صبـاح الخـير
من لبنان إلى اليمن نبرة اللجوء إلى الشارع. الفارق ليس كبيراً بين دعاة الشارع، فقط هناك طوائف وأديان وأقليات، وصراع مباشر مع العدو الإسرائيلي، وطفح سياسي يزكم الأنوف، وهنا مصاعب اقتصادية ومزايدات ومراهنات ولا مراهنات القمرجية!!اللجوء إلى الشارع مسألة حساسة جداً لعدة أسباب أهمها أن الشارع يملك نفسه ولن ينقاد بطرق "مستوردة" وفقاً لأي ترتيب، لأنه لا يبحث عن تصفية حسابات ولكنه يبحث عن لقمة نظيفة وشريفة من دون فرمانات حزبية، ولا تخريجات فقهية مارست لسنوات "تقية" المغالطات نتيجة استخراجها أحكاماً و"فتاوى" ما أنزل الله بها من سلطان.الشارع ليس على شاكلة "شوارع من نار" ولا "شارع السردين المعلب" ولا "شارع الشواربي" ولا "شارع الحمراء" ولا غيره. الشارع الذي يقصدونه هو نحن الذين مازلوا يستخدموننا في إطار سياسة المزايدات وتصفية الحسابات، وزيادة المكاسب واكتناز المحرمات من كل حدب وصوب.لسنا مع أحد.. نحن مع أنفسنا فقط، ومع من يوفر لنا لقمة عيش كريمة ويصون حريتنا وكرامتنا طبقاً للدستور والقانون والمواثيق، وليس مِنة ولا منحة، لن نكون بعد اليوم وقوداً لهذه المناقلات السياسية من بند إلى بند وتتم المتاجرة بمشاعرنا وكأننا صفائح تسمر كل يوم إلى جدار مختلف ليكتب عليها شعار اليوم!!لا مانع من لجوئهم إلى الشارع. شارعهم هم حيث لا خطر علينا ولا على أبنائنا. شارعهم الذي ضمن لهم حياة رغيدة وطرق سالكة ووساطات من كل شاكلة ولون، وليتركونا ننعم ببؤسنا الذي نعيشه.ميزان "السياسة" في هذا البلد ميزان قائم على قاعدة هشة تنقده وتعدله نخبة معينة لها حاشيتها الصريحة والخفية وبعيداً عن التوصيف والحذلقة والتنظير نقول: يا جماعة صفوا حساباتكم بعيداً عن الشارع الذي نمشي ونعيش ونتجول ونقضي مصالحنا فيه، وابحثوا لكم عن شوارع من جنس آخر عيثوا فيه فساداً أو أصلحوه أو اخترعوا فيه ما شئتم من أنواع الطبخات السياسية، فقط بعيداً عنا رجاءً.نحن في اليمن، إذا اتفقنا فقد ارتاح هناك أكثر من طرف لاننا جنبناه أثار وافرازات ما يمكن ان يشكل ضرراً مباشراً أو غير مباشر عليه. وإذا اختلفنا فقد أعطينا غيرنا فرصته ان ينال منا ويؤكد أننا غير مؤهلين ان نرقى لمصاف الأمم التي تريد ان ترتقي إلى المستويات التي تتناسب مع المتغيرات الحاصلة في العالم.ما دام أعداء الأمس الأشاوس قد اتفقوا على أن "يتمشركوا" في إطار اتفاق "طويل عريض" لتغيير الأوضاع في اليمن، وحلفاء الأمس قد "اختلفوا" على أشياء بعينها!! تتعلق بطبيعية الأوضاع في اليمن، وبقية الفكة الحزبية تناثرت بين هذا وذاك، نتمنى أن يتفقوا على "ميثاق" مصلحة ينأى بنا أن نكون وقود الطبخة النهائية. وشخصياً لا أثق مطلقاً بهذا الذي يحدث بعد ان ضمنت الغالبية مصالحها وتبعيتها الأقلية "المظفرة"، وأضيفت إليهم مجاميع من كل التلاوين، وبقينا نحن في "المعمعة" بين اتهام هذا، ومحاولة ذاك استخراج ما يمكنه من الانانيات والحقد والاتهام لتبرير الأفعال والأقوال.!!