رصد / ابتسام العسيري تطرق الكثير إلى مسألة خيانة الأزواج وبالأخص خيانة الرجل والزوج بشكل عام على اعتبار أن مجتمعاتنا العربية الشبه منغلقة على ثقافة ذكورية تسلط الضوء على الرجل أكثر..ولكن ماذا عن المرأة باعتبارها نصف المجتمع بل كله؟ فإذا كانت خيانة الرجل تؤدي إلى خلق مشاكل أسرية ونفسية واجتماعية كبيرة ، فإن خيانة المرأة والزوجة خاصة هي قضية معقدة وشائكة تخلق أضعاف هذه المشاكل بل تؤدي في أغلب الأحيان إلى الجريمة والقتل على اعتبار أن المرأة والزوجة هي الأم والأخت والحبيبة وربان أسرتها في بيتها إضافة إلى كونها تعد كياناً مقدساً ممنوعاً اختراقه خارج الأطر الشرعية ، فمتى ما اكتشفت زوجة خيانة زوجها قد تثور وتعبر عن غضبها وحزنها بطرق اقل ضررا من زوج اكتشف أن زوجته خائنة إذ ربما يقتلها أو يطلقها على الأغلب.وبالرغم من وجود دوافع فسيولوجية ومجتمعية لخيانة المرأة والزوجة ، تنتج عنها عواقب وخيمة ، لكن يبقى سؤال: هل هن خائنات بطبعهن أم للحكاية أسباب ؟؟ [c1]تقرير يكشف تعدد حالات خيانة الزوجة العربية لزوجها [/c]تعد الخيانة الزوجية من أمراض العصر الحالي وقد أثبتت التجارب، التي أجراها علماء النفس، أن الخيانة الزوجية تعتبر أخطر العوامل التي تهدد تماسك الأسرة واستقرارها. ففي إحدى التقارير التي نشرتها مجلة العلوم الاجتماعية التابعة لمجلس النشر العلمي التابع لجامعة الكويت كشف عن تعدد حالات لخيانة الزوجة العربية لزوجها في الوقت الذي تعد فيه خيانة المرأة ليست ظاهرة كما يبدو لنا على اعتبار عادات وتقاليد وقيمنا الإسلامية العربية ولكن هذا التقرير كشف عن مدى الانفلات الأخلاقي في مجتمعنا وعبر البرامج الدينية والفتاوى لنساء خن أزواجهن ثم ندمن وأردن التوبة فلجأن إلى مثل هذه البرامج طلبا للفتوى .. من هذه البرامج برنامج «عما يتساءلون « الذي يذاع على قناة دريم الفضائية المصرية والذي عرض حالات متنوعة للخيانة المرأة في بلادنا العربية منها على سبيل المثال : اعتراف من إحدى الفتيات في إحدى حلقات البرنامج وتدرس في الجامعة، حيث تقول «أنها حامل من زوج أختها، ولا تعرف ماذا تفعل خاصة وأنها تخطت حدود الله تعالى وأساءت في حق أختها التي احتضنتها منذ الصغر». فأجهشت ضيفة الحلقة د. عبلة الكحلاوي عميد كلية البنات بجامعة الأزهر الشريف فرع بورسعيد في البكاء بعد سماع اعتراف الفتاة، وطالبتها بالاعتراف لأختها، وطالبت أختها بطلب الطلاق من زوجها الخائن ليتزوج أختها. كما تلقى البرنامج اعترافا آخر من مشاهدة، حيث تقول “أن زوجها أهملها وأقام علاقات عديدة من نساء غيرها مما أوقعها في حالة نفسية سيئة، وأصابها بفقدان الثقة حتى وجدت ما تفتقده في زميلها بالعمل وأقامت معه علاقة أسفرت عن طفل ولكن زوجها استقام وعرف طريق الله ونادمة على ما فعلت و لا تعرف ماذا تفعل.” والتقت ميدل إيست أونلاين بالسيدة نهلة ع . ع. (38 عاما) وتعمل موظفة في إحدى الهيئات الحكومية ـ داخل أحد أقسام الشرطة، حيث تنتظر إجراءات تنازل الزوج عن اتهامه لها بالخيانة حرصا على سمعة أولاده بعد تطليقها، حيث تقول “نعم أقمت علاقة غير شرعية مع صديق زوجي، لأنني أردت أن أطعن زوجي الخائن بنفس الخنجر الذي طعنني به عندما أقام علاقة غير شرعية مع جارتي بدون مراعاة لمشاعري “. [c1]زوجات .. ماذا قلن ؟[/c]في واقعنا اليمني الذي لا يختلف كثيرا عن واقع مجتمعنا العربي تقول ( أ.أ.