عليها الجمهوريون في ولايات ميزوري وفرجينيا وتنيسي ومونتانا ورود ايلاند محتدم بشدة.وأظهرت استطلاعات للرأي يوم الاثنين أن الديمقراطيين مازالوا متقدمين بأكثر من عشر نقاط عندما سئل الناخبون المحتملون عن المرشح الذي سيؤيدونه. وتتعارض نتائج الاستطلاعات الحديثة مع استطلاعين نشرا يوم الاحد الماضي وأظهرا تضييق الفارق بين الجمهوريين والديمقراطيين.والمعركة على مقاعد مجلس النواب ستتركز اساسا في شرق ووسط البلاد حيث يجاهد عشرات الجمهوريين الذين يسيطرون على مقاعد في المجلس للحفاظ على مكانتهم السياسية وسط ما أظهرت استطلاعات الرأي انه رغبة عارمة في التغيير.وقال بوش وسط حشد في بينتونفيل في اركنسو عشية الانتخابات "لدينا خطة للنصر. لدينا استراتيجية للفوز. وجزء منها انتخاب جمهوريين في الكونجرس وفي مجلس الشيوخ."واقتصر ظهور بوش الذي يعاني من تراجع شعبيته على معاقل الجمهوريين للحيلولة دون ابعاد المستقلين. فقد تعرض لسوء معاملة في فلوريدا من جانب المرشح الجمهوري لحكم الولاية تشارلي كريست الذي لم يظهر معه.واستعان الديمقراطيون بزعماء مثل الرئيس السابق بيل كلينتون ونائبه ال جور وعضو مجلس الشيوخ عن الينوي باراك اوباما في الحملة الانتخابية لجذب المزيد من الاصوات في الساعات الاخيرة.وفي حشد في ضاحية فرجينيا الجنوبية في واشنطن اتهم كلينتون زعماء الجمهوريين بتقديم الخفض الضريبي على الانفاق على برامج التأمينات والرعاية الاجتماعية.وقال كلينتون "لا شيء يمكن أن يقف في طريق القائهم المال على من لا يحتاجه... انهم يشنون حربا طبقية."