رئيس بلدية طهران للغرب.. اقبلوا إيران نقبل مطالبكم
عرض للصواريخ الاسرائيلية
لندن/واشنطن/طهران/14 أكتوبر/وكالات/رويترز:نسبت صحيفة بريطانية لمسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إن الرئيس جورج بوش أبلغ حكومة تل أبيب أنه قد يكون جاهزا للموافقة على ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية في حالة فشل المباحثات مع طهران.صنداي تايمز نقلت عن هذا المسؤول قوله إنه رغم المعارضة التي يبديها الجنرالات الأميركيون لهذا الإجراء، ورغم الشكوك حول مدى جاهزية واشنطن للمخاطرة عسكريا وسياسيا واقتصاديا بتوجيه ضربات جوية لإيران, فإن الرئيس أعطى «الضوء الأصفر» لخطة إسرائيلية لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية الأساسية.وفسر المسؤول «الضوء الأصفر» بالقول إنه يعني أن يستمر الإسرائيليون في استعداداتهم، وأن يبقوا على أهبة الاستعداد للهجوم الفوري «وأن يخبرونا متى ما كانوا جاهزين للتصرف»، لكنه ذكر أنه قد تم إبلاغ الإسرائيليين بالوقت ذاته أن عليهم ألا يتوقعوا مساعدة من القوات الأميركية, كما أنهم لن يحظوا بأي مساعدة لوجستية من القواعد الأميركية بالعراق، وأضاف مسؤول البنتاغون أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الضوء الأصفر سيتحول أبدا إلى أخضر ما لم يكن هناك دليل لا يقبل الدحض في تحرك عدواني إيراني خطر.الصحيفة قالت إن البيت الأبيض اعتبر اختبار الإيرانيين الأسبوع الماضي صواريخ طويلة المدى عملا استفزازيا, غير أن وكالة الاستخبارات ووزارة الدفاع الأميركية كلتيهما أجمعتا على أن تلك الاختبارات لا تمثل خطرا هجوميا على الأهداف الإسرائيلية ولا الأميركية.المسؤول أكد أن الأمر كله يعود للإسرائيليين لأن «هذه الإدارة قررت أنها لن تهاجم إيران, لكن الرئيس جد قلق بسبب التهديد النووي الإيراني لإسرائيل, وأنا أعلم أنه يرى أن القوة هي وحدها التي يمكن أن تردع طهران».وأرجع هذا المصدر سبب معارضة الضباط الأميركيين لضرب الجمهورية الإسلامية إلى خشيتهم من أن يسبب ذلك خطرا على قواتهم بالعراق وأفغانستان على وجه الخصوص.صنداي تايمز قالت إن الشيء الوحيد الذي يعتبر محل إجماع بين كل الأطراف هو أن هجوما على إيران سيثير سلسلة من ردات الفعل الكارثية التي ستهز أسواق النفط العالمية وترفع الأسعار إلى أرقام قياسية, فضلا عن كونها ستدمر كل ما حققه الأميركيون حتى الآن من تقدم في العراق. في غضون ذلك قال رئيس بلدية طهران إن إيران التي تنخرط في نزاع مع الغرب بسبب أنشطتها النووية من الممكن أن تتوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة إذا ما تقبل منتقدوها أن الجمهورية الإسلامية ستظل باقية. وبالنسبة للوقت الحالي يركز محمد باقر قاليباف الذي لم يوفق عندما رشح نفسه لانتخابات الرئاسة عام 2005 طاقته على الحد من الاختناقات المرورية وتلوث الهواء ومشكلات الصرف الصحي للمدينة المترامية الأطراف التي يسكنها ثمانية ملايين نسمة ليلا ويتضخم عدد السكان ليصل إلى 11 مليونا في النهار. لكن قائد الشرطة السابق البالغ من العمر 46 عاما متحمس بنفس القدر للتحدث بشأن البرنامج النووي الإيراني وعلاقات بلاده المتوترة مع الولايات المتحدة ودورها في منطقة الشرق الأوسط. وقال في مقابلة أجريت في مكتبه بمجلس البلدية «يخطئ الغرب والولايات المتحدة عندما يعتقدون أن ما زال بإمكانهم العودة إلى ما قبل الثورة (الإسلامية عام 1979)...لابد أن ينسوا هذا تماما»، وأضاف قاليباف إن أعداء إيران لابد أن يقروا بأن أغلب فترة النظام الذي استمر 30 عاما كان تعبيرا ديمقراطيا عن إرادة الشعب الإيراني وكان يعكس معتقداته الدينية.»، ومضى يقول «إذا ما تقبل الغربيون هذا فسوف تقبل إيران أن تعمل في الإطار الدولي والعمل استنادا للوائح الدولية». وقال قاليباف وهو محافظ عملي أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة إن بين إيران والولايات المتحدة مصالح مشتركة في منطقة مضطربة غنية بمصادر الطاقة. ولكنه يرى أن ما يمنع احتمالات أي تفاهم «المعايير المزدوجة» للولايات المتحدة في مجال الديمقراطية والإرهاب وحقوق المرأة وكذلك بشأن النزاع حول القضية النووية الذي أدى لإشعال أسواق النفط خوفا من الحرب. وأردف قائلا «إيران أمر واقع في المنطقة. يجب أن يحلوا تلك المسائل بشكل سليم وليس بمحاولة القضاء على إيران أو تجاهلها»، وأضاف قاليباف إن هناك إجماعا وطنيا فيما يتعلق بحاجة إيران للتكنولوجيا النووية السلمية لكنه أقر بوجود خلافات حول كيفية التصرف إزاء الصراع مع الغرب. وقال قاليباف الذي كان قائدا لمتطوعي الباسيج في الحرب العراقية الإيرانية التي دارت من 1980 إلى 1988 إنه يشك في أن الولايات المتحدة ستهاجم مواقع نووية إيرانية نظرا لتورطها العسكري في كل من العراق وأفغانستان المجاورين. وتابع «نعتقد أن الامريكيين لن يتصرفوا أبدا بتهور بحيث يفعلون مع إيران نفس ما فعلوه مع العراق وأفغانستان.» واعتبر قاليباف حتى قيام الولايات المتحدة بعمليات عسكرية محدودة أمرا مستبعدا لأن إيران سترد بقوة. وقال «بداية هذا الأمر ربما تكون في أيدي الأمريكيين ولكن النهاية لن تكون كذلك» مضيفا أن الدبلوماسية تمثل خيارا أكثر تعقلا. ولكن في حين أن قاليباف يؤيد إجراء محادثات حول مجموعة حوافز عرضتها قوى عالمية في الشهر الماضي على إيران فإنه لا يرى احتمالا يذكر لموافقة إيران على طلب تلك القوى بتعليق تخصيب اليورانيوم. وقال «هذا مستبعد» عندما سئل إذا كان من الممكن أن تعلق إيران أنشطة التخصيب دون التخلي عن حقها في إتقان دورة الوقود حتى يمكن بدء المفاوضات حول مجموعة الحوافز.