لا يكفي أن ننتمي للوطن، بل الأهم أن ندين بالولاء لهذا الوطن، وأن يكون عندنا دائماً الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله وسيادته، التي هي حريتنا واستقلالنا وسيادتنا كأفراد، والعمل على رفع أية وصاية عليه سواءً من داخله أو من خارجه، فالوطن بأرضه وثرواته ملك لكل مواطنيه اليوم وغداً وإلى ما لانهاية، والذين لا تتوافر لهم حقوقهم في التعليم والصحة والعمل والسكن، وفي ضمان مستقبل سعيد وزاهر لهم، قد يضعف لديهم روح الولاء الوطني. ونقيض الولاء الوطني هو الولاء الضيق من مناطقية وقبلية وعشائرية وطائفية دينية، وإثارة هذه النعرات هي وراء تخلفنا وضعفنا كمجتمعات عربية وإسلامية، ومن خلالها جرى اختراقنا وتمزيقنا من قبل أعدائنا المحليين والخارجيين، والأوطان حقيقة وجودية لا يمكن لدُعاة العولمة المتوحشة إلقاءها مهما كانت الذرائع والتبريرات، وهناك فرق بين المواطن والمستوطن، وبين المتجنس والمقيم المؤقت في كل بلدٍ من البلدان، فالولاء الوطني محكوم بتشكل مصلحة وحاجة دائمة على الأرض، يتوارثها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد.لذلك كله يتكلم الجميع اليوم عن حكومات وحدة وطنية، وعن مقومات نظام وطني ديمقراطي وعن وفاق وطني، لأنّ ذلك وحده هو مصدر النماء والاستقرار وازدهار حياة الجميع، بعيداً عن نوازع الاستئثار والاستحواذ بالثروة والسلطة، ليكون الوطن أقوى وأكبر بالجميع ولمصلحة الجميع، وبهذا فقط تتحقق المواطنة المتساوية وفقاً للأهلية والكفاءة ودرجة التفاعل الإيجابي مع كل قضايا الوطن الراهنة والمستقبلية، وهذا هو وحده ما يقرر وطنية كل منّا من عدمها.إنّ تاريخ الحركة الوطنية اليمنية هو مرجعنا وهو أُفقنا القادم، ولن يسمح التاريخ أي ارتداد عن أهداف الثورة اليمنية وعن النظام الديمقراطي بطابعه الشعبي والإنساني، وهنا تحتل أجهزة الثقافة والتعليم مهمة رئيسة في تنمية روح الولاء الوطني والتربية الوطنية الحقة لكل المواطنين، والعمل على تلبية حاجات كل المواطنين في كل أرجاء البلاد، وكذا العمل على تشكيل مصالحهم الحياتية اليومية وفقاً للأولويات ودون تمييز.
|
آراء حرة
الولاء الوطني
أخبار متعلقة