القاهرة / وكالات من أكثر الروايات انتشاراً ورواجاً منذ صدورهما روايتا "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، و"بنات الرياض" لرجاء الصانع، حققت الروايتان نجاحاً ساحقا،ً ومبيعات عالية، وأثارتا جدلاً نقدياً وضجة إعلامية، وقد تجاوز "بعض" النقاد فى نقدهما للروايتان الجوانب الأدبية ليتناولوا شخصية الكاتبين، فأصبح هناك خلط بين شخصياتهما وشخصيات أبطال الرواية، مما أدى إلى ظهور نبرة هجومية عنيفة واتهامات عديدة، حتى أصبحت الروايتان تٌعد ظاهرة في البلاد العربية، كظاهرة روايات "هاري بوتر" مع الفارق فى نسبة المبيعات وحقوق المؤلف، فقد نالت الروايتان أيضا استحساناً وترحيباً من بعض الكتاب والقراء والنقاد، ويبدو أن الضجة الإعلامية المثارة حول الروايتين ما بين آراء مؤيدة وأخرى معارضة، ومشجعين ومنتقدين،[c1] بين يعقوبيان والرياض:[/c]تناولت الروايتان ظروف المجتمع ومتغيراته، فرواية "عمارة يعقوبيان" تناولت الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي مرت بها مصر في العقد الأخير من القرن العشرين، بالإضافة إلى تناول قضايا مثل الشذوذ الجنسي، والسعي وراء المناصب السياسية، والتنظيمات الإرهابية، حيث رصد الأسواني التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وظهور طبقات واختفاء أخرى منذ الخمسينات من القرن الماضي، من خلال شخصيات الرواية الرئيسية "حاتم رشيد" الصحفي اللامع الشاذ جنسياً، والحاج "عزام" السياسي الفاسد، و"زكي بك الدسوقي" الارستقراطي الفاسق الذى ينتمى إلى العهد الملكي، و"طه الشاذلي" المتطرف، أما رواية "بنات الرياض" فسردت مشكلات وقضايا الفتيات في العشرينيات بلغة خاصة مختلفة عن المعتاد في الكتابات الأدبية، فتناولت حياة أربع فتيات من الطبقة الثرية في الرياض وهن قمرة، ولميس، وسديم، وميشيل، وهن فتيات تقف العادات والتقاليد في وجه أحلامهن، هؤلاء الفتيات يمثلن نسبة من المجتمع، فى محاولة من الرواية للكشف عن هموم هذه الفئة من المجتمع.[c1]التجربة الأولى والثالثة:[/c]بنات الرياض هي التجربة الأولى لرجاء الصانع، بينما يعقوبيان هي التجربة الثالثة للأسواني، فقد اصدر مجموعتين قصصيتين من قبل هما "الذي اقترب ورأى"، و"جمعية إنتظري الزعيم"، أما رواية بنات الرياض فنشرت عام 2005 عن دار رياض الساقي، وطبع منها 5 نسخ حتى الآن، ونذكر هنا بأن الأسواني تلقى عرضاً من دار رياض الريس لنشر روايته في بيروت، ولكنه خشي إذا فعل ذلك أن تُمنع من دخول مصر، ووصلت مبيعات يعقوبيان 100 ألف نسخة منذ صدورها، بينما بيعت 60 ألف نسخة من رواية بنات الرياض، واستمر الأسواني فى كتابة يعقوبيان 3 سنوات، بينما امتدت المدة مع الصانع إلى ست سنوات، ويبقى أن نذكر أن الأسواني فاز بجائزة باشراحيل للرواية لعام 2006، وقيمتها 25 ألف دولار، وننتظر فوز رجاء الصانع بجائزة مماثلة.[c1]النقد الأدبي:[/c]أما النقد الأدبي الجاد فتناول البناء الروائي للعملين، فأشاد بعض النقاد بحرص الأسواني على الاختفاء وراء شخصياته في يعقوبيان، فهو مجرد راو للاحداث ومحلل لشخصيات، يمزج الحوارات ويحكيها بأسلوب غير مباشر، بينما هناك من انتقد الصانع في بنات الرياض لتقديمها شخصيات بصوت الساردة العليمة، "فهي لا تكتفي بالسرد فقط، ولكنها تمتلك امتياز الشرح والتعليق والتفسير لما ترويه، وكأن المؤلفة تعبر عن وجهة نظرها"، كما اعتبر البعض أن اسلوب الصانع تميز بالمباشرة والحس الفكه، وبرشاقة التنقل الخفيف بين شخصية وأخرى، مما يقوض أسلوب السرد النظامي الذي يسيطر على الروايات التقليدية، ورأى بعض النقاد أنه كان يمكن للعمل أن يخرج بحبكة أجمل، وبسرد أمثل، من خلال مراجعة بعض المعاني والكلمات، وهناك من قال بأن الرواية أشبه بمذكرات مراهقة، وأنها رواية خيالية يميزها قبل أي شئ آخر خفة دم المؤلفة وصديقاتها، أما الاسواني فتميز أسلوبه بالسرد البسيط وابتعاده عن أسلوب الخطابة، فهو يقص الاحداث بمهارة وقدرة أدبية رفيعة، بالاضافة إلى قدرته على تخليق العوالم الكبرى، وبراعته في رسم النماذج الانسانية الاصيلة، وما يجمع الروايتين هو محور كل منهما، وهو المكان الذي انبثقت منه الشخصيات والأحداث، وهو العمارة للاسواني، والكمبيوتر للصانع، وكذلك شخصيات الروايتين، فقد برع كل من الاسواني والصانع بدفع القارئ كي يحب ويكره كل شخصية في نفس الوقت، فيتعاطف مع كل شخصية من منطلق ظروفها وهمومها، وبذلك برهنت الصانع أن المرأة العربية عندما تريد وتصمم على الثورة فأنها تفعل، وكذلك الاسواني الذي برهن على جرأته في التعامل مع الاحداث فدخل إلى تفاصيل القضايا المسكوت عنها، وأجمع بعض النقاد على أهمية الروايتين، لأنهما تضخان دماً جديداً في شرايين الرواية الواقعية، والجدير بالذكر أن د. رجاء صرحت أكثر من مرة بقولها أنها: "لا تدعي أن بنات الرياض هي رواية متكاملة أبياً وفنياً، أنها مجرد تأريخ لجنون فتاة في العشرينيات، ولن تقبل اخضاعها لقيود العمل الروائي الرزين، أو الباسها ثوباُ يبديها اكبر مما هي عليه"، لذلك تبقى بنات الرياض تجربة أولى في الكتابة الابداعية لرجاء الصانع.
|
ثقافة
مقارنة بين عمارة يعقوبيان وبنات الرياض
أخبار متعلقة