نادرة عبدالقدوس [c1]تقديم[/c]لما كان الانسان محور الكون وأُس مشكلته كان ايضاً منبع العلاج ... لذا فان اهم مشكلة تواجه الامة اليوم هي بناء الانسان والتزامه بقضايا مجتمعه وآمنه واتصاله وثقافته .. ولايتاتى ذلك الا من خلال التربية والتعليم وهما وسيلتان متلازمتان لا انفصام بينهما البته..فاذا كان التعليم هو عملية ايصال المعلومات الى طالبها.. والعلم انما هو ادراك الاشياء على حقيقتها .. فان التربية فن وملكة وخبرة في توصيل المعلومات بوجهها الصحيح الى المتلقى وكما يفسرهما البعض بان العلم جسد والتربية روح هذا الجسد... وان التعليم جزء من التربية اما التربية فشاملة..من اهداف التعليم : تحصيل المعرفة واكتساب مهارات او حفظ نص او اطلاع اما التربية فتهدف الى تنمية الاحساس بالذوق والجمال في الكون وتربية الضمير والوجدان وتنمية الارادة الحرة الواعية والنهوض بالقيم الانسانية وتعديل انماط السلوك البشري..ويجمع الباحثون والدارسون على ان البيت والاسرة هي محضنة التربية الاول... فاذا كان هذا المحضن سليما معافى واع لدوره في تنشئة الطفل التنشئة الصالحة استقام الجيل متمتعاً بالاخلاق الحميدة واحترام الناس والمجتمع ثم يأتي دور التعليم ليضيف الى النشء منذ نعومة الاظفار مزايا العلم والتفكير والتدبير..وتلعب المرأة دوراً هاماً وخطيراً في تربية النشء فهي العضو الاساسي في الاسرة بسبب بقاء الطفل في حضنها ورعايتها حتى مابعد التحاقه في المدرسة.. والانسان ابن امه كان ذكراً ام انثى .. والام في اللغه تعني الاصل والمنبع والانسان يحن دائماً الى الاصل.لذا فانه يترتب على الأم القيام بدورها الضروري والواجب تجاه تربية ابنائها بما يحض عليه دينها اولاً وما تستدعي الضرورة الاجتماعية والبيئية في المجتمع ثانياً.ومن هذا المنطلق الهام كان من الضروري بمكان الاهتمام بتوعية المرأة وتعليمها وتأهيلها من اجل ان تتمكن من تربية ابنائها ورعاية بيتها بما يرضي دينها ومجتمعها..وكما يقول ابن ادريس ( رحمه الله) : من علم ذكراً ( رجلاً) فقد علم فرداً ومن علم انثى ( امرأة) فقد علم شعباً..لهذه الاسباب مجتمعة نهضت منظمات دولية واقليمية في العقود الماضية ولازالت مستمرة تنادي بضرورة تعليم المرأة وتحريرها اقتصادياً وفتح مجالات العلم والمعرفة والعمل امامها.. وقد سبق ديننا الحنيف هذه المناداة والدعاوى المواثيق والقوانين الوضعية العديدة التي صدرت ولازالت عن هذه المنظمات وغيرها..كل ماسبق ذكره هي مقدمة لموضوعنا الاساسي الذي نحن بصدده في هذه العجالة :-[c1]التربية والتعليم لذوي الاحتياجات الخاصة:[/c]كما ان التربية والتعليم ضروريان للانسان الطبيعي فانهما ايضاً وبذات الاهمية ضروريان للانسان المعاق حركياً او ذهنياً ( من ذوي الاحتياجات الخاصة).لذا فقد خصت الكثير من المنظمات الدولية ذوي الاحتياجات الخاصة في مواثيقها واتفاقياتها مع الدول الاطراف او منظمات المجتمع المحلي في مختلف البلدان وبالذات في مجال التربية والتعليم لما لهذه الشريحة من المجتمع من حقوق يفترض مراعاتها والعمل من اجل تحقيقها .. ويعد عام 1994م نقطة تحول كبيرة في تعليم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ، حيث نظمت الحكومة الاسبانية بالتعاون مع اليونسكو خلال الفترة 7-10 يونيو 1994م في مدينة سلامنكا الاسبانية مؤتمراً عالمياً عن تعليم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة شارك فيه (92) دولة و(25) منظمة دولية . وتم في المؤتمر اصدار بيان سلامنكا الذي من مبادئه اتاحة الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة الالتحاق بالمدارس العادية التي ينبغي ان تهييء لهم تربية محورها الطفل وقادرة على تلبية تلك الاحتياجات كما ناشد البيان الحكومات على ان تعتمد التعليم الجامع القاضي بالحاق جميع الاطفال بالمدارس العادية مالم تكن هناك اسباب قاهرة للحيد عن ذلك كتشريع قانوني او كقاعدة اساسية.