اعداد / شوقى العباسى أثبتت العديد من المسوحات التي اجريت في كثير من البلدان ان مستوى الخصوبة وهي عدد الولادات الحية للمرأة خلال حياتها الانجابية (في الفترة 15- 45) عاما يتأثر بعدد من المحددات المباشرة مثل العمر عند الزواج الاول استخدام موانع الحمل , فترة الارضاع , حالات فقد الأجنة ومدة الخصوبة والانفصال والانفصال او الابتعاد بين الازواج .تتفاعل هذه المحددات مع عدد الظواهر الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل محددات غير مباشرة ومنها بقاء الطفل على قيد الحياة ومستويات وفيات الرضع والاطفال والتعليم خصوصا تعليم الاناث والنشاط الاقتصادي للمرأة والتحضر ومستوى المعيشة , وبالتالي فان مستوى الخصوبة ترتفع كلما كان سن الزواج مبكرا وعندما تكون ممارسات الحد من الحمل قليلة الانتشار وعندما تكون فترة الرضاعة الطبيعية منخفضة وهي الفترة التي تكون فيها المراة في مأمن من احتمال وقوع الحمل .ان العلاقة السلبية بين معدل الخصوبة وبعض مؤشرات التعليم مثل نسبة المتعلمات في العمر15 سنة فأكثر والتحاق الاناث بالمدارس تعتبر عكسية فكلما زادت اهمية هذه المؤشرات انخفض مستوى الخصوبة لا سيما اذا استمر التحاق الاناث بالمدارس خصوصا بعد تجاوز المرحلة الدراسية الابتدائية كما ان هناك علاقة سلبية بين الخصوبة وتناسب سكان الحضر الى مجموع السكان فالخصوبة تكون أعلى مستوى في المناطق الريفية عنها في المناطق الحضرية وان النمو السكاني في الحضر الناجم عن نزوح السكان من الارياف الى المدن يغير من السلوك التناسلي لهؤلا النازحين ليتناسب مع السلوك التناسلي لسكان الحضر . وبالتالي فان تفاعل المحددات المباشرة للحضرية مع عدد من الظواهر الاقتصادية والاجتماعية يتيح من خلال التنمية عبر أهدافها وبرامجها وخططها التأثير على الخصوبة وبما يتلاءم مع السياسات الموضوعة وذلك من خلال ثلاثة محاور اساسية هي : 1 . التطوير الصحي الشامل وصحة الام والطفل .2 . برامج تنظيم الاسرة .3 . تحسين المستوى المعيشي للاناث وزيادة مشاركة المرأة في العمل . وفي الاخير يمكن القول بان جهود التنمية في بلادنا تتجه نحو تحقيق نتائج ايجابية في المتغيرات السكانية من خلال المشروعات والبرامج والانشطة السكانية وخفض معدل الخصوبة العام ورفع الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للسكان , ويتلخص الهدف الاساسي من ذلك في تحقيق التعليم الاساسي للجميع وتقليص الفجوة في التعليم بين الذكور والاناث وبين الريف والحضر وتحسين الاوضاع الصحية عموما بما يؤدي الى تحقيق تقدم في رفع معدل توقع الحياة عند الميلاد ورفع مستوى التغطية الصحية للسكان وخفض معدلات وفيات الامومة والطفولة وتوسيع خدمات تنظيم الاسرة من خلال تكثيف وتحسين برامج الرعاية الصحية الاولية .