ع )معترفة بذنبها “ أشعر بالندم لخيانة زوجي ، أنا أحبه لكنني أيضا أحب عشيقي ، ولأن زوجي بدون عمل يقوم حبيبي الأخر بتغطية كل احتياجاتي ويغدق علي بالحب والعاطفة ، وتقول ج م ع : أنا لم أخنه بل أردت أن انتقم لكرامتي فزوجي خائن وله الكثير من العشيقات وهو لا يتوانى عن الحديث مع الفتيات ومراسلتهن حتى وأنا معه بطرق فيها الكثير من المراوغة ، لهذا لم أفكر بخيانته ولكنها الأقدار أردت التجسس عليه فدخلت في دوامة حب جديد أكثر ما يكون تغطية لفراغي العاطفي .. لكنني لم أصل إلى حد اختراق حدود الله مجرد علاقة عاطفية ليتذوق زوجي من نفس الكأس الذي أسقاني منه . [c1]عواقب الخيانة [/c]فند خبراء في العلاقات الاجتماعية أربعة أسباب توجب الحذر من الخيانة الزوجية التي غدت ظاهرة من ظواهر العصر وهذه الأسباب تستلزم الوقوف عندها وهي أن الخيانة تجلب الخيانة بمعنى أن الذي يخون لابد وأن يقابل إما بخيانة كانتقام أو بالقتل ..فمن خان أول مرة لابد أن يخون ثانية فلا رادع للخيانة لأنها أصلا علاقة غير شرعية ، وثاني سبب إذا ما انكشفت مثل هذه العلاقة لابد وان تجلب على صاحبها وبال السمعة السيئة ، ولن يثق به الآخرون لأنه إذا كان خائناً لن يكون بالتالي أمينا عليهم ، والسبب الثالث الضغط النفسي الذي ينتج عن الخيانة فالخائن يضطر إلى الحيل والمرواغة والمكر للقاء عشيقه وتظل حياته مهددة بفضح علاقته أو بترك العشيق له وهذا يأخذ الكثير من الجهد والضغط على الأعصاب وهدر الوقت في التفكير والتخطيط لهذه العلاقة ، وأخيرا وهذا السبب متعلق بالرجل الخائن الذي يهدر المال في سبيل إرضاء العشيقة.. لهذا يفضل التفكير قبل الشروع في الخيانة . [c1]المرأة في المجتمعات الأكثر انفتاحا [/c]نلاحظ في المجتمعات الغربية تتمتع المرأة بمساحة كبيرة من التحرر في مختلف المجالات بضمنها العلاقات الإنسانية وبالرغم من هذه المساحة من الحرية وسعة الثقافة وانفتاح المجتمع هناك إلا أن المرأة تحتفظ بقيمة كبيرة في نفسها تجاه نفسها وجسدها ومبادئها ، مع أن الساحة مفتوحة أمامها لتقيم علاقات سواء كانت صداقة أو علاقة غرامية إلا أنها حين ترتبط برجل تنهي كل علاقة لها برجل غيره وكذلك لاتسمح بعلاقة مع غيره .. ولا ننسى أن المجتمع الغربي الذي يدين يالمسيحية لا يسمح بالزواج إلا من واحدة ولا يتم الطلاق إلا في حالة الخيانة الزوجية ، نذكر في هذا الجانب طلاق الأميرة ديانا من الأمير تشارلز الذي جاء إنهاء لعلاقة زوجية صارت على ورق لخيانة الأمير تشارلز المتكررة مع صديقته ، لم يتم هذا الطلاق إلا باعتراف الطرفين بأنهما خانا بعضهما ، وهذا بسبب تقديس العلاقة الزوجية عند الغرب واعتبار الخيانة الفاصل الرئيسي في إنهاء العلاقة . [c1]أسباب نفسية [/c]من الناحية النفسية يقول الدكتور / عمر با مهدي دكتور نفساني في المصحة النفسية بعدن « تعد مثل هذه العلاقات هستيرية حيث يقوم المرء بفعل شيء إما للحصول على منفعة أو الهروب من موقف ما أو لجذب انتباه شخص ما ، بالإضافة إلى تعدد الشخصيات الذي يعد جزءاً من هذه الحالات التي تسببها الأنانية وحب النفس وعدم نضج العاطفة والسلوك ، حب المظهر وبناء علاقات جديدة وهي حالات عصبية ، تجر إلى الخيانة . وتكاد تكون مثل هذه الحالات وراثية وذات بعد نفسي يكون لدى صاحبه استعداد لإقامة مثل هذه العلاقات !وبحسب د.قاسم المحبشي -أ.