قراءة في أبجدية الوحدة
في البدء ينبغي أن أتطرق إلى معلومات عامة قد تكون ضرورية وملحة لتوثيق ما سوف أتحدث عنه لقد نص الهدف الخامس من أهداف ثورة 26سبتمبر عام 1962م على العمل على تحقيق الوحدة الوطنية ... في نطاق الوحدة العربية الشاملة في حين نص الهدف السادس على احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والعمل على قرار السلام العالمي والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم وقد نطلق قادة الثورة اليمنية عند صياغتهم لهذين الهدفين من نفس ظروف الواقع المعاش في اليمن قبل عام 1962م بل وكرد فعل جوهري لتلك الظروف التي وجهت تفكيرهم عند صياغة جميع أهداف الثورة الستة . ومن محتوى هذين الهدفين السالفي الذكر يمكن الجزم بأن رسالة صانعي أهداف الثورة اليمنية إلى الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية وإلى النظام السياسي الدولي القائم فعلاً على الساحة الدولية آنذاك كانت رسالة واضحة مفادها لا لتشطير اليمن ونعم للوحدة اليمنية العربية والسلام ولاحترام حقوق الإنسان. وبعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 من مايو عام 1990م في ظل زعامة رمزها وربان سفينتها الأخ / علي عبد الله صالح شهدت اليمن تحولات إيجابية جذرية صاحبتها إطلالة نوعية لليمن على العالم الخارجي ونقلة كمية وكيفية لنهج وسلوك اليمن تجاه المحيط الدولي وكان مرتكز تلك الإطلالة والنقلة هو سياسة ودبلوماسية التوازن والحياد وعدم الانحياز وغايتها هو تمتين الروابط الأخوية اليمنية مع جميع الدول الشقيقة والصديقة وتعزيز الروابط البناءة مع دول عدم الانحياز وتطوير العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية مع أعضاء المجتمع الدولي . وإذا كانت مسارات الوحدة المباركة تدخل اليوم عهدا جديداً وتنتقل بخطوات راسخة إلى ميادين البناء الرحبة وأفاق النهوض والتقدم واستطاعت أن تتجاوز بمعطياتها المتفردة حسابات الزمن وأن تسمو بمكتسباتها وإنجازاتها العملاقة وقيمها النبيلة على أثار المحن والعواطف التي حاولت الإطاحة بها ... وأن تتغلب بفضل حكمة ورحابة صدر قائدها على كل الدسائس والمؤامرات وتفتح ذراعيها الحانيتين لكل أبنائها دون استثناء حتى لأولئك الذين حاولوا عض أصابعها وجاهروا بعقوقهم لها وبذلوا ما بوسعهم لنسف كيانها بعد أن لاذوا بها من عواطف انهيار نظامهم وتصدع أيدلوجياتهم وبعد أن اجتثت الإرادة الشعبية كل الأشواك والإعشاب الضارة من حقولها وبعد أن أعاد القائد ومعه كل أبناء الشعب ترتيب وتشذيب أزهار حدائقها فإن التقييم المنصف لسنوات الوحدة المباركة والمنطلق من نظرة موضوعية إزاء تلك الجهود والإمكانات التي أهدرها صناع الأزمات ومدمنو التآمر والمقدرات التي خسرها الوطن كل ذلك يجعل مستقبل الوحدة في عيون أبنائها أكثر إشراقاً وأكثر وضوحاً ذلك أن الجهود سوف تصب فقط في مسارات البناء والعمل والإنتاج وأن الوطن اليمني يتهيأ لدخول مرحلة جديدة من النهوض في ظل اكتمال عوامل تقدمة ومناخات ازدهارها وآليات بنائه في ظل استفادة جهود جميع فئات الشعب وسيرهم صوب المستقبل بروح وثابة وعقول متطلعة بأن العصر عصر العمل والنهوض وتحقيق السبق وأنه لا وقت لندب الحظ والبكاء على الأطلال أو الاكتفاء بالتغني بالأمجاد الغابرة وإدراك حقيقة أن الوطن أولى بتلك الجهود التي تذهب سدى في سبيل إشباع رغبات وأهواء سياسية وإرضاء غايات شخصية أما من شذ عن هذه القناعات فهم في أعداد النادر الذي لأحكم له ولا ينتظر منهم كلمة حق فيما يعيشه الوطن من تحولات أو إنصاف المسارات المضيئة ليمن 22 من مايو لأنهم تربوا على الحقد والكراهية والتسلط والتبعية للخارج ويعيشون في عداء دائم مع كل ما هو جميل ويأتون بعد أن احترقت أوراقهم و أحلامهم السوداء بوهج الإدارة الموحدة لا ينظرون إلى الوحدة إلا بقدر ما تحققه لهم من منافع وأهداف شخصية ولذلك نجدهم مع الوحدة والديمقراطية والنظام مع إجراءات الدولة وهم المغتبطون لأحوال الشعب لطالما كانوا في السلطة وهم الباكون على أوضاع البلاد وسوء أحوال وغفلة العامة وانتهاك حقوق الإنسان وانهيار حقوق القيم وفساد الأخلاق ماداموا خارج كراسي الحكم. وبالمقابل فإن الواجب يحتم علينا ونحن نعيش خضم هذه الأجواء الاحتفالية البهيجة أن نقف إجلالا وإكبارا ونحني الهامات لأولئك الأبطال الميامين الذين قدموا أرواحهم رخيصة قرابين في محراب الحرية والاستقلال والتقدم الاجتماعي والتي ينبغي أن تكون دائماً وأبداً نبراساً ينير لنا الدروب في سبيل الحفاظ على منجزات الثورة اليمنية وترسيخ وتجذ ير مداميك وحدتنا المباركة . وفي خلاصة هذه العجالة: نود أن نجدد التأكيد بأن جماهير شعبنا اليمني المناضل ومثلما كانت عليه بالأمس وما هي عليه اليوم وكما ستكون عليه غدا بأذن الله تعالى على عهدها ووفائها لوطنها مرسخة ومجسدة للديمقراطية في حياتها وسلوكها ومنفذة بصورة عملية وخلاقة لتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بالأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله ورعاه وسدد خطاه دوماً لما فيه خير وتقدم وطننا اليمني وشعبنا الباسل . ويكفيه فخراً انه من وحد الوطن ووحد الأجيال ومن نصر إلى نصر سائرون بعون الله تعالى وتوفيقه وكل عام وقيادتنا السياسية وشعبنا ووطننا اليمني العظيم في عز وتقدم ودفعة وازدهار ودمتم وهذا الوطن بخير وعافية.[c1]محرم الحاج[/c]