فتياتنا والقات والشيشة
لقاء / أشجان المقطريانتشرت في الآونة الأخيرة في أغلب مدن ومناطق بلادنا اليمن ظاهرتا تعاطي القات والشيشة وبشكل لافت للانتباه من قبل الفتيات .ولما كان للموضوع أهمية بسبب زيادة انتشار هاتين الظاهرتين وما تجلبانه من مشاكل كبيرة، قمنا باستطلاع هذا الأمر عند فئات الشباب من الجنسين وكذا بحث الأسباب والمعالجات لهذه المشكلة من خلال آرائهم ، حتى نستوضح جوهر المشكلة و نسهم في توعية فتياتنا اللاتي يتعاطين هذه الشجرة الخبيثة ويدمرن أجسامهن بالشيشة أو اللواتي ينجرفن وراء هاتين الظاهرتين غير الصحيتين وغير الحضاريتين بالمرأة ، و خرجنا بالحصيلة التالية..[c1]نظرة الشباب [/c]التقينا بالشاب سامح المديني سائليه عن رأيه في هذا الموضوع فقال: عندما نتحدث عن المرأة نجد أننا نتحدث عن الأم، و عن الجنس الناعم، وبنظري إذا تعاطت المرأة القات أوالشيشة فإنها للأسف تصبح أكثر خشونة فلا تنطبق عليها تلك الألقاب التي توصف بها، فقد تعودنا أن الأم هي مربية الأجيال وهي التي توضح لهم علامات طريقهم، فعادة يقتدي الأبناء وبالأكثر البنات بالأم، فإذا كانت هذه الأم مدخنة أو تتعاطى القات فكيف بأبنائها؟!، لذلك لا يليق بالبنت أو المرأة أن تكون من متعاطي القات والشيشة، أو من المدخنات، فهذا لا يليق بها أبداً.وأضاف نلاحظ أن الكثير من البنات اللواتي لا تتجاوزن أعمارهن سن العشرين والخامسة والعشرين، يتعاطين هاتين الظاهرتين، وهذا بحد ذاته جريمة غفل عنها كثير من الآباء والأمهات المهملين لبناتهم وأبنائهم .واستطرد الأخ سامح المديني متحدثا عن أسباب الظاهرتين : في ما يخص الأسباب التي تدفع الشابات والنساء لهذا السلوك فهي كثيرة ولكنها غير مقنعة وترجع إلى إدمان غالبية أفراد الأسرة من الأم والأب والإخوة والأخوات والخالات والعمات لهذه الظاهرة أو بسبب سوء الصحبة وكذلك سوء معاملة الآباء وعدم متابعتهن باستمرار، أو الإسراف بإعطائهن المال كي لا ينقصهن شيء، وبعض الفتيات يأخذن المال الكثير بدواعي شراء الكتب وما شابه ذلك ، وأهلهن لا يسألونهن على ماذا أنفقن المال الذي بحوزتهن , فالمال الكثير والصحبة السيئة وتركهن من دون إشراف مباشر بداعي عدم الضغط عليهن، هذا بحد ذاته سبب رئيسي لهذه الظواهر، والوضع الاقتصادي سيئ جداً بالفعل، وفي ما يخص المصدر فهناك الأسر التي تعطي بناتها المال الوفير، و من البنات من يحصلن على المال بطرق أخرى، أعلمها ويعلمها كثير من الناس، وهذه الظواهر الأكثر شيوعـا، وأن من دخلت في طريق القات فمن السهل عليها الدخول في طريق الشيشة، وكذا السجائر، وإن صعب الحصول على المال لشراء هذه الأشياء يكون من السهل عمل أي شيء آخر.وقال : دور الأهل كبير في مكافحة مثل هذه الظواهر السيئة وتكمن أهمية دور الأهل بالسؤال على بناتهم عن سبب الخروج المتكرر والمستمر والمراقبة الدائمة لهن، وكذا اختيار الصحبة الطيبة لبناتهم وإفهامهن بأن هذه الظواهر خطيرة جداً.[c1]إنعكاسات [/c]ويضيف المديني : هذه الظواهر انعكاساتها كبيرة في المجتمع فهناك بنات أهم ما يقمن به في حياته هو كيف يجمع المال لشراء القات والشيشة على حساب دراستهن أوتربية أطفالهن والاعتناء بأسرتهن ، وهذا ما هو حاصل الآن . وضرب سامح مثالا على أماكن تتواجد فيها هذه الظواهر بشكل لافت قائلا : لاحظوا كورنيش ساحل أبين.. سوف تجدون العجب العجاب فيه، فالنساء ا لمخزنات «والمشيشات» ينافسن الرجال ومن دون حياء يذكر، يعني واضح.. (عيني عينك) أوعند التركيز عليهن فستجدونهن صغاراً جداً، وقد لا تصدقون ما ترونه .