الجيش الأمريكي يقول إن الانتحاريات هن من ضحايا الاغتصاب
جنود يتحققون من هويات المواطنين العراقيين
بعقوبة (العراق)/14 أكتوبر/رويترز: في تسجيل فيديو يباع في أسواق بغداد تشرح مجموعة من النساء يرتدين أحزمة ناسفة ويحملن المسدسات والبنادق لماذا حملن السلاح ضد الجيش الأمريكي في العراق. قالت امرأة ملثمة «نحن ندافع عن الإسلام وحرمته. ندافع عن الوطن الذي تربينا فيه. لماذا نقف مكتوفي الأيدي ونرى شبابنا وكهولنا يدافعون عن الوطن، «ما الذي يوقف النساء.» في الآونة الأخيرة لم يمنعهن شيء. حتى مع انخفاض إجمالي أعمال العنف في العراق إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ أوائل عام 2004 حدثت زيادة كبيرة في عدد الهجمات التي تنفذها نساء يستخدمهن مسلحون من السنة العرب كانتحاريات. ويقول الجيش الأمريكي إن النساء نفذن 23 هجوما انتحاريا في العراق حتى الآن هذا العام مقابل ثماني هجمات على مدار عام 2007 بأكمله. وفي الأسبوع الماضي في 28 يوليو تموز اندست ثلاث نساء يرتدين سترات متفجرة بين زوار شيعة في بغداد وفجرن أنفسهن. كما شن مهاجم آخر يعتقد أنه كان امرأة هجوما ضد مجموعة من الأكراد كانوا يحتجون على قانون انتخابي متنازع عليه في شمال البلاد. وفي المجمل قتلن نحو 60 شخصا في اكبر هجوم من حيث عدد القتلى في يوم واحد يشهده العراق منذ أشهر. وأصيب نحو 250 شخصا. ويقول محللون إن الكثير من النساء يتحركن بدافع الثأر لأفراد أسرهن الذين قتلوا أو اعتقلوا. وهناك أخريات عقدن العزم على إظهار التزامهن بالقضية مثل أي رجل. وتزخر مناطق في العراق بنساء يائسات يحملن ضغينة ضد القوات الأمريكية والعراقية. أمام مركز للشرطة في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى التي شهدت معظم الهجمات الانتحارية التي نفذتها نساء في الأشهر الأخيرة كانت مجموعة من النساء تنتظر سماع أخبار عن رجالهن المعتقلين. وقالت امرأة غاضبة طلبت عدم نشر اسمها «الأمريكان أخذوا زوجي. دمروا بيتنا. ما عندنا شي بس رحمة الله. سوف لن نبقى صامتين. وكل شيء حتى تفجيرات انسوي.» وهزمت القوات الأمريكية والعراقية تنظيم القاعدة في بغداد وغرب العراق ومنذ ذلك الحين أعادت الجماعة تنظيم نفسها في شمال العراق بما في ذلك ديالى حيث تجري عملية أمنية كبرى لسحق المقاتلين. ومع مقتل أو اعتقال عدد متزايد من الأعضاء الذكور في الجماعات المسلحة يرغب عدد متزايد من النساء في القصاص. وتقول هناء ادوار السكرتيرة العامة لمنظمة الأمل النسائية العراقية «استخدام العنف المفرط من قبل القوات الأمريكية والعراقية يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحقد والرغبة في الانتقام خصوصا عندما يقتل أزواجهن. أنا أعتقد أنها واحدة من الأسباب الرئيسية للانتحاريات.» وقالت سجى عزيز عضو اللجنة الأمنية في المجلس المحلي لديالى إن بعض النساء والفتيات تدفعهن أسر متورطة في العمليات المسلحة إلى أحضان تنظيم القاعدة. ويشير الجيش الأمريكي إلى أن الكثير من النساء الانتحاريات ضحايا للاغتصاب وهو زعم يصعب التحقق من صحته. ويصف الجيش استخدام المفجرات بأنه تكتيك يائس من قبل أعداء متقهقرين ويقول إنه يظهر الصعوبة التي يواجهها المسلحون الآن في تجنيد الشبان العرب الأجانب الذين كانوا يهربونهم إلى العراق ذات يوم بأعداد كبيرة لتنفيذ عمليات انتحارية. وزاد تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود من صعوبة تهريب مقاتلين أجانب إلى العراق فيما ساعد قرار اتخذه شيوخ العشائر العربية السنية بالانقلاب على تنظيم القاعدة في حرمان الجماعة من الملاذ والمتطوعين العراقيين. وتوفر الانتحاريات مزايا تكتيكية للمسلحين. إذ يسهل إخفاء المتفجرات أسفل ملابسهن السوداء الفضفاضة التي يرتديها الكثير من العراقيات كما تمنع الأعراف العربية الحراس الرجال من تفتيش النساء تفتيشا دقيقا. وقال الميجر جون هول المتحدث باسم الجيش الأمريكي «الانتحاريات تكلفتهن ضئيلة ويوفرن سهولة في التخطيط ولا تنطوي الاستعانة بهن على مخاطرة بالنسبة للمنظمات الإرهابية. واحتمال أن تحصل قوات الأمن على معلومات حساسة منهن ضئيل للغاية.» ليس المسلحون فقط هم الوحيدون الذين يسعون للاستفادة من عزم النساء على الانضمام إلى الرجال في القتال. فقد أطلقت قوات الأمن العراقية برنامج «بنات العراق» لتدريب حارسات الأمن على تفتيش النساء عند نقاط التفتيش. وقالت رنا عبد وهي حارسة عند نقطة تفتيش في محافظة ديالى « نتمنى من كل النساء التطوع إلى هذا العمل. نحن نساعد إخواننا المتطوعين في حماية العراق الجديد.»