إن الحديث حول الاستثمار طويل وذو شجون...وها نحن في اليمن نتحدث ونكتب حول الاستثمار وتعقد المؤتمرات واللقاءات والاستثمارات الحقيقية لم تظهر بعد إلى حيز الوجود إلا فيما ندر.صحيح أن هناك مشاريع تظهر أحياناً منها المدن السكنية والأسواق (سوبر ماركت) ومعارض للسيارات وصالات للأعراس وكل هذه المشاريع استنزافية وليست استثمارية كالفنادق السياحية والتي امتلأت بها اليمن وخاصة محافظة عدن والسياحة باهتة جداً..المهم استنزاف لأراضي محافظة عدن واستنزاف للمياه والطاقة الكهربائية ونأتي في الأخير لنقول بأنها مشاريع استثمارية مثلها كمثل المستشفيات الخاصة والعمالة كلها من خارج اليمن وأما المدارس الخاصة بالهبل.عندما نتحدث عن الاستثمار نتحدث عن مشاريع تفيد البلاد والعباد ونتحدث عن الاستثمار في المجال الزراعي..الاستثمار في المجال الصناعي..فلا نهضة اقتصادية ولا إصلاح اقتصادي ولا استثمار حقيقي يمتص البطالة ويوفر الكثير من فرص العمل من الكفاءات العلمية والمهنية.هل فكر مستثمر يمني في إعادة تأهيل مصنعي الغزل والنسيج في عدن وقي صنعاء والقطن طويل التيلة يزرع في بلادنا..هل فكر مستثمر يمني بإعادة تأهيل مصنع الطماطم في الفيوش ومصنع الأدوات الزراعية بخور مكسر ومصنع تعليب الأسماك في شقرة ومصنع البسكويت في عدن كل هذه المصانع بعضها خصخصت ولم يستفد منها لا القطاع العام ولا الخاص وزادت البطالة نسبتها..أنظروا إلى الصين وإلى سلطنة عمان..هذه البلدان اهتمت بقطاع الزراعة أولاً ثم بالمجال الصناعي فها هي الصين تتحدى العالم بزراعتها وصناعتها..ناس عرفوا معنى الاستثمار وعرفوا معنى التنمية ونحن في ارض السعيدة وأرض الجنتين..لا نهتم إلا بزراعة القات والذي أخذ كل مساحات اليمن الزراعية ولا نستورد غير السموم والمبيدات الحشرية لمعالجة أمراض وآفات الزراعة نضر الأرض ونضر الإنسان في آن واحد.نحن في أمس الحاجة لنقف وقفة جادة أمام الاستثمار في بلادنا ونقول كلمة حق في بعض هذه المشاريع الاستثمارية كما يسمونها هل هي فعلاً استثمارية أم المسألة بعثرة أموال وبعثرة أراض وبعثرة مياه وكهرباء.جاء أحد المستثمرين اليمنيين من المهجر بعد غياب طويل وقام ببناء سوق (سوبر ماركت) ثلاثة أدوار وفندق سياحي بسبعة أدوار كلفة هذا المشروع ما يقارب من مليار دولار..أليس ذلك بعثرة للمال وهل يعد هذا المشروع استثماري وهل يفيد البلاد والعباد علينا أن نفكر قليلاً ونقوم بتقييم الاستثمار في اليمن ونقوم بتشكيل لجنة دراسات لهذا الجانب الاقتصادي التنموي الحيوي الهام إذا أردنا أن نخرج باقتصادنا من هذا النفق المظلم وخاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة وفي ظل هذه الأزمة المالية العالمية..فهل يقف مؤتمر الاستثمار في عدن أمام هذه المسألة بعقلانية وجدية ونبدأ بخطوات جادة على طريق الاستثمار الحقيقي؟!وهذا ما وجهنا به قائدنا الوحدوي الرمز الاخ / علي عبدالله صالح لممارسة النقد!
ما هو الاستثمار يا سادة؟!
أخبار متعلقة