(ميراث الترجمة) تعيد إصدار رواية (القصر) لفرانز كافكا
إعداد/ القسم الثقافيأعاد المركز القومي للترجمة بالقاهرة نشر الترجمة العربية لرواية (القصر) للروائي الألماني الشهير فرانز كافكا والتي قام بترجمتها الدكتور مصطفى ماهر أستاذ اللغة الألمانية بجامعة عين شمس، وذلك عن سلسلة (ميراث الترجمة) التي تهتم بإعادة نشر الترجمات المتميزة. وكانت الطبعة الأولى من هذه الترجمة قد صدرت عام 1971 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.وفرانز كافكا (3 يوليو 1883 - 3 يونيو 1924) كاتب تشيكي يهودي، كتب بالألمانية، وهو رائد الكتابة الكابوسية، ويعد أحد أفضل أدباء الألمانية في فن الرواية والقصة القصيرة.ولد فرانز كافكا لعائلة يهودية متحررة، وخلال حياته تقرب من اليهودية، وتعلم العبرية لدى معلمة خصوصية. وعمل موظفا في شركة تأمين حوادث العمل. وتعلم الكيمياء والحقوق والأدب في الجامعة الألمانية في براغ 1901.أمضى وقت فراغه في الكتابة الأدبية التي رأى بها هدف وجوهر حياته. القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، ومعظمها (مثل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التي لم ينهها) نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب ماكس برود، الذي لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته. وتتضمن الطبعة التي أصدرها المركز القومي للترجمة من رواية (القصر) مقدمة قصيرة حول كافكا وأعماله وموقعها في الأدب العالمي المعاصر، كما يفرد المترجم بضع صفحات لتناول رواية “القصر” في سياق مجمل أعمال كافكا التي نشرت غالبيتها بعد وفاته.ويشير ماهر إلى أن (القصر) ظهرت لأول مرة عام 1926 وتوالت طبعاتها، وأضيفت لها مع كل طبعة فقرات جديدة لم تكن معروفة من قبل. وحسب المترجم فلا تزال الشكوك قائمة حول الصورة التي ينبغي أن تكون عليها الرواية، وإن كان من المستبعد أن يكون النص قد ناله التحريف.والمعروف أن هذه الرواية كتبت بين عامي 1921 و1922، وقد كتبها كافكا في مرحلة وصل في تأملاته الذاتية إلى أنه أفسد حياته وأضنى بدنه ولم يصل إلى شيء حسبما سجل في يومياته. والشائع أن الرواية فيها الكثير من تفاصيل عاشها كافكا في حياته.ويكشف مصطفى ماهر في المقدمة الكثير من الجدل الذي دار بين نقاد العالم بشأن رواية “القصر”، فهناك من ذهب إلى أنها عمل فني لا يقصد إلى شيء آخر سوى الفن، ولهذا لا محل فيها للأفكار الفلسفية، وفيها ابتكر كافكا الأسلوب الذي يحول الأحلام إلى كلام، ومن الأفضل للقارئ أن يفهمها باعتبارها جملة من الأحلام، لكن هناك من النقاد من اعتبر أن الرواية ـ شأن بقية أعمال صاحبها ـ تبين حدود التفكير الإنساني، بينما اهتم آخرون بإبراز عناصر النقد الاجتماعي في الرواية من خلال تحليل نموذج البطل “ك” داخل الرواية. ويرى د. مصطفى ماهر أن “ك” رمز اتخذه كافكا ليعبر عن مقومات الحياة، وإن كان يعتقد أن النص الروائي ذاته قابل لتأويلات أخرى، مصدرها تعقد عالم كافكا ذاته والتي رفض كافكا أن يحدد فيها طرق النجاة وآثر دائما أن يلقي الأسئلة بدلا من تقديم إجابات.والمعروف أن معظم أعمال كافكا ترجمت إلى العربية وأبرزها: (المحاكمة)، (مستوطنة العقاب)، (طبيب قروي وقصص أخرى). وكانت كتابات كافكا قد تعرضت للحرق على يد النظام النازي إبان حكم هتلر، وتعرضت مؤلفاته إجمالاً لموقفين متناقضين من الدول الشيوعية في القرن الماضي، بدأت بالمنع والمصادرة وانتهت بالترحيب والدعم.