استطلاع / عبد الواحد الضراب / عبد الله بخاشالنهوض بالعملية التربوية والتعليمية واجب مشترك بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومن هذا المنطلق اتجه القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال وذلك من خلال بناء العديد من المدارس الخاصة التي أصبحت حكراً على أبناء الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال ولا نصيب لأبناء الأشخاص ذوي الدخل المحدود وذلك بسبب الرسوم الباهظة التي تفرضها المدارس الخاصة على الطلاب، فهل أصبحت فعلا شريكاً في تطوير العملية التعليمية أم أنها تبحث عن الربح المادي دون مراعاة لظروف الآخرين؟ وهل صحيح إنها كما يقول الكثيرون ( ادفع فلوس وأعرف نجاح) دون الاهتمام بالجودة النوعية في المخرجات التعليمية ؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على عدد من المختصين في هذا المجال لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه المواضيع وذلك من خلال الاستطلاع التالي:[c1]شيء ايجابي[/c]العملية التعليمية عملية تكاملية بين العام والخاص حيث يساهم القطاع الخاص بالعديد من الامتيازات والأشياء التي يهدف بها الرقي بمستوى العلمية التعليمية بلادنا من خلال استمارة في حقل التعليم والتنافس على مواقع الريادة وفقاً لنوعية وجودة الخدمة وقد تحدث في هذا الموضوع الأستاذ/ عز الدين الشميري مدير مدارس الصفاء الأهلية بالقول:المدارس الخاصة استوعبت الكثير من الطلاب وبحسب إحصائيات مكتب التربية في بالأمانة فقد استوعبت (90) ألف طالب وطالبة وهذا خفف من الازدحام الحاصل في المدارس الحكومية ويعتبر شيئا ايجابي للتعليم في بلادنا، كما أنها تقدم خدمات نوعية في تدرس مادة اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية والكمبيوتر من الصفوف الأساسية والتمهيدية، مؤكداً بأن هذه المواد لا تضيف عبئاً على الطالب ولا تؤثر على اللغة الأم ( العربية ) ويقول بالعكس فإن الطالب يكون مهيئاً ولا يلاقي أي صعوبة خصوصاً عندما يصل إلى ( الصف السابع ) متمنياً من أولياء الأمور متابعة أبناءهم والتواصل مع المدرسة بشكل مستمر لمعرفة مستوى الطالب. [c1]شريك مهم [/c]من جانبها تحدثت الأستاذة / فاطمة علي الحمزي مديرة مدرسة الأمجاد النموذجية في هذا الصدد على شراكة المدارس الأهلية مع الحكومة في مجال التعليم وأن ما يربطهما علاقة تكامل وتعاون وقالت :القطاع الخاص هو شريك مهم جداً للقطاع الحكومي بغض النظر عن كونه استثماري لكنه في المقام الأول تربوي فقد ساهم في تخفيف الازدحام وخاصة في مدارس أمانة العاصمة، إلى جانب أن هناك مدارس خاصة قدمت خدمات متميزة كثيرة تخرجوا منها طلاب جيدين وحصلوا على مراكز ضمن أوائل الجمهورية وهذا هو المطلوب من القطاع الخاص، لا أن تكون مجرد مدارس عادية فهي لديها الفرصة أن توفي المدرس الجيد وتوفر الكتب والوسائل والمعامل وغيرها لأنها لديها المال وتأخذ رسوم ومن ثم لا بد أن تؤدي حقها فكل ولي أمر يدخل إبنه مدرسة خاصة ليس من باب الترفيه، ولكنه يطمح بأن المدرسة الخاصة تقدم خدمة أفضل من غيرها لذلك على المدارس الأهلية أن تراقب نفسها و لا تتخذ العملية مجرد ربح فقط.