أهمية منطقة الخليج بالدرجة الأولى تكمن في النفط، هذه هي اهميتها عالميا. مجموعة الست، أي مجلس التعاون للدول العربية، التقت أمس في الدوحة. كانت أكثر اشتعالا، او إضاءة، بحضور نجم الأزمة العالمية، أحمدي نجاد رئيس إيران.وتتوافق القمة الخليجية في توقيتها مع ارتفاع سعر البترول الصاروخي الى نحو مائة دولار، رقم خيالي، في ما قد يعنيه على اقتصادات العالم، واقتصادات الخليج بشكل أكثر تحديدا. والنفط هو الشاغل الأول في العالم، اما بالنزاعات السياسية والعسكرية المباشرة حوله، كما هو الحال مع ايران وفنزويلا، او بشكل غير مباشر، كما في قضية البيئة والتغير المناخي او الاقتصادي. وهنا يلعب الخليج دور الممسك بمفتاح الطاقة، كونه اكثر منطقة منتجة، ومصدرة، وقادرة على إدارة الوضع الحالي.لكن رغم اهمية النفط فإن أحدا لم ولن يتحدث عنه في قمة الدوحة، او الاجتماعات الوازرية المهمة، ربما باستثناء تسعير الدولار وربطه بالعملات المحلية. فالبترول لحسن الحظ يسير آليا دونما حاجة الى قمم او اتفاقات. فهو يتفاعل وفق آلية السوق، يصعد مع تزايد الطلب وينخفض بسبب وفرة المعروض منه، إلا في حالات اضطراب أمنية وسياسية عادة لا تدوم تأثيراتها.أهمية النفط المتزايدة تعيد الخليج الى عين العاصفة حيث ان أمنها، من أمن العالم، واستقرارها، مطلب عالمي بكل تأكيد. وهذا ما لا يفهمه البعض عندما يخلطون بين ما تقوله ايران وترد عليه الدول الغربية. فأحمدي نجاد يريد بناء ترسانة مسلحة ضحمة على حدود بحيرة النفط، الأمر الذي يجعل الدول الغربية المستهلكة عمليا مستهدفة، برغم ما يؤكده الايرانيون ان التسلح موجه لإسرائيل. فهم مقتنعون ان الهدف النفط، والتأثير على القرار الدولي، وتوسيع النفوذ الايراني الذي يتمدد منذ سنوات في المنطقة.وهنا لا تملك دول الخليج الكثير لردع ايران، او منع الغرب من الهجوم، وستجد نفسها مرة أخرى في وسط معركة جديدة. وكل ما تستطيع فعله ان تحاول إقناع ايران بألا تعطي الغير مبررات لفتح النار، وتأمين منطقة الخليج لتكون بحيرة منزوعة السلاح على المدى المتوسط او البعيد. لكن ما الذي تستطيع الدول العربية الخليجية في المقابل ان تعطيه لدولة ايران الخليجية؟ تستطيع ان تقنع الولايات المتحدة، القوة الأهم، وان لم تكن الدولة القلقة الوحيدة، بمنح ايران ما قد تحتاج اليه من تطمينات وضمانات على أمنها. فهناك اعتقاد بأن إيران تعتقد انها ستتعرض الى غزو او تغيير لنظامها بشكل مباشر او غير مباشر، وان هذا ما دفعها لبناء سلاحها النووي، والتوسع في قوتها العسكرية. ولو صح ان هذا الهاجس هو الدافع لأصبح لمجلس التعاون دور يلعبه في نزع التوتر، بالتقريب بين الجانبين. وهذا يتطلب إفصاحا من قبل القيادة الايرانية حول مخاوفها بدل جر المنطقة الى سباق للتسلح النووي وكذلك التسلح العسكري التقليدي الذي سيرهق كل الاطراف سياسيا وسيستنزف ثرواتها ويدفعها الى حرب حتمية لا رابح فيها.[c1]عن / صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية[/c]
الخليجيون في قمة المائة دولار
أخبار متعلقة