نساء قائدات
[c1]الورقة السادسة [/c]مديرة هذه الورقة اعتبرها إمرأة المواقف الصعبة لأنها تدير مؤسسة تهتم بالأطفال ،،، وأي أطفال أنهم حالة خاصة جداً لأنهم يعانون من التوحد ،،تلك الكلمة التي جعلتني أبحث في جميع مواقع البحث عبر النت لأعرف معناها و عندما بدأت أعلم فحواها ،، تيقنت أن هذه المرأة تمتلك قدرات حسية عالية و لديها صبر و طول بال كبيرين .فالأطفال أحباب الله أكبادنا التي تمشي على الأرض يحتاجون إلى العطف و الحنان و التربية السليمة .و من أجلهم يتعب الأب و الأم معاً لتنشئتهم و زرع القيم و المبادئ والأخلاق فيهم و حثهم على حب الله و دينهم الحنيف طبعاً كل ذلك على اعتبار أنهم يتمتعون بصحة جسمانية و عقلية ، لكن في حالة الطفل المتوحد فالأمر في غاية الصعوبة و يتطلب جهداً خاصاً و دراسة عميقة لحالة الطفل و أسبابها و كيفية مساعدته .فالتوحد :كلمة مترجمة عن اليونانية ، و تعني العزلة أو الإنعزال و هو مرض يظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل نتيجة خلل و ظيفي في المخ و الأعصاب و لم يصل العلم بعد إلى تحديد أسبابه كما أن هذا المرض لا يمكن علاجه مطلقاً و لكن فقط يمكن تدريب الطفل على سلوكيات تربوية وحياتية من خلال:-تعديل السلوك العلاج النطقي المهارات الحياتية العلاج الطبيعي فلكل حالة تم اعداد برنامج أكاديمي حسب قدرات و إمكانيات الطفل.بدأت لكم بتعريف بسيط عن حالة التوحد عند الأطفال حتى تعلموا كما علمت أن مديرة ورقة اليوم تستحق أن نتعمق في مذكراتها لأنها تزرع البسمة في نفوس أطفال التوحدالأستاذة / سعاد عبد الواسع الإرياني:- تشغل وظيفة مديرة المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة و التوحد التي تأسست في 2005مو هي عبارة عن مؤسسة خيرية تحت مظلة وزارة الشؤون الإجتماعية.عندما تراها ترى في عينيها نظرة أمل و رغبة حالمة في تحقيق هدف إنساني عظيم. تدير الأخت/ سعاد مؤسستها و التي أنشأتها بهدف أن ينظر المجتمع لحالة هؤلاء الأطفال فهم يقولون كلمة : “عفواً أنا إنسان “.تلك الكلمة التي كانت شعاراً للمؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد الذي أقيم خلال الفترة من 30-28 مارس 2009م في العاصمة صنعاء و تناقلته وسائل الإعلام ولاقى نجاحاً كبير وحضره عدد من الشخصيات في الدولة و من الدول المجاورة ، كانت مشاركة لعدد من الجمعيات و المؤسسات التي تهتم بظاهرة التوحد. و قد كان للأخت/سعاد أن تحدثنا عن تجربتها قائلة :-لقد إتخذت قراري بإنشاء هذه المؤسسة لأني أعرف تماماً معنى أن يولد طفل وتظهر عليه حالة التوحد لأني أم لطفلة متوحدة .و ما يعنية ذلك من معاناة و مشقة لأسرته لأنه يحتاج لتربية خاصة مبنية على أسس تربوية و نفسية و لكادر لديه مهارات في التعامل مع طفل التوحد .فنحن في المؤسسة نعلم الأطفال و نساعدهم على التعامل مع زملائهم و أسرتهم و نعطيهم مهارات حياتية حتى يتمكنوا من الإعتماد على أنفسهم و أي طفل معرض أن يولد و تظهر عليه حاله التوحد لأنها مشيئة الله و علينا أن نسعى إلى مساعدة هذه الحالات الخاصة و التي تتطلب الجهد و الصبر و الدقة .أن المهارات التي تعلمتها من إدارة هذه المؤسسة قد تكون فائدتها محصورة في فئة قليلة من الناس عكس بقية المديرات اللاتي قرأت عنهن في العمود و لكني أجد أن ماتعلمته كان قيماً جداً لأنه جعلني أرى بسمة على شفاه أطفال التوحد و أسرهم .و لا أخفي عليكم أنني أتعلم كل يوم من هؤلاء الأطفال مهارات جديدة فكل طفل له حالة خاصة و يمر يومياً بتجارب جديدة و يحاول أن يقول شيئاً عندما يترجم ذلك بحركاته و إنفعالاته ، و ما أعظمها تلك اللحظة التي يعبر فيها عن شكره و حبه فيزرع في قلبي فرحة لأنه سعيد, وهي لحظات تذلل صعاب مهمتي .إنني في مؤسستي أحاول أن أقدم شيئاً لهؤلاء الأطفال حتى لو كان محدود فقد علمتني مقول “ لا تخجل من تقديم القليل فإن الحرمان أقل منه أن أعوض بما استطيع الحرمان الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال ، و ليس من الضرورة أن يكون هذا الحرمان مادياً فهناك أطفال أولياء أمورهم لديهم مقدرة مالية عالية و لكنها لا تعوض احتياجات اطفالهم لذلك تجدهم مهتمين بالبحث عن أماكن متخصصه لتعليم أطفالهم وتربيتهم تربية خاصة و هذا ما أسعى لتحقيقه في هذه المؤسسة التي أتمنى أن تحقق أهدافها و تتطور أكثر فأكثر .كانت تلك ورقة من مذكرات سيدة تستحق أن نقول لها أنت فعلاً مديرة متميزة فليوفقك الله لمواصلة نجاح رسالتك النبيلة.و إلى لقاء جديد أترككم برعاية الله وحفظه .