عرض/محمد فؤاد:تعد خدمات تنظيم الأسرة مقوما أساسيا من مقومات الصحة الإنجابية والرعاية الصحية الأولية وتواجه تحديا كبيرا بتصديها لأكثر المشاكل الصحية شيوعا ورخامة في البلدان النامية عموما واليمن خصوصا وهي ارتفاع معدل وفيات الأمهات و الأطفال.ومن أهداف تنظيم الأسرة حماية الإنسان وحقوقه وتوفير حياة نوعية له والاعتناء بصحة الأم والطفل بشكل مباشر.والهدف الأبعد منه يتمثل في خفض معدل الخصوبة الكلية وخفض معدل النمو السكاني وحماية المجتمع من المخاطر الناجمة عن الزيادة السكانية غير المنتظمة ويعتبر تنظيم الأسرة مجهودا منظما يسعى لتوفير معلومات وخدمات للمجتمع المستهدف على أساس حرية الأفراد بهدف خفض الخصوبة وتحسين الصحة.ولايزال هو المنهج الأهم الذي له الأثر المباشر في خفض نسبة الخصوبة،وهناك عدد من المراكز تقدم برنامجاً جيدا لتنظيم الأسرة يلبي احتياجات السكان ويهدف إلى خدمتهم ، من خلال مساعدة الأزواج الذين يرغبون في تنظيم خصوبتهم على إيجاد الوسيلة ،فهي تساعد الأفراد على فهم تبعات استخدام أي أنماط أخرى من الخصوبة على أنفسهم وعلى مجتمعاتهم وبالتالي يكونون مدركين أكثر وواعين لكل مميزات وعيوب اختياراتهم.فالأساس من تقديم برنامج جيد لتنظيم الأسرة هو تقديم النصائح والخدمات بشكل يتناسب مع قيم الأفراد المستهدفين منه ،وأن تكون الوسائل المطروحة للأزواج ذات آثار جانبية قليلة وان تكون المساعدة جاهزة وقتما يحتاجونها.ويقدم مع خدمات تنظيم الأسرة خدمات الصحة الإنجابية مثل الرعاية أثناء الحمل والتطعيم ضد (التيتانوس) للام والطفل وخفض الإجهاض العمدي والعمل على رعاية الأم والطفل .وفي الدول النامية يوجد (215) مليون حمل غير منوي وهو يقود إلى( 24 )مليون إجهاض، و(6:5 ) مولود ميت ، و(640000) وفاة لحديثي الولادة و( 150000) وفاة متعلقة بالحمل والولادة و(60000) بسبب الإجهاض و(90000) لأسباب أخرى و(600000) يتيم.و هناك كثير من صناع القرار في المجال الصحي غير مدركين أن حوالي (10000) طفل يموتون كل يوم بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، وأن الهدف الرابع للألفية الإنمائية لا يمكن تحقيقه أو الوصول إليه إلا بخفض معدل وفيات المواليد.وبتدخلات اقل كلفة يمكننا وقاية (70 %) من وفيات الأطفال المواليد عموما ويتمثل الهدف من الألفية الرابعة في خفض وفيات الأطفال احد أهداف الألفية الإنمائية في صحة الأم والطفل .بينما يتركز الهدف من الألفية الخامسة في تحسين صحة الأمهات.وتظهر الأهداف والمؤشرات انخفاض معدل وفيات الأمهات إلى ثلاثة أرباع بين عامي 1990 وحتى 2015.اما بالنسبة إلى عدد الولادات على أيدي ماهرة فتظهر تحقيق الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية في العام 2015 بمعدل مرات استخدام وسائل تنظيم الأسرة.وبلغت حالات الحمل غير المخطط له من حيث استخدام الوسائل التنظيمية للأسرة من ضمن( 205) ملايين حالة حمل سنويا على نطاق العالم 80 مليون حالة.وفي السياق ذاته يوجد أكثر من ( 120) مليون سيدة يردن أن يتجنبن ولكن هن وشركاؤهن لا يستخدمون وسائل تنظيم الأسرة باعتبارها (احتياجات غير ملباة).فالعديد من النساء لا يتلقين خدمات تنظيم الأسرة فوراً بعد الولادة أو الإجهاض على الرغم من أنهن معرضات للحمل بعد الإجهاض في غضون (2 - 3 ) أسابيع .والتنظيم بعد الولادة هو البدء باستخدام وسيلة تنظيم الأسرة في الأسابيع الأولى بعد الولادة لمنع الحمل على الأقل خلال عامين من ولادة الطفل الأول، حيث أن الحمل الجديد يمكن أن يشكل خطرا على الأم والمولود.وفي هذه الحالة يستحسن استخدام وسيلة تنظيم الأسرة مباشرة بعد الولادة خلال 48 ساعة أي بعد خروج المشيمة بعشر دقائق وقبل الخروج من المستشفى، وخلال فترة النفاس في الأسبوع (4 - 6 ) بعد الولادة أو بعد النفاس أكثر من( 6 )أسابيع من الولادة يمكن استخدام اللولب أو التعقيم الجراحي .
تنظيم الأسرة .. المقوم الأساسي في تلبية احتياجات الفرد والمجتمع
أخبار متعلقة