[c1]خدمات نوعية[/c]وعن الخدمات النوعية وما أضافته المدارس الأهلية لخدمة التعليم وتحدثت الأستاذة/ أمة اللطيف المحبشي مديرة مدارس خير أمة الأهلية بالقول :خدمات المدارس الأهلية في متناول عامة الناس وليست لفئة معينة ولدينا في المدرسة طلاب من جميع المستويات وبالنسبة للخدمات النوعية فهناك مواد إضافية كاللغة الانجليزية والكمبيوتر والفرنسية ندرسها في الصفوف الأساسية وهذه ميزة، كما أن المدارس الخاصة تساهم في تشكيل النسبة التحتية للتربية والتعليم ، وتمنت أ/ أمة اللطيف المحبشي من وزارة التعليم الاهتمام بالجانب التربوي وعدم إغفاله من العملية التعليمية والعمل على إيجاد المربي الكفء وأن يخففوا العبء على مربيي الصفوف الأولى وذلك بإصدار قرار بتفريغهم من بعض المواد مثل القرآن والعلوم حيث وإن القرآن الكريم يحتاج إلى معلمين يجيدون تلاوة القرآن الكريم جيداً والعلوم تحتاج إلى تطبيق دروس في المعامل والقيام برحلات علمية ، ولكي يتفرغ المربي لتعليم التلاميذ القراءة والكتابة والإملاء والتي هي أساس التعليم في الصفوف الأولى من الدراسة والقاعدة التي يستطيع المعلم أن يتابع كل تلميذ خلالها.[c1]عوامل وأسباب[/c]وعن أسباب تدني مخرجات التعليم في بلادنا قالت الأستاذة/ فاطمة الحمزي مديرة مدرسة الأمجاد الأهلية:إن العمل التربوي هو مجموعة من المحاور المتكاملة تضم الطالب، المنهج ـ ولي الأمر ـ المدرس فالطالب لم يعد يهتم بالدروس والواجبات ولا رقابة عليه من قبل الأسرة ، وكذلك المناهج فيها مشاكل فنية وبحاجة إلى المراجعة والتقييم، وأيضاً توجد مشاكل بالنسبة للمعلم فقد أصبح التدريس وظيفة لكثير من المدرسين فتلاحظ أنه يشرح وهو غير ملم أو غير مطلع ولا توجد ليده الأبوة أو الكفاءة ،وكذلك بالنسبة لدور الأسرة في مكملة المدرسة ولكن للأسف دور أولياء الأمور أصبح ضعيفاً وأصبحت مشاغل الدنيا تستحوذ على اهتمامات الأسرة وتفقدها دورها في متابعة تعليم أبناءهم.من جانبه يؤكد الأستاذ صالح الوادعي مدير مدارس الإتقان الأهلية فالأمانة أن لتدني مخرجات التعليم أسباب كثيرة منها انشغال الطلاب بمتابعة الفضائيات وذهابهم إلى مقاهي الانترنت وأيضا المدرس نجده مشغول بعمل غير التدريس وهذا يؤثر على عطاءه ،إضافة إلى كثرة الطلاب في المدارس وخاصة في المدن وهذا يؤثر على مستوى الطالب ، أما في الأرياف فانتهى نصف العام الدراسي وعدد المدرسين لم يكتمل في المدارس والكتب تكون ناقصة كل هذه العوامل أثرت على مستوى الطلاب ، وطالب الوادعي وزارة التربية والتعليم بأ ن تنظرفي إيجاد المدير المناسب للمدارس الحكومية وكذا الإداري الكفؤ الذي يسعى إلى إنجاح العملية التعليمية وعليها إن تنأى بالعمل التربوي عن المسائل الحزبية وان تبحث عن الأجدر والأكفاء من بين الكوادر الإدارية لإدارة المدرسة التعليمية بدلا من النظر إليها من زوايا حزبية ضيقة لأنه ينبغي في العملية التربوية مراعاة نفع الطالب وليس النفع الحزبى او الشخصي.