صـباح الخـير
في خطوة ليست مفاجئة ، اشتعلت الساحة الفلسطينية في قطاع غزة ، والضفة الغربية وكل طرف يحمل المسؤولية للآخر في إشعالها ، وبغض النظر عن ذلك ، نعلم جميعاً أن هناك وثيقة عهد ووفاق وطني بين كل الفصائل في الساحة الفلسطينية تحرم الاقتتال الفلسطيني وتعتبره خطاً أحمر ، ولهذا نسأل اليوم ، هل من متغير كبير في الساحة الفلسطينية أوصل إلى هذه الحالة؟الجواب : نعم ، ويجب أن نعرف أن الاحتلال هو المسؤول الