إسلام أباد/14 أكتوبر/رويترز: استعاد افتخار تشودري كبير قضاة المحكمة العليا في باكستان منصبه يوم أمس الأحد بعد أسبوع من إعلان الحكومة أنها ستعيده إلى العمل لتضع بذلك نهاية لاحتجاج ضخم نظمه محامون وأحزاب معارضة.وأصبح تشودري مثار جذب للاهتمام العام بعدما أقيل من منصبه في أواخر عام 2007 على يد الرئيس وقائد الجيش في ذلك الوقت برويز مشرف بعد أن شعر مشرف فيما يبدو بقلق من أن القاضي سيثير نقطة عدم شرعية انتخابه لفترة رئاسة جديدة.وتردد الرئيس آصف علي زرداري الذي انتخبه البرلمان قبل ستة أشهر في إعادة تشودري إلى العمل خشية انه قد يسعى إلى الانتقام من مشرف وان يهدد موقعه في سدة الحكم.وتجمع يوم أمس الأحد مئات من المحامين والساسة والنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان المبتهجين أمام مقر إقامة تشودري في العاصمة إسلام أباد وراحوا يلوحون بالأعلام احتفالا بإعادته إلى منصبه.وقال راجا ذو القرنين وهو محام بالمحكمة العليا «هذا يوم سعيد جدا في تاريخ نضالنا القضائي والسياسي في باكستان.»وسيعود تشودري يوم غد الثلاثاء إلى المحكمة العليا التي طرد منها ليلة إعلان مشرف حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر عام 2007.وكان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الأسبق نواز شريف ألقى بثقله وراء حملة المحامين لإعادة تشودري إلى منصبه. وسادت مخاوف من أن البلاد قد تهوي في دوامة عنف سياسي إذا لم تتراجع الحكومة عن قرار الإقالة.وتخشى حكومات غربية من أن الفوضى قد تساعد تنظيم القاعدة وحركة طالبان وغيرها من الجماعات المتشددة في توسيع نطاق وجودها في باكستان.وفي الوقت الذي تراجع فيه الإحساس بالأزمة لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بسبب صراع على السلطة بين زرداري وشريف.غير أن الحكومة طلبت من المحكمة العليا تعليق حكم يمنع شريف وشقيقه شهباز من ترشيح أنفسهما لأي منصب.ودفع الحكم الذي صدر أواخر الشهر الماضي زرداري إلى فرض الحكم المركزي على إقليم البنجاب مطيحا بحكومة الإقليم التي يقودها حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز شريف.وإقليم البنجاب هو أكثر أقاليم باكستان الأربعة سكانا وأكثرها نفوذا.وهناك توقعات كبيرة بأن زرداري يحاول صياغة وضع يخرج حزبه منه على رأس الحكومة المقبلة للبنجاب.وذهب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إلى لاهور لإجراء محادثات مع شريف يوم الأحد.ورغم أن جيلاني عضو بحزب زرداري إلا أن رئيس الوزراء أبقى أيضا على علاقات جيدة مع شريف ولعب دورا رئيسيا إلى جانب الجيش والولايات المتحدة وبريطانيا في نزع فتيل احدث أزمة في باكستان.