[c1]هم مادي[/c]وكما أن للمدارس الخاصة ايجابيات بالمقابل لها سلبيات وذلك من وجهة نظر الأستاذ /هشام دبوان مدير إدارة السكرتارية في مدارس الارتقاء الحديثة ، فالكثير من الناس ينظر إليها بأنها تهتم بالجانب المادي أكثر اهتماما بالجانب التعليمي مشيرا الى ان المسالة الربحية وإرادة في اى مكان فى اليمن أو غيره ولكن مقابل ذلك لابد من الالتزام بالأداء الجيد ويقول/ هناك الكثير من المدارس الأهلية والتي تراعى الجودة في التعليم وذلك من خلال الإعداد القليلة للطلاب وإدخال مناهج متميزة، كما تحاول تأهيل الكادر فى بعض المجالات فايجابيتها تتمثل فى مساعدة القطاع الحكومى فى تطوير التعليم والاهتمام النوعى بالطلاب ومتابعتهم وكذلك تخفيف الازدحام عن المدارس الحكومية واضافة مواد تعليمية الى جانب المنهج المقرر ، اما سلبياتها فتتمثل فى ان عدد من المدارس الاهلية اصبح عملها تجارى ويهمها الربح المادى دون الاهتمام بجودة التعليم فتكتفى بفتح فصول دراسيه من غير مواصفات اوغير مؤهلة مما يقلل من المستوى التعليمى للطلاب . [c1]الرسوم المالية[/c]وبعيدا عن ماسبق فإن مسالة الرسوم التى يدفعها الطالب مقابل دراسته في المدرسة الخاصة او الاهلية هو ما يبثير الغبار حول دور القطاع الخاص فى تنمية وتطوير الحقل التربوى والتعليمى ومدى اهتمامه بالجودة والنوعية فى المخرجات التعليمية لقاء ما يتقاضاه من رسوم مالية اذ تعتبر المدارس الخاصة- من وجهة نظر الكثيرين – مدارس لابناء الاثرياء فى المجتمع ولاحظ فيها لأبناء الأسر محدودة الدخل فى حين ينظربعضهم الى تفاوت الرسوم الدراسية من مدرسه الى اخرى بانه تفاوت يعكس مستويات الخدمة والاداء فى تلك المدراس هو ما ينفيه مدير مدارس الاتقان الحديثة الاستاذ / صالح الوادعى جملة وتفصيلا بقوله المدارس الخاصة درجات فيها المدارس المرتفعه وفيها المتوسطة وفيها المتدنية ايضا لكن لا فرق بينهن فى المستوى التعليمى من حيث الجوده وانما فقط هى الاسم والمكان وابناء من يدرسوا فيها وذلك بالنسبة للمدارس العاليه او المرتفعه وهناك مدارس متوسطه كثيره تراعى ظروف المعيشة وتدنى مستويات الدخل حيث يندمج فيها ابناء متوسطى الدخل مع ابناء النخب العالية فى فصل واحد ويتساوون معا فى تلقى العلم والانشطة والخدمات الاخرى المختلفه .فيما يشير الاستاذ / هشام دبوان مدير ادارة السكرتارية بمدارس الارتقاء الاهلية الى ان لكل مدرسة اهلية نظامها المالى المتعلق بالرسوم الدراسية ويقول / كل مدرسة تحدد رسومها وفق امكانياتها واجراءاتها الادارية ولا توجد الية تحدد ذلك او تلزم الجميع بها ، ونحن مع خطوة وزارة التربية والتعليم التى تهدف الى تقدير وتحديد الرسوم الدراسية . وحول مسالة النجاح والرسوب فى المدارس الخاصة ومدى ارتباطها بالرسوم التى يدفعها الطالب اكد دبوان ان ما كل ما يقال عن المدارس الاهلية يعتبر صحيحا ، وان لا علاقة للرسوم الدراسية بنجاح الطلاب اذ ان الاولى تعد مقابلا للجهد التربوى والتعليمى والانشطة اللا صفية فى المدرسة فى حين ترتبط الثانيه بمستوى التحصيل العلمى واجتهاد الطالب ، وتوجد بالفعل نسبة رسوب قى المدارس الخاصه قد تصل الى ( %10) شانها شان أ ي مدرسة اخرى ، وهى مسألة ضمير وامانه فى الاخير ، مشيرا الى ان بعض اولياء الامور قد لا يتقبلون تلك النتائج لابنائهم وقد يضطرون فى بعض الاحيان بنقلهم الى مدارس اخرى.
المدارس الخاصة بين الاستثمار المادي وتطوير العملية التعليمية
أخبار متعلقة