م - رئيس قسم الفلسفة جامعة عدن - ومن الأسباب التي تؤدي بالمرأة إلى الخيانة: البيئة والاقتصاد ، وحالات الاكتئاب والإحباط ، تدخل فيها المرحلة العمرية وارتباطها بتغيير بالهرمونات . وهناك أسباب بيولوجية كالغذاء والمناطق الحارة أيضا . [c1]ثقافة المرأة و البيئة الاجتماعية والإعلام ![/c]يمكن القول بأن احد أسباب خيانة المرأة ثقافتها والبيئة الاجتماعية التي تنشأ فيها ، هناك زوجات يعللن خيانتهن بالانتقام من الزوج الخائن والبعض منهن نشأ في محيط عائلي إما متفكك أو تغزوه أفكار منحطة يتشربها الأبناء ، وقد أثبتت دراسة بريطانية أن الأم الخائنة تورث ابنتها جينات تدفعها للخيانة أيضا ، وكلما كانت المرأة أكثر وعي وثقافة لن تضع نفسها في مثل هذه المواقف التي تنال من شرفها وتهز في عرضها خاصة المرأة العربية مهما يكون اضطهاد الزوج لها ، على اعتبار أنها التي تحمل وهذا سيسبب اختلاف الأنساب ، فهناك حلولا أفضل للتغلب على إهمال الزوج وخيانته وفي أسوأ الحالات طلب الانفصال خير من تعدي حدود الله والوقوع في علاقات محرمة . هذا ناهيك عن الإعلام الذي مهد بيئة خصبة للخيانة الزوجية ، عبر البرامج والمسلسلات والأغاني التي تدعو إلى ارتكاب الفاحشة دون رادع ديني ، إضافة إلى المجلات والمواقع الإلكترونية وذلك السيل من الأخبار التي صغرت ضرر هذه العلاقات وجعلتها وكأنها أمر طبيعي . [c1]أزمة ازدواجية “ المرأة الأم المقدسة والمومس الشريرة ![/c]يرى الرجل الشرقي المرأة من منظورين متناقضين هما المرأة الأم من ناحية والمرأة الحبيبة والعشيقة والزوجة من ناحية أخرى ، في المنظور الأول علاقة الرجل بالمرأة محاطة بهالة من التقديس فهي الأم التي أنجبته واستقى منها مبادئه وقيمه ورسم طريقه على يديها لذا فهي مقدسة ولا يمكن مسها ولو بكلمة ، وفي الثانية يرى جسدها وفرجها وبالتالي فهي من هذه الناحية “ شر “ لابد منه فهو يريدها ليتمتع بها وحده وفي ذات الوقت يحمل في نفسه خوف واحتقار لها على اعتبار أنه بالإمكان أن تكون لغيره فمتى ما خانته تكالها لعناته وغضبه حد القتل في أحيان كثيرة ، وبهذا يتضح بأن التقديس الحسي لجسد المرأة وتعظيمه للشرف من خلال أمه ولد عنده احتقار للذات ، وهذه نظرة دونية ازدواجية واضحة. [c1]خيانة المرأة خطيئة شيطانها الرجل ![/c]إذا ما نظرنا لخيانة المرأة بالضرورة البحث في شخصية الرجل الذي يكون سبباً رئيسياً لخيانة المرأة فعدم كفاية المرأة عاطفيا أو جسديا أو ماديا يؤدي إلى خلق خيانة بشكل أو بآخر بغرض تعبئة الفراغ الذي يسببه الرجل للمرأة ، هذا من ناحية ، كما لابد أن لانحصر مفهوم الخيانة الزوجية بمعنى الخيانة الجنسية فقط ، فالتحول العاطفي يعتبر خيانة لا تختلف ولا تقل عن الخيانة الجسدية، ويكون الاثنان عادة مرتبطين في غالب الأحيان !وكما تطرقنا في هذا الرصد إلى بعض الدراسات والتقارير توضح أن خيانة الزوجة تعد من منظور ذكوري هي الشر والخطيئة ! وربما نعدها غير ظاهرة في مجتمعنا العربي لكن بدت ملامحها بارزة ، وإن لم توجد إحصائيات لمثل هذه الجرائم لعدم الاعتراف بها خوفا من الرجم وعقوبة الزنا في الشريعة .ولكن يتحمل الرجل الجزء الأكبر في هذه الخطيئة المرأة له زوجة أم حبيبة والسبب نظرته القاصرة للمرأة وعينه الطويلة التي لا يملؤها إلا التراب حسب المقولة الشعبية ، فإهمال الرجل “ الزوج “ للمرأة “ الزوجة “ وتحقيره لها يدفعها للدخول في الأمراض النفسية والخيانة.
|
ومجتمع
خيـا نـة الـز و جـة .. الأسبـاب و ا لعوا قـب
أخبار متعلقة