فاذا كنا نطالب بان يتم استحداث مناهج دراسية تلبي احتياجات الطفل وليس العكس.. مناهج تمنح الفرص للاطفال ذوي القدرات والاهتمامات المختلفة من الانتفاع بها وتمكن من تنمية هذه القدرات فانه يستدعي ايضاً الاهتمام بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين) وتوفير الفرص لتنمية قدراتهم الذهنية والحركية في اطار المنهج التعليمي العادي لا ان يدرس لهم منهج آخر ، مع تقديم مساعدة ومساندة اضافيتين لمن يحتاجهما من التلاميذ.وينبغي ان يزود الاطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة بسلسلة متصلة من الحلقات من الدعم داخل المدرسة في الجانب التعليمي والمعرفي وان يكون ذلك من قبل معلمين متخصصين ان الاسرة والام بالذات هي البيئة التربوية الاولى التي تقوم بتلبية حاجة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، اما المدرسة فدورها مكمل في هذا المقام..ويستدعي كذلك الاهتمام بتربية الطفل ذي الاحتياجات الخاصة مثله مثل الطفل الطبيعي ( السوي) لاتفريق في هذه المسألة كأن يغدق الحنان والعطف والشفقة على الاول ولامجال ايضاً للتمييز بينه وبين الطفل السوي حتى لايشعر بانه يختلف عن الاخرين بل ان هذه المعاملة المتميزة والتوعية حتماً ستكون نتائجها عكسية .. الاسرة في غنى عنها.. وستتكبد مترتباتها الام بشكل اكبر من اي فرد في الاسرة كونها الاكثر التصاقاً بطفلها والمسئولة الاولى عنه في البيت وقد رايت بأم عيني معاناة امهات الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وهن يتابعن شئون اطفالهن العلاجية والتعليمية ... الخ في مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بعدن..[c1]التربية الشاملة:[/c]اما فيما يتعلق بالتربية الشاملة التي بدأت تهتم بها بلادنا منذ اواخر عام 1996م فهي استراتيجية خاصة بدمج الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام في عموم محافظات الجمهورية التزاماً بدستور الجمهورية اليمنية المعدل لعام 1994م الذي راعى حقوق الانسان واكد على الزامية التعليم- وكذلك تنفيذاً لقرار وزارة التربية والتعليم رقم ( 407) بشأن التحاق كل الاطفال بما فيهم المعوقين في المدارس القريبة من سكنهم واعفائهم من الرسوم الدراسية .. ان التربية الشاملة والتي تسير على قدم وساق في عديد من محافظات الجمهورية في بلادنا وبنجاح كبير تعني توفير المناهج الدراسية الملائمة والاساليب التربوية والتعليمية المتطورة والابتعاد عن اساليب التلقين التي لاتفيد كل الاطفال والتربية الشاملة بمنح الفرص المتكافئة للاطفال بغض النظر عن اعاقتهم او كونهم اطفال شوارع او فقراء ... الخ... كونها قادرة على تلبية احتياجاتهم من اجل تحقيق تعليم مجدي ، وبلوغ هدف التعليم للمجتمع..لان من اهداف التربية الشاملة ..إزالة المعوقات النفسية وبناء الخبرات الايجابية لدى الاطفال الاسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة على السواء ، وكذا توفير فرص التعليم للاطفال في المدينة والريف .. وتأهيل المعلمين والمعلمات والاختصاصيين الاجتماعيين والادارات المدرسية من اجل التناول الايجابي مع قضايا ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة وتشجيع وزيادة مهارات الاطفال بما فيهم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة من أجل التنمية الشاملة..وقد بدأت محافظة لحج بتطبيق برنامج التربية الشاملة وبخطى ثابته وبنتائج ايجابية كتجربة اولى نتمنى ان تعمم في المدارس كافة لما لها من اهمية في تغيير مسار التربية والتعليم في بلادنا والارتقاء بالمادة التعليمية وبالاسلوب التربوي وكذا في تغيير النظرة التقليدية تجاه الطفل ( المعاق ) من ذوي الاحتياجات الخاصة واهم الاحتياجات الخاصة هي التربية والتعليم.والله من وراء القصد
|
ابوواب
شمولية التربية والتعليم لذوي الاحتياجات الخاصة
أخبار متعلقة