هاهو الشعب الفلسطيني يتدافع شباباً وشيوخاً في البلدة القديمة..في شوارع القدس العتيقة يصنعون سواراً من عزة وكبرياء حول الأقصى المبارك،يحمونه بآلاف الأجساد،وبأيديهم العارية يرمون جنود العدو المدججين بالسلاح - يرمونهم - بأطنان الحجارة..يزمجرون غاضبين ولسان حالهم يقول:“لقد طفح الكيل لدينا من بذاءة بني صهيون،لقد طال ليل الظلم والقهر الصهيوني،لكن عزمنا أعظم وأكبر،ولتعلم الدنيا كلها بأننا لن نخضع ولن نركع”ها هو هذا الفلسطيني الصاعد من دم وزيتون وزعتر ينتفض فيحمل نعشه على كتفه ممسكاً بحلم وحجر متشبثاً بألم وأمل ماضياً في اتجاه الصباح والحرية والاستقلال وهو ينشد:-مرفوع الهامة أمشي وعلى كتفي نعشي وأنا أمشي وأنا أمشي..قالها الفلسطيني ذات مرة،ويعيدها على أسماعنا كل يوم:لن أتراجع عن حلم الأبطال الشهداء الذين رحلوا دون وداع،ولن أقبل فرض الأمر الواقع..نعم لم يعد الفلسطيني مستعداً اليوم لتحمل القمع القهر وقوانين الطوارئ أو البقاء في المنافي ومواقع الشتات،ناهيك عن التفتت والانقسام،وما اتفاقية مكة” بين فتح وحماس مؤخراً إلا رداً صادقاً وجواباً شافياً لرفض ذلك وتعبيراً حقيقياً يكشف سر قدرة الفلسطيني على تحدي اليأس والوجع والتمسك بوحدته الوطنية وانخراطه في الشهادة وحب الحياة الخالية من الذل والمهانة..أحبك يا وطني انك تستأنس بالوحشة والأشواق وغصني الزيتون أدرك أنك ترحل أنك تستأنس بالوحشة والأشواق وغصني الزيتون أدرك أنك ترحل..في كل قطارات العالم وعلى وجهك يسطع قمر الليمون أدرك يا وطني وأنا أدخل وجع المنفى أن عيونك تنزف في عينيوأني الوجه الآخر لفلسطين..هاهو الفلسطيني يبتسم ويقتحم ويرفع عالياً أجمل ما في الروح الفلسطينية من كبرياء وشرف ووطنية معلناً للعالم أجمع أنه صاحب حق لا فصال فيه أو حوله..هذا الفلسطيني أستطاع بتضحياته إسقاط الهراء والتطبيع وإشعال الأرض لهباً وغضباَ تحرق الغزاة المحتلين.الفلسطيني لم ولن يتوب عن أحلامه ولا يتردد في الإفصاح عنها،ويؤكد كل يوم أن المستقبل الذي ويحلم به..ويعمل على تحقيقه يتخلق الآن في رحم هذا الحاضر..في هذه التضحيات الجسام..الشهداء يتدافعون نحو المسجد الأقصى وأجسادهم تتطاير في الهواء..الأطفال يقتحمون الصمت العربي ويكشفون عورة الحكام..الدماء تسيل في الشوارع والحارات والطرقات تعلن الانتماء للتراب..الحجر يرفع شارة العزة والكرامة والمجد..شعب يرفض الانحناء والخنوع..أنت الآنشمس لهذا النهار وشقيق القمر لا غمام يبكي ولا غبار أنت الآن ابن لهذا الوطن وسليل أجدادك أنت الآن بالدلائل حاكم لهذا الزمن يا ابن البراكين أنفجر ولا تهاون كلما أشتد العدوان ضد شعبنا الفلسطيني أدركنا أن الفجر آت صاعداً من ليل القتل والقهر بهياً نقياً كفلق الصباح.رغم كل مظاهر العنف الإسرائيلي والإرهاب الصهيوني يزداد اليقين لدينا بأن استعادة القدس أصبح قريباً وتحرير الأقصى المبارك أقرب من ذلك..دعونا نردد:يا قدس يا حبيبة السماء قومي إلى الصلاة باركي الحياة... [c1]سعيد صالح بامكريد [/c]
|
آراء حرة
عندما ينطق الحجر
أخبار متعلقة