مشتكية بمحكمة الانفال: أطلب تسميم صدام مثلما سممنا
بغداد/ وكالات:قتل على الأقل نحو 80 شخصا أو عثر عليهم أمواتا في العراق أمس بينهم 33 في مدينة الصدر ببغداد.وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن اثنين من أفرادها قتلا وجرح 11 آخرون بينهم خمسة من الشرطة عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه داخل مقر قيادة الشرطة في مدينة كركوك شمال العراق. وفي بلدة الخالص قتل عاملان وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار قنبلة على جانب طريق قرب هذه البلدة الواقعة شمالي بغداد.. وإلى الغرب من بغداد قالت مصادر أمنية عراقية إن هجوما انتحاريا استهدف حاجزا مشتركا للقوات الأميركية والعراقية في الجهة العراقية من مجمع الوليد، على الحدود العراقية السورية، وإن مروحيات أميركية شوهدت وهي تخلي مصابين. وفي الرمادي قالت مصادر طبية إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب آخران بنيران القوات الأميركية وسط المدينة. من جهته قال مصدر في الشرطة إن القوات الأميركية قصفت منزلين ونسفت آخرين، إلا أن المصدر لم يتحدث عن خسائر مدنية. .وتفرض القوات الأميركية حصارا على مدينة الرمادي لليوم الثالث على التوالي وتشهد المدينة انتشارا كثيفا للقوات الأميركية. وفي العاصمة بغداد قتل عشرة عراقيين وجرح 30 آخرون في انفجار ثلاث سيارات مفخخة في منطقتي البياع والحارثية وأمام مستشفى اليرموك غربي المدينة.. وقبل ذلك قتل 33 عراقيا وجرح 59 آخرون في انفجار قنبلة وسط تجمع لعمال البناء في ساحة 55 بمدينة الصدر شرقي بغداد.. وحمل الناطق الإعلامي باسم مكتب الشهيد الصدر في منطقة الكرخ القوات الأميركية مسؤولية الانفجار.وقال الشيخ حمد الله الركابي إن هذه المدينة آمنة ووجود قوات الاحتلال فيها هي حالة مأسوية إضافية لها، مشيرا إلى أنه الانفجار الثاني الذي تشهده المدينة منذ بدء محاصرتها قبل ستة أيام.وتفرض القوات الأميركية حصارا أمنيا على مدينة الصدر بعد خطف احد الجنود الأميركيين من أصل عراقي من قبل مسلحين مجهولين مساء الاثنين الماضي.. ويخضع كل الداخلين إلى المدينة والخارجين منها لتفتيش دقيق من قبل الجنود الأميركيين.من جانب آخر اغتال مسلحون الدكتور عصام الراوي رئيس هيئة التدريسيين العراقيين وعضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق.وفي تطور آخر أعلنت الشرطة العراقية العثور على 12 جثة تحمل علامات تعذيب معصوبة الأعين بها طلقات نارية في الصويرة والمحمودية جنوبي بغداد يأتي ذلك في وقت ارتفع إلى 100 عدد قتلى الجنود الأميركيين في العراق خلال الشهر الحالي في أعقاب مقتل أحد أفراد مشاة البحرية الأميركية أمس الاول (الأحد) في محافظة الأنبار. في هذه الأثناء وصل مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي إلى بغداد في زيارة غير معلنة، والتقى فور وصوله مستشار الأمن العراقي موفق الربيعي.وتناول اللقاء سبل تفعيل الاتفاق المشترك الذي توصل إليه الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل أيام والقاضي بتسريع تدريب قوات الأمن العراقية.وبموازاة ذلك قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن العراق يعتزم مطالبة مجلس الأمن الدولي بمد التفويض المتعلق بوجود القوات الأميركية في البلاد لمدة عام آخر. وأشار زيباري إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وافق على زيارة بغداد ربما في نوفمبر القادم.. من جهة اخرى اكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس الاثنين ان معظم افراد طاقم القنصلية البريطانية في البصرة (جنوب العراق) سينقلون الى مطار المدينة لاسباب امنية.واوضحت متحدثة باسم الوزارة ان هذا القرار جاء "ردا على التهديد المتزايد بهجمات بالهاون والصواريخ على المبنى".. واضافت ان القنصل سيبقى في المبنى مع عدد قليل من الموظفين موضحة انه اجراء "موقت".ولم تذكر المتحدثة اي ارقام. وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أمس الاثنين ان القنصلية البريطانية في البصرة جنوب العراق ستقوم باجلاء معظم موظفيها مطلع الاسبوع الجاري لاسباب امنية. ونقلت الصحيفة عن متحدث بريطاني قوله ان تقريرا امنيا خاصا اوصى باتخاذ هذا الاجراء بعد تعرض القنصلية لهجمات بقذائف الهاون في الشهرين الماضيين.. واوضحت الصحيفة ان مئتي موظف يعملون في القنصلية بما في ذلك في قطاعات البناء والحراسة والامن بينهم 12 من الموظفين الدائمين. وتابعت ان بعض هؤلاء الموظفين تم اجلاؤهم بمروحية يوتوقع اجلاء المزيد خلال الاسبوع الجاري.