وقال مقترحا : الحل بأيدينا و نحتاج إلى جهود كبيرة ليشغل أوقات بناتنا عن طريق : 1. فتح مراكز تدريب حرفية وفنية ومهنية للاستفادة من أوقات الفراغ وجعل رسومها بسيطة حتى يتسنى للنساء ذويات الدخل المحدود التسجيل فيها.2. إنشاء جمعية نسائية سمى مثلا « جمعية نساء بلا قات « يتركز عملها على النصائح اليومية وتوعية النساء بأضرار وعواقب القات والشيشة.3. منع تناول القات للرجال والنساء، وعلى وجه الخصوص في السواحل مثل ساحل أبين بخور مكسر ومنع الشيشة كذلك.[c1]نصائح [/c]وفي الأخير قدم الأخ سامح نصيحة لكل فتاة وكل أم : « يا أمي ويا أختي ويا ابنتي أرجوك ثم أرجوك أن تنظري إلى شكلك وأنت تمضغين القات وتدخنين الشيشة فهل هذا بنظرك صالح أم «طالح »؟ . إن القات شجرة خطيرة تقودك إلى التهلكة، وهي تعتبر من المكروهات ، كما أنه يسير بك إلى طريق مظلم يبعدك عن مبادئك ويبعدك عن الأنوثة المعروفة الفتاة ، فابتعدي عنه وانتبهي لنفسك وأولادك وبناتك وابحثي عما ينقصهم من أشياء ونصائح نافعة واستفيدي من وقتك بتعلم حرفة تفيدك .[c1]مع الفتيات[/c]التقينا الأخت (ر.ر.م) التي بدأت حديثها بالقول : إن تعاطي الفتيات للقات والشيشة ظاهرة غريبة استشرت بشكل كبير وسريع في مجتمعنا اليمني، وتصل نسبتهن إلى 45 و82 % كما قرأنا في بعض إحصائيات منظمات المجتمع المدني ، كانت هذه الظاهرة قديماً غير متواجدة بهذا الشكل الكبير في المدن أما الآن أصبحنا نلاحظ الجميع يتناول القات حتى الفتيات صغيرات السن . وأنا أرى أن هاتين الظاهرتين غير حضاريتين أولاً وغير لائقتين ثانيـاً ، والأهم من ذلك أنهما غير صحيتين.وتعود أسباب هذه الظاهرة بنظرها إلى عدد من الأمور أهمها : 1. الفراغ الكبير الذي تعيشه الفتاة في المجتمع اليمني وخصوصاً الأمية وربة البيت.2. عدم وجود جمعيات خاصة بالمرأة لتشغيل المرأة، ولتفيد المجتمع وتستفيد منه.3. تقليد الفتاة لأمها وجدتها في هذه الظواهر المتوارثة بين أفراد الأسرة.التقينا أيضا الأخت (و.ع.ص) التي قالت : إن أولاد الفتيات يعانين من كبيرة، فأنا أعارض مضغ القات وتدخين الشيشة، لأنهما مضران بالصحة والمنظر العام للشباب . وبنظري الأسباب كثيرة منها :1 . أوقات الفراغ القاتلة.2 . صديقات السوء.3 . دور الأسرة السلبي.4 . ضعف الثقافة.5 . الظروف الاجتماعية المتدهورة للأسرة.وتضيف الأخت (و.ع.ص) عن اسباب انتشار هذه الظاهرة قائلة : هناك أمور كثيرة تدفع الفتاة إلى مضغ القات منها ما يعود إلى الأهل الذين يعطون بناتهم المال كمصروف يومي، أو من العمل، إذا كن يعملن أو يحصلن على مال بطرق أخرى غير شرعية، مثلاً عن طريق التعارف مع الشباب، وأحيانـا الأهل يشترون القات ولوازم الشيشة لبناتهم.فتاة أخرى سألناها عن ذلك فقالت : إن البنات اللواتي يتعاطين القات زاد عددهن بكثرة فائقة، وأصبح هذا عاديا ومتداولا بين الفتيات، وهم لا يستغربون، و أصبح منظور الناس للفتاة التي تتعاطى القات والشيشة نظرة طبيعية ويقولون إنها موضة وأن بنات هذه الأيام كلهن كذا، ولم يستغربوا من منظر الفتاة التي تخزن لأنهم يواجهون المنظر دائمـاً ، فحيث ما نكون نجد فتيات مخزنات ويستخدمون الشيشة.وأماالأخت سهام فبدورها قالت : رأيي هو أنهما عادتان سيئتان على البنات، ولا تنفع لهن، بل بالعكس فهما مضرتان ، وتسيء لهن كبنات في المجتمع، وتمنحهن سمعة غير طيبة؛ لأنها لا تشرفهن في المجتمع، وهذا يعود إلى أولياء أمورهن وتربيتهن.