الانتخابات الرئاسية الأولى والثانية (99 ـ 2006م)
بادائه اليمين الدستورية يوم الاربعاء 27 سبتمبر بدأت الولاية الثانية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي حقق فوزاً كبيراً في ثاني انتخابات رئاسية تنافسية حرة ومباشرة اجريت يوم 20 سبتمبر الفائت .. وكانت اليمن قد شهدت اول انتخابات رئاسية مباشرة في 23 سبتمبر 1999م وكان اجراؤها خطوة ايجابية في مسيرة الديمقراطية لأنها أول انتخابات رئاسية مباشرة يتم فيها انتخاب رئيس الدولة من الشعب في تاريخ اليمن والوطن العربي .[c1]99م وأحزاب غائبة حاضرة[/c]فقد بلغ عدد الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم في انتخابات 99م 149,277,3" ناخباً وناخبة ويمثلون نسبة "9.20% من المسجلين في جداول الناخبين حصل فيها المرشح علي عبدالله صالح على3,583,790 ما نسبته 20و96" من عدد الاصوات ، فيما حصل المرشح المنافس الاخ نجيب قحطان الشعبي الذي تقدم للمنافسة كمستقل على "334و141" ما نسبته 3.80% من عدد اصوات المقترعين .. الاحزاب التي غابت عن المنافسة في الترشيح للرئاسة لم تغب عن اداء اليمين الدستورية للرئيس علي عبدالله صالح في قاعة مجلس النواب بتاريخ 2/10/99م بعد نجاحه ما يعني قبولهم بنتائج الانتخابات ما يؤكد انهم لم يقاطعوها .. وهذا ما لفت انتباه واهتمام المراقبين وممثلي الصحف ووكالات الانباء ، فحضور مقبل والمخلافي كان العنوان الرئيسي ليومية الشرق الاوسط الصادرة في اليوم التالي 3/10/99م على النحو التالي : صالح ادى اليمين الدستورية في البرلمان بحضور زعيمي الحزبين المقاطعين للانتخابات الرئاسية "فغياب الاحزاب عن المنافسة وقبولهم بالنتيجة لدى حضورهم جلسة اداء اليمين الدستورية للرئيس مؤشر قوي على ان الاحزاب اليمنية لم تجد ان الوقت قدحان للمنافسة حينها ولاعتبارات عدة على رأسها عدم تهيؤ الاحزاب لخوض غمار العملية التي تتطلب تنسيقاً شاملاً وترتيبات مكثفة على مستويات وابعاد مختلفة وهذا ما أكده الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته لدى ادائه اليمين الدستورية بعد فوزه في اول انتخابات رئاسية يمنية عندما دعا احزاب المعارضة إلى اعداد نفسها الاعداد السليم لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بجدارة وقال : اطالب القوى السياسية بأن تهيئ نفسها لخوض الانتخابات التنافسية المقبلة بشكل تنافسي وانطلاقاً من توجهات الرئيس ودعمه الدائم لضرورة ان تجد الاحزاب لنفسها مكاناً يهيئها للمنافسة المنشودة التي تضمنها العملية الديمقراطية في اليمن ومواكبة لخطاباته التي تترجم القول بالفعل : " ان عجلة التقدم والديمقراطية والوحدة دارت إلى الامام ولن تعود إلى الخلف ابداً".[c1]تهيئة !![/c]بدأت الاحزاب اليمنية المعارضة تعد العدة لاحضار نفسها والتهيؤ للمنافسة السلمية وفقاً لتوجهات الديمقراطية اليمنية التي اسسها فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام، لذا فقد اعلنت الاحزاب المعارضة ، وعلى رأسها التجمع اليمني للإصلاح ثم الحزب الاشتراكي اليمني ويليه التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد القوى الشعبية اليمنية واخيراً حزب الحق .. تكتلهم في مجموعة واحدة اطلقوا عليها اسم "اللقاء المشترك" الذي كونته خمسة احزاب مجتمعة لمنافسة الحزب الحاكم ، وجهتها لم شمل جميع اعضاء هذه الاحزاب وتوحيد قواها في تشكيلة موحدة ضد المؤتمر الشعبي العام.