في صباح كل يوم وبعد الوصول إلى مرفق عملي بسلام أطوف في حقل أكتوبر الصحيفة الوحيدة بل اليتيمة التي تصلنا وتسبقنا بالحضور وأبحث عن مزيد من الجديد.وفي صباح الاحد الموافق 12 فبراير 2006م وأنا أقلب كعادتي الصفحات وأفتش الأبواب والأعمدة وقع نظري على إعلان بشأن التدريب والتأهيل أسفل الصفحة الأخيرة يعتبر بحق إضافة جديدة تضاف إلى الخطوات العملية لصحيفة 14 أكتوبر التي كسرت قاعدة المثل القائل أول الغيث قطرة فجاءت بداية غيثها قطرات بل شلالات وصارت بداية الألف ميل عند الأكتوبريين بدل الخطوة خطوات واثقة راسخة نابعة من الإدراك الواعي ودور صاحبة الجلالة ومهنة المتاعب في عكس معاناة الناس المحك والمقياس.ولابأس بل طبيعي ان يرافق الغيث في الغالب رعد وعواصف ورياح لكنها لن تستطيع الحد من فوائد الغيث الباقي في أعماق الأرض.. وأول قطرات غيث أكتوبر الملموسة تحسين عملية التوزيع وانتشارها في الأكشاك باعداد مناسبة بعيدة عن المرتجع.وتؤكد صحيفة 14 أكتوبر مع إطلالة كل صباح إضافة جديدة منذ تولى الصحفي المتمكن الزميل احمد محمد الحبيشي قيادة الدفة وإن أختلفنا مع الرجل فهذا لا يفسد الود ولا يدعونا تجاهل البصمات الواضحة المعالم على وضع الصحيفة المتطور حالياً.. وننطلق في هذا الطرح من حقائق موثقة ملموسة لا من كلمات جوفاء لمجرد الإطراء والمديح، ولا كلمات استهلاك بل أقولها كلمة حق وأمانة لا مجاملة للأخ الحبيشي الذي قد نختلف معه أو نتفق.ويؤكد حقيقة التغيير الأخذ بعين الاعتبار آراء وملاحظات القراء التي وردت في نتائج الاستبيان الذي قام به معهد التدريب والتأهيل الإعلامي في عدن ممثلاً بقسم الدراسات والبحوث لاستقراء رأي الجمهور حول مضمون وشكل الصحيفة بالتحديد في شهر يونيو 2005م الذي تزامن قبل بداية شروع القيادة الجديدة في تطوير الصحيفة وقد تركزت آراء القراء المستهدفين في الشكوى من تهميش دور الصحيفة وسوء التوزيع ومحدوديته وفقدان الصحيفة نكهتها الصحفية وفن الإبداع حيث لا تشتري حسب رأي المستهدفين في الاستبيان إلا لاسمها ومكانتها التاريخية وعرفاناً لمؤسسيها مثلما نقول (من ريحة الحبايب) مفتاح والحنكي ورفعت واعلام كثيرون من واكبوا الصحيفة وقد طرح المستهدفون من القراء كثيراً من الملاحظات والآراء والمقترحات لتحسين وضع الصحيفة وبالفعل في فترة وجيزة خرجت الصحيفة بمضمون يلامس ما قد طرح من قبل القراء ولا يخلو أي عمل من بعض النواقص فما بالك بصحيفة كادت تندثر ويعصف بها الإهمال لولا الجهود التي بذلت وتبذل من أجل خروجها من الأزمة.والإعلان الذي نحن بصدد الحديث عنه الخاص بتدريب وتأهيل الكادر الصحفي والعامل الفني عمل فعلي آخر يؤكد المصداقية في العمل الدؤوب من أجل الارتقاء بالصحيفة وخروجها من نفق الركود ابتداءً بخطوات جادة متسارعة بعيداً عن الروتين بالمبادرة العملية في الإصلاح والخروج من دائرة الفساد والمتمثل في مضمون الإعلان الإيجابي المنشور في الصحيفة العدد 13311 والمكرر في الأعداد اللاحقة حتى اللحظة بشأن التدريب للكادر في الصحيفة في المجالات التالية:1/ التعامل مع برامج النشر الصحفي والمكتبي2/ تحريرالنصوص بالكمبيوتر وتحويلها إلى الإدارات المتخصصة عبر شبكة ربط داخلي.3/ التعامل مع الصورة وأرشفتها اليكترونياً. وهذا يؤكد صواب واستحقاق الإشادة بتجربة صحيفة 14 أكتوبر مع صندوق التدريب المهني والتقني وتطوير المهارات الممول للدورات من خلال رصيد الاستقطاعات لهذا الغرض التي جاءت ضمن القرارات والتوصيات المنبثقة عن اللقاء التشاوري المنعقد في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر2005م أعمال المعهد وانطلاق عمله المقبل. وللمرة الأولى تخرج القرارات والتوصيات للندوات والمؤتمرات واللقاءات والخطط الخاصة بالتدريب من ظلمة الأدراج ورتابة الروتين إلى النور ليتجسد على الواقع العملي في وقت قياسي بمبادرة أخذت صمامها صحيفة 14 أكتوبر انطلاقاً من إدراك القائمين عليها أهمية التأهيل للمبدعين. وهذه إضافة جديدة للقيادة في المؤسسة والصحيفة بحق تضاف إلى رصيد المصداقية في العزم الأكيد للتغيير الفعلي في إطار سياسة الإصلاح ومحاربة الفساد. ومن أجل الثبات والاستمرارية وقطف ثمار النجاح فعلينا بهمّ الناس الذي بدأت الصحيفة ملامسته بالفعل من خلال "صباح الخير" "استراحة القارئ" والكاريكاتير كفن معبر سريع التأثير وغيرها من الأبواب والصفحات المستحدثة والمتجددة وهو القياس الحقيقي لأي عمل لكون ما ينفع الناس يبقى ضارباً في الأرض وما دون ذلك يذهب أدراج الرياح انطلاقاً من الآية الكريمة (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). فهلموا يا مبدعي أكتوبر الرمز »منبر من لا منبر له« قيادة وكادراً وعمالاً للحرث في زخم الكلمة المعبرة من أجل غد أفضل لصاحبة الجلالة بتسخير قطرات الغيث الأكتوبرية لري هذا الحقل الحيوي والخروج من معاناة الجفاف وحسبك أكتوبر شرفاً هذا الاسم المرتبط بكفاح شعبنا وتضحياته التي لا تمحى من الذاكرة ولا تنسى.
