في اختتام ندوة «تطور الإعلام اليمني خلال 20 عاماً وبحضور وزير الإعلام
من فعاليات ندوة ( تطور الإعلام اليمني خلال 20عاماً)
صنعاء / سبأ:اختتمت في صنعاء أمس ندوة «تطور الإعلام اليمني خلال 20 عاما» التي نظمتها وزارة الإعلام لمدة يومين في إطار احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الـ20 للجمهورية اليمنية(22 مايو), وذلك بحضور وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي وبمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية والصحفية وكتاب وصحفيين ومهتمين.وهدفت الندوة إلى الوقوف عن كثب على نجاحات وانجازات الصحافة اليمنية ودورها في تعزيز مناخ الحرية والديمقراطية وانتهاج التعددية السياسية.وناقش المشاركون في جلسة أمس التي رأسها رئيس تحرير صحيفة الوحدة حسن عبد الوارث ورقتي عمل تناولت الورقة الأولى المقدمة من قبل ناصر أحمد يحيى«الأداء السياسي للإعلام الرسمي اليمني خلال 20 عاما من الوحدة المباركة».وأوضحت الورقة «الإطار القانوني للإعلام الرسمي بعد الوحدة» كمدخل لإبراز ملامح الأداء السياسي للإعلام في تلك الفترة.. مبينة أن الدستور اليمني و القوانين تضمنت مواد تؤكد على حرية الإعلام الرسمي ومنع اخضاعه لأي سيطرة والسماح لجميع الأحزاب باستخدامه للتعبير عن مواقفها.وسردت نصوص مواد الدستور والقوانين المؤكدة على تلك الحرية لوسائل الإعلامي الرسمي، والقرارات الحكومية المتعلقة بهذا الشأن.وتطرقت إلى إقرار مجلس الوزراء في ديسمبر 1995م «السياسة الإعلامية للجمهورية اليمنية متضمنة مبادئ خاصة عن الحرية الإعلامية أهمها العمل على رعاية وحماية مبدأ حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر، والنقل الموضوعي والأمين للفعاليات السياسية في أطار النافذ من القوانين والتشريعات دونما «إغماط» لحق حزب أو تنظيم أو هيئة.وذكرت الورقة «أن قيام دولة الوحدة اليمنية أقترن بإطلاق جملة من الحريات العامة منها حرية تشكيل الأحزاب السياسية وحرية الصحافة غير أن وسائل الإعلام الرسمية الموروثة من النظامين الشطريين السابقين ظلت ذات وضع خاص بالحزبين الحاكمين آنذاك واحتفظ كل منهما بسيطرته على وسائل الإعلام الحكومية التي كانت تابعة له قبل الوحدة».وتطرق مقدم الورقة إلى ما أعتبره «امتحانات» واجهها الإعلام الرسمي بعد الوحدة لإثبات المصداقية وكيف تم استخدام الإعلام الرسمي للعب أدوار مختلفة من القضايا التي مر بها الوطن منها الاستفتاء على الدستور.ورأى أن الإعلام الرسمي ظل حتى 1994م خاضعا لسيطرة حزبي المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي اليمني.وذهبت الورقة فيما يتعلق بتعامل الإعلام الرسمي مع الأحزاب السياسية إلى أنه كان هناك تحيز واضح في معالجة الشؤون الحزبية .وحول أداء الصحافة الرسمية أشارت إلى أن وسائلها كانت تخصص الصفحات الأولى بعناوين بارزة لاستعراض المؤتمرات الحزبية العامة للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام فيما يتقلص الاهتمام الممنوح لأحزاب المعارضة إلى حدود دنيا متفاوتة.وألمح إلى ندرة ظهور واستضافة رموز المعارضة في وسائل الإعلام الرسمية للمشاركة في برامج القنوات التلفزيونية والإذاعية أو التحاور معها تجاه مختلف القضايا السياسية.ولخصت الورقة ما أسمته مظاهر التحيز الإعلامي في تلك الوسائل في نقاط ركزت على مواقف وجزئيات تتعلق بقضايا ومواضيع احتدم الخلاف السياسي فيها على الساحة بين السلطة والمعارضة.وتناولت مواقف الأحزاب اليمنية والمنظمات المهتمة بوضع الإعلام الرسمي ومستقبله في اتجاهات ثلاثة يدعو الأول إلى إبقاء وضع الإعلام الرسمي على ما هو عليه، والثاني إلى إلغاء وزارة الإعلام والاكتفاء بالإصدارات الدورية التوثيقية وخصخصة المؤسسات الإعلامية الرسمية أو إلغائها, فيما يقترح الثالث تشكيل مجلس أعلى مستقل لإدارة المؤسسات الإعلامية الرسمية بما يضمن حياديتها واستقلاليتها عن هيمنة أي حزب وفق لوائح ومعايير محددة.