في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة
صنعاء / سبأ:أكد علماء اليمن أن الهجرة النبوية المباركة مثلت مرحلة مهمة وحاسمة في تأريخ الإنسانية وأعلنت ميلاد عهد الانعتاق وتحرير النفوس من أمراض الجهالة وتسلط الطواغيت إلي نور العلم والإيمان في ظل قيم المحبة والتسامح بين كافة أفراد المجتمع.وأشاروا في الحفل الذي أقامته وزارة الأوقاف والإرشاد أمس الأول الجمعة بمناسبة بحلول العام الهجري الجديد والذكرى الثامنة والعشرين بعد أربعمائة وألف للهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم إلى أهمية هذه المناسبة في حياة المسلمين والأمة والبشرية بشكل عام والنتائج الهامة التي ترتبت على حدث الهجرة الشريفة في ترسيخ مداميك المجتمع الجديد، القائم على الأخوة الصادقة ورابطة الدين والعقيدة ومبادئ الوحدة والنصرة والتكافل والمحبة والتسامح.ودعا المتحدثون الأمة العربية والإسلامية إلى أخذ واستلهام العبر والدروس من حدث الهجرة العظيم والسيرة النبوية العطرة وتمثلها في كافة أمور الحياة والاستفادة مما قام به الرسول الأعظم صلى عليه وسلم من الأخذ بأسباب التمكين والتنظيم والدقة والرؤى الواضحة القائمة على العقل والحكمة بعيد عن العشوائية والارتجال وحرص الرسول الأعظم على وضع التشريع للمؤمنين لمواجهة أزمات الحياة ومهامها العظيمة.واعتبر فضيلة العلماء أن الهجرة تمثل منهج حياة وعقيدة إلى قيام الساعة يجب العمل على ترسيخ مبادئها في نفوس المؤمنين وتطبيقها في واقع الحياة، والتحذير من اليأس والإحباط وهجر القران الكريم والسنة النبوية المطهرة. وتطرقوا إلى واقع الأمة اليوم، مؤكدين على أهمية التوحد ونبذ الفرقة الطائفية والمذهبية بمختلف أشكالها والتي يسعى من خلالها الأعداء إلى تفتيت أوصال الأمة ليسهل لهم الاستحواذ على مقدرات الأمة وتوهين الصفوف والعزائم ومن ثم الاستسلام لليأس والإحباط.وتناول أصحاب الفضيلة العلماء دور اليمنيين في نصرة الإسلام ونشره في أصقاع المعمورة من خلال سلوكهم وتعاطيهم الإيجابي مع مضامين الرسالة الإسلامية الخالدة المجسدة لقيم الإخوة والإيثار ونصرة المظلوم، والانطلاق من الحكمة في التعامل مع مستجدات الحياة والحضارة الإنسانية.مشيرين بهذا الصدد إلى ما تمثله الوحدة اليمنية من تجسيد لتعاليم الإسلام الداعية إلى لم الصف وتوحيد القدرات لبناء مستقبل أفضل للشعب اليمني تسود فيه قيم المحبة والألفة وتغليب المصلحة العامة على ما عداها من المصالح الضيقة والأنانية.مؤكدين بأن ذلك امتداد لما عهد عن أبناء اليمن من رؤية ثاقبة وحكمة مستنيرة يزنون بها ويتعاملون مع الأمور المحيطة بعقلية متفتحة، وهو ما تجلى في الموقف العظيم الذي وقفه اليمانيون لنصرة هذا الدين، واستحقوا بذلك وسام التكريم من الله ورسوله بوصفهم بالحكمة والإيمان.مشددين على أن الوحدة عقيدة يجب الحفاظ عليها والتمسك بها، موجهين الدعوة إلى أهمية تمثل هذا النهج من قبل جميع أبناء الأمة، واحترام ما جاء به الإسلام من نظام وقوانين وعهود تنتظم بها حياة الناس أفراداَ ومجتمعات.وأشار أصحاب الفضيلة العلماء إلى المعاني العظيمة لرسالة الإسلام، وما تحقق للأمة في ظلها من عزة ورفعة وسيادة، وانتقلت المجتمعات في ضوئها من ظلام الجهل إلى نور الإيمان والعلم ومن الذلة إلى العزة، وانتشلت الأمة من الضياع والشتات الذي كانت تعيشه إلى الحضور وتقدم ركب الحضارة من خلال انتهاج العدل والمساواة وتكريم الإنسان واحترام ماله وعرضه وحقه في الحياة بتعامل يرقى بالنفس إلى أسمى مراتب الاحترام منوهين إلى أهمية تفعيل دور المساجد في توعية المجتمعات بأهمية رسالة الإسلام وأخلاقه الفاضلة، وما تضمنته من معان إنسانية شاملة وسامية يعيش في ظلها الناس متمتعين بكل الحقوق.وأعرب أصحاب الفضيلة العلماء عن تمنياتهم بأن تعود هذه المناسبة الدينية العظيمة، وقد تحقق للأمة كل ما تصبوا إليه من وحدة ورفعة.وعلى الصعيد نفسه نظمت وزارة الثقافة أمسية إنشادية بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.وتضمنت الأمسية التي أحيتها جمعية المنشدين اليمنيين وصلات إنشادية متنوعة ومعبرة بالمناسبة عن أهمية الهجرة في ترسيخ رسالة الإسلام وإيصال نوره إلى الناس كافة.كما قدمت في الأمسية قصيدة شعرية للحارث بن الفضل بعنوان /جبل الرماة / عرض فيها شذرات من سيرة النبي الأكرم عليه أفضل الصلاة والتسليم.