[c1]منافسة التناقض "المشترك"[/c]وعلى الرغم من الايديولوجية المتناقضة لهذه الاحزاب المجتمعة في تكتل " اللقاء المشترك" إلا أنها استطاعت الاجماع على مرشح واحد للمنافسة على رئاسة الجمهورية في انتخابات 2006م .. ومع بدء الحملة الدعائية للمرشحين على الرئاسة التي سبقها إعلان "اللقاء المشترك" مرشحه بصفة رسمية هو المهندس فيصل بن شملان تصاعدت وتيرة المنافسة وان كانت انتهت إلى حملة إعلامية موجهة مخالفة للقانون تستهدف التشهير بالرموز الوطنية والاساءة إلى قوى نضالية وقيادات سياسية على رأس حزب الاغلبية من الشعب اليمني لتصل المنافسة إلى مستوى فاق التصورات لكسب الثقة وطرح البرامج للناخبين ،ولم تقف المنافسة الرئاسية فقط على طرفين هما الحاكم والمشترك فقد كان لاحزاب المجلس الوطني للمعارضة نصيب وللمستقلين ايضاً.[c1]ديمقراطية متميزة[/c]الانتخابات الرئاسية اليمنية 2006م وضعت حملها بالاعلان عن فوز مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح بنسبة 71,77 على منافسه فيصل بن شملان مرشح احزاب المعارضة "اللقاء المشترك" وفيما اعتبر مراقبون ومهتمون بالعملية الانتخابية اليمنية نتيجة الرئاسة خطوة متقدمة في التجربة الديمقراطية اليمنية في ظل المنافسة القوية التي حصل فيها المرشح المشترك على 18,12 من الاصوات .. فقد لاقت العملية التي جرت في الـ 20 من سبتمبر الفائت اشادات واسعة عربية وأوروبية وامريكية كان آخرهم الرئيس الأمريكي الذي وصف ديمقراطية اليمن بالمتميزة في الشرق الأوسط.[c1]خسران المراهنين[/c]وعلى الرغم من كل المراهنات بفشل العملية خاصة في ظل التطورات الخطيرة التي تورط البعض فيها بالضلوع في اعمال تخريبية وأحداث عنف متفرقة منذ بداية الحملة الدعائية .. فقد أمكن لستة ملايين و28 الفاًُ و818 ناخباً وناخبة من اصل تسعة ملايين و248 ألف ناخب وناخبة مسجلين في قوائم الناخبين الاقتراع في اجواء آمنة وديمقراطية بكل حرية وشفافية ونزاهة.وأعلنت العليا النتيجة النهائية بفوز مرشح المؤتمر الشعبي العام فخامة الاخ/ علي عبدالله صالح بنسبة 77,17% صوتاً، على منافسه حصل خلالها على 4.149.673 في حين حصل بن شملان على مليون و173 الفاً و75 صوتاً أي ما نسبته 21.82%فيما بلغ اجمالي الاصوات التي ذهبت للمرشحين الثلاثة الاخرين ياسين عبده سعيد نعمان مرشح احزاب المجلس الوطني للمعارضة وأحمد عبدالله المجيدي مستقل ، وفتحي العزب ـ مستقل 54 الفاً و990 صوتاً ما نسبته 15,1%[c1]تجربة مشهودة[/c]عبدالله الاكوع ـ نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات المحسوب على حزب التجمع اليمني للاصلاح ـ تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن المتواجد على رأس حربة المشترك " اعتبر فوز الرئيس صالح تتويجاً لعملية انتخابية مميزة لم يشهدها اليمن من قبل وخاصة مرحلة الدعاية الانتخابية وتنافس المرشحين الذي بلغ ذروته عبر اقامة المهرجانات ونشر الدعاية الانتخابية في المحافظات بصورة استمتع بها اليمنيون" .وقال " ان فوز الرئيس صالح في هذه الانتخابات التي جرت في اجواء تنافسية قوية وشفافة ونزاهة حقة شهد لها العالم" .. مضيفاً " ان احزاب المشترك نجحوا في تقديم المشاركة الصحيحة والمنافسة في ظل التجربة الديمقراطية اليمنية التي ارسى قواعدها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح".[c1]اطمئنان[/c]ادى الرئيس اليمين الدستورية بعد نجاحه في ثاني انتخابات رئاسية حرة ومباشرة سبقها تأديته اليمين بعد الفوز في أول انتخابات رئاسية جرت في سبتمبر 99م .. ولكنه اليوم اكثر اطمئناناً على حال الحياة السياسية اليمنية والتداول السلمي للسلطة .. فقد وضع اليمن في ديمقراطية متقدمة تجعلنا أنموذجاً قوياً ومتميز ولان الديمقراطية ضمان لمستقبل افضل فإن المرحلة القادمة تضمن انطلاقة تنموية قوية في اليمن استكمالاً للدور القوي الذي قدمته القيادة السياسية في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية انعاش الاقتصاد الوطني وتحقيق النهضة الشاملة .. ابرز ملامح اليمن الجديد.