وسينقل هؤلاء الموظفون الى القاعدة الجوية في البصرة التي تبعد 13 كلم عن المدينة او ستتم اعاتهم الى بريطانيا بينما سيبقى طاقم صغير لادارة شؤون القنصلية حتى احلال الامن الى الدرجة التي تسمح بعودة الموظفين الآخرين في غضون ذلك استؤنفت في بغداد أمس محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة من كبار المسؤولين السابقين, في قضية الأنفال عام 1988م.ورغم حضوره جلسة الامس بعد مقاطعته لها طيلة الشهر الماضي, غادر خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام قاعة المحكمة بعد رفض القاضي محمد العريبي 12 طلبا من طلبات فريق الدفاع.. وفي هذه الأثناء قال رئيس هيئة الادعاء في المحكمة جعفر الموسوي إن المحكمة التي حاكمت صدام حسين في قضية الدجيل قد ترجئ إصدار حكمها بضعة أيام، الأمر الذي قد يؤجل إعلان الحكم إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي.وكانت مشتكية كردية قد طالبت خلال الجلسة التاسعة عشرة للمحكمة الجانية العراقية قبل رفعها الى اليوم الثلاثاء بتسميم الرئيس السابق صدام حسين مثلما سمم اقارب لها بالاسلحة الكيمياوية بينما قال مشتكيان ان الطائرات العراقية قتلت العشرات من ابناء قريتيهما بالسلاح الكيمياوي وذلك خلال ادلائهم باقوالهم في القضية المتهم فيها صدام وستة من مساعديه السابقين المتهمين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988م.وقد استمعت المحكمة الى 64 مشتكيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من (اغسطس) الماضي وخصصت جلسة الامس لاقوال اربعة مشتكين.. وقد اشتكى المتهم سلطان هاشم (وزير الدفاع السابق) من انه قدم اسماء 24 امرا عسكريا سابقا لاستقدامهم والاستماع الى اقوالهم كشهود نفي لكن لم يتم ذلك لان معظمهم خارج العراق .فطلب القاضي محمد العريبي الخليفة من الاسماء موضحا ان السفارات العراقية في الخارج يمكن ان تستدعيهم وتستمع الى اقوالهم وترسلها الى المحكمة .. واعترض المتهم على توكيل المحكمة لمحامين منتدبين وقال انه يريد محاميه الاصلي الذي اوكله .. فاوضح القاضي ان هذا المحامي قد انسحب من تلقاء نفسه.. وبدات المحكمة بالاستماع الى اقوال المشتكين الذين كان اولهم فاخر علي حسين من مواليد 1970 من قرية تونما بقضاء شقلاوة ويعمل موظفا.فقال انه في 16 نيسان (ابريل) عام 1987 قصفت الطائرات العراقية قريته واخرى قريبة بالاسلحة الكيمياوية حيث كانت رائحة الغازات تشبه رائحة الثوم والتفاح المتعفن .واضاف ان سكان قريته البالغ عدد عوائلها حوالي مائة عائلة قد هربوا من قريتهم الى مناطق قريبة لكن هذه قصفت ايضا بالاسلحة الكيمياوية التي بدات اعراضها بتقيحات على جلود الضحايا اضافة الى صعوبة في التنفسواكد انه شاهد حوالي 20 جثة لاشخاص قتلوا نتيجة القصف .. وقدم قائمة باسمائهم موضحا انه كان قد اصيب ايضا بالكيمياوي .وقال انه نقل الى مستشفى قريب تابع الى قوات البيشمركة حيث لاحظ هناك مصابين اخرين وبينهم اقارب له وقال جمال سليمان قادر من مواليد 1956 بناحية حاجياو بقضاء رانية في محافظة السليمانية وعمله امام مسجد القرية .. انه في 18 ايار (مايو) عام 1988 قامت 8 طائرات عراقية بقصف قريته وشاهد بعدها عددا من جثث القتلى وبينهم اقارب له .واشار الى ان الوضع كان يشبه يوم الحشر فالناس كان ينادي احدهم على الاخر والحيوانات قد نفقت .. واكد انه شاهد حوالي 20 جثة لقتلى بينهم عدد من افراد عائلته .. واضاف انه في اب (اغسطس) قصفت قريته بالكيمياوي من جديد .. واكد ان القوات العراقية تقدمت نحو قريته واخرى قريبة فنهبت دورها وهدمتها .وقالت عائشة محمد امين علي وهي من مواليد 1922 من قرية قوتمة بقضاء شقلاوة (ربة بيت) ان الطائرات العراقية قامت بتاريخ لم تتذكره بقصف قريتها بالاسلحة الكيمياوية مما ادى الى مقتل العديدين وبينهم ابنها وكان متزوجا . واشارت الى انها فقدت الوعي ولما افاقت وجدت انها وسط مجموعة من الجثث . وقدمت شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد وقالت انها تطلب المحكمة بان تسمم صدام كما سمم اقارب لها وبينهم ولدها .ومن جهتها قالت عائشة حسين وسر وهي من مواليد 1944 في قرية سارتكة بمحافظة صلاح الدين ان الطائرات العراقية قصفت قريتها ربيع عام 1988 مما ادى الى مقتل عدد من سكانها وكان بينهم زوجها وطلبت التعويض لفقده .. وقد ابرز رئيس هيئة الادعاء العام خطابا رسميا صادرا في عام 1988 يؤكد مقتل الزوج ونقل جثته واصفا اياه بالمخرب.