وركزت الورقة الثانية بعنوان» الإعلام اليمني في عشرين عاما» المقدمة من قبل رئيس قطاع البرنامج الثاني سابقا جميل محمد أحمد,على عرض واقع الإعلام اليوم وما حققه من انجازات ومكاسب وما بات يتوفر في الساحة من وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة تعمل في مختلف الاتجاهات وتعكس في مجملها صورة واقع حرية الرأي والتعبير على الساحة المحلية.ونوهت بالنجاحات التي تحققت على صعيد الإعلام الرسمي المرئي والمسموع حيث باتت تتوفر باقة فضائية استطاعت أن تستوعب قدرات هائلة للبث الفضائي ما مكن من تعزيز القدرات الفنية لقناة اليمن الفضائية وتحديث قدرات قناة عدن لتصبح قناة فضائية واستحداث قناتي «الإيمان» و«سبأ» الفضائيتين إلى جانب مشاركة القطاع الخاص في بث قنوات فضائية أخرى.وبينت أن التطور النوعي الذي أدخل على أجهزة البث والتسجيل عبر الانتقال إلى النظام الرقمي, أسهم خلال الأعوام الماضية في تحسين نوعية الإنتاج الإعلامي المرئي والمسموع من خلال أخبار وبرامج ونقل مباشر ودراما وتسجيلات متنوعة.وأشارت الورقة إلى أنه بات يتوفر في مجال الإعلام اليمني المسموع قاعدة عريضة من الإذاعات قوامها اليوم 13 قناة وطنية ومحلية .ولفتت إلى أنه في عهد الوحدة المبارك على مدى الـ20 عاما الماضية تزايد عدد الصحف والمجلات حتى أنه بات يصدر اليوم 74 صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية وشهرية وموسمية رسمية وحزبية ومستقلة في شتى مجالات الحياة.وأوضحت أن اليمن كانت سباقة في استخدام وسيلة نقل الخبر عبر وكالات الأنباء، المتمثلة في وكالة أنباء عدن، ووكالة أنباء سبأ منذ عام 1969م.وقال الإعلامي جميل محمد أحمد « بكل هذا التاريخ العريق للإعلام في اليمن فإن تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م قد أتاح للإعلام مجالا أوسع لتعزيز دوره الوطني ومساحة واسعة ليحقق دفعا قويا في انتشار وتعدد الرؤى والتعبير بصورة أكبر عن واقع الحياة في المجتمع مهما كان هذا المستوى في المهنية والمصداقية والقدرة على إيصال الرسالة الإعلامية القادرة على الارتقاء بالمستوى الثقافي والفكري والحضاري للمواطن اليمني».ورأى أن الإعلام اليمني رغم ما حققه مازال في حاجة إلى وقفه تقييمية جادة في رفع مستوى أدائه المهني من أجل أن يكون في طليعة التوجه لعملية التنمية والإصلاحات الإدارية والمالية ورفع المستوى الثقافي والحضاري للإنسان اليمني .ونبه من خطورة استغلال بعض وسائل الإعلام في العصر الراهن بتعدد أشكالها ووسائلها لتحقيق أهداف ضيقة بل ولخدمة الترويج لأفكار ورؤى وثقافات هدامة.وشدد على انه لكي يكون الإعلام الوطني واعيا ومدركا لمسؤولياته التاريخية فينبغي أن يكون كفؤا في أداء واجباته الوطنية والدينية وقادرا على الاضطلاع بدوره المهني في الإقناع و التوجيه والإرشاد، وهو ما يمكن أن يتحقق بالمصداقية والشفافية والأمانة في أداء الرسالة الإعلامية .وقال :«أمام الإعلام اليمني اليوم تحديات كبيرة سواء في مواكبة التطورات التقنية المتسارعة أو من خلال الالتزام بالمهنية التي تساعده على إيصال الرسالة الإعلامية التي تعمل على تغيير سلوك المجتمع إلى الأفضل».وعبر عن الأمل في أن يعزز مشروع قانون الصحافة ومشروع قانون الوسائل السمعية والبصرية تلك المناخات والنجاحات التي تحققت خلال عشرين عاما ..مشددا على ضرورة التركيز على رفع مستوى أداء وكفاءة الكوادر الإعلامية التي تشكل البوتقة الأساسية لتطور عملية التوعية والتنمية البشرية.وأثريت الورقتان بالنقاش المستفيض والملاحظات والمداخلات والتعقيبات من قبل المشاركين لإثراء مضامينهما بالآراء القيمة.حضر جلسة أمس وكلاء وزارة الإعلام وقيادات عدد من المؤسسات الإعلامية ونخبة من الإعلاميين والصحفيين.