مع التكاليف الباهظة للنوادي التابعة للمراكز الطبية والمستشفيات
الرياض/ متابعات: أطلقت شابات سعوديات «حملة إلكترونية» بعنوان «خلوها تسمن»، احتجاجا على قرار وزارة الشؤون البلدية بإغلاق جميع النوادي الرياضية النسائية التي لا تخضع لإشراف طبي من مستوصف أو مستشفى.وتساءلت المحتجات عن البديل الذي يمكن أن يلجأن إليه في ظل التكاليف الباهظة للنوادي الصحية والرياضية التابعة للمستشفيات، وناشدن المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية، وأمين محافظة جدة، إعادة النظر بالقرار، وسط تخوفهن من تأثيره على صحة اللواتي كن يمارسن الرياضة بالفعل، وبتن الآن مضطرات للتوقف نتيجة تطبيقه.وتقول مها التي اشتركت في نادٍ رياضي قبل 6 أشهر: إنها لاحظت تحسنا ملحوظا في وزنها؛ إذ نقص بمعدل 21 كلجم نتيجة ممارسة الرياضة. وتشرح في تقرير للزميلة سحر خان، نشرته صحيفة «المدينة» السعودية الاثنين 2009-3-23، أنه سبق لها الاشتراك في ناد تابع لمستوصف صحي، «وكان السعر مبالغا فيه، وصل إلى 1500 ريال شهريا»، بينما لم يُطلب منها كشف يوضح حالتها الصحية. وإذ تعترف مها بامتلاكها عددا من الأجهزة الرياضية في المنزل؛ إلا أنها لا تحبذ استعمالها، لعدم وجود تشجيع، ولا إشراف مدربة متخصصة، مفضلة ممارسة الرياضة في مكان متخصص يوفر الدعم والتشجيع.من جهتها، تشير «أم عبد العزيز» إلى أن النادي الرياضي صار المتنفس الوحيد لديها بعد عامين من الاشتراك به، بناء على نصيحة طبيب؛ إذ كانت تعاني من آلام بالركبة والقدم. وتتساءل «أين يمكن أن نذهب بعد إغلاق النادي؟»، وخاصة بعدما صارت تجد راحة نفسية في ممارسة الرياضة الجماعية، ومكانا لتفريغ ضغوطات المنزل والأسرة المرهقة يوميا. كذلك، تشير جميلة إلى استفادتها من النادي الرياضي لأكثر من عام ونصف، وتشير إلى معاناتها من صعوبة ممارسة رياضة المشي بالأماكن العامة، بسبب المعاكسات والمضايقات، فيما يعتبر النادي النسائي المغلق «آمنا ومستقرا، ويفضله معظم الأزواج». وتلفت جميلة إلى أن الاشتراك بناد تابع لمستوصف طبي لن يكون خيارا متاحا لديها، بسبب ارتفاع التكاليف من جهة، وصعوبة المواصلات من جهة ثانية.وتتساءل سارة عبد الله عن سبب «السماح للشباب بممارسة الرياضة في نواد مستقلة مصرح لها وغير تابعة للإشراف الطبي، بينما يمنع ذلك عن النساء رغم أن لهن نفس الاحتياجات؟»، وتضيف «المرأة أكثر حاجة للرياضة نظرا للمراحل التي تمر بها من حمل وولادة وضغوطات لا تستطيع التنفيس عنها في مكان آخر».وتقول المدربة الرياضية بأحد النوادي إن عدم استمرار السيدات في ممارسة الرياضة التي اعتدنها سيحدث صدمة للجسم، تجعله عرضة للسمنة، مشيرة إلى أن «الفترة الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من النساء السعوديات على ممارسة الرياضة لعدة أسباب، منها المحافظة على الوزن المثالي، وتخفيف ضغوطات المنزل، وتكوين علاقات اجتماعية في ظل مجتمع نسائي مغلق وآمن». وتؤكد المدربة أنه رغم التاريخ الحديث للنوادي الرياضية النسائية التي بدأت منذ نحو 6 سنوات فقط؛ إلا أنها انتشرت بكثرة، بسبب تزايد الوعي النسائي بضرورة محاربة السمنة، وأهمية الرياضة للصحة العامة.في المقابل، أوضح نائب المدير الإعلامي بأمانة جدة أحمد الغامدي أن ترخيص النادي الصحي يصدر من وزارة الصحة، بينما يصدر ترخيص النادي الرياضي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبناء على وجود الموافقة من هذه الجهات تصدر بعدها البلدية ترخيصا لفتح محل ومنح اللوحة. وأضاف أن الأمانة تقوم بواجبها في إغلاق المواقع التي تسمى نوادٍ وليس لديها تصاريح عمل من الجهات المختصة المذكورة، وإدارة الرقابة النسائية تقوم بجولات ميدانية لرصد جميع المواقع الخاصة بالنشاط النسائي، مثل: النوادي، والمشاغل النسائية المخالفة.