من المعلوم ان الانسان بطبعه الذي فطر عليه اجتماعي مع من حوله فهو بحاجة الى اصدقاء وزملاء واخوة لايستطيع ان يعيش بمعزل عنهم ،لهذا نرى ان الاسلام قد اولى هذا الجانب اهتماماً بالغاً فنرى كثيراً من الاحاديث النبوية التي حثت على حسن اختيار الرفقة الصالحة من اصحاب العلم والدين وذوي مكارم الاخلاق وذلك لما لهم من الاثر البليغ في تهذيب النفس واستقامتها وفيما جعل الاسلام الاخوة في الدين اقوى من الاخوة في النسب ،ورغب بجعل المحبة في الله الاساس الذي تقوم عليه الصداقة والصحبة الحسنة واعد لذلك الاجر العظيم وهذا مانستشفه في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل الا ظله وذكر منهم(( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) ..، فمن هذا وذاك نلحظ الاهمية البالغة لانتقاء الجليس الصالح وصدق نبينا الكريم في تشبية الجليس الصالح ببائع المسك الذي نجد منه الريح الطيبة ،لعظم فضلة على النفس ومنفعته لها وفي نفس الوقت علينا ان نعلم ان الصديق مرآة لصديقة وعنوان له كما قال الشاعر:عن المرء لاتسأل وسل عن قرينهفكل قرينٍ بالمقارن يقتديكما ان هذا الدين بشموليته لم يغفل التحذير من مخالطة الاشرار،ومصادقة الفجار لما لهم من الاثر القبيح الذي يغرسونه فيمن يصحبهم بما يزينونه من الاخطاء واظهارهم اياها باحلى حلة حتى تعظم في نفوس من حولهم فيصيرون على شاكلتهم ويسلكوا نهجهم ،ونرى الوصف الدقيق لنبينا الكريم حين شبه هؤلاء الرفقاء بنافخي الكير ليبين لهذه الامة عظم الخطر الذي يمثلونه على افرادها وذاك عن طريق افساد ابناءها فهم كمثل تفاحة فاسدة وضعت في صندوق مليء بالتفاح فماذا ياترى حل بما في ذاك الصندوق..؟ ولنعلم بانما هم جنود للشيطان مسخرين لخدمته فلنحذرهم ولنجتنب صحبتهم حتى لانقع في شراكهم وفخاخهم ولنحرص على الصحبة الطيبة المعينة لنا في امور الدين والدنيا والتي نسأل الله ان يسخرها لنا ويوفقنا لها ، وان نكون من الاخلاء المتقين الذين ذكرهم بقولة " الإخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو الا المتقين.."* مازن منير عبد الكريم راشدثانوية البيحاني النموذجية
"الاخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو الا المتقين"
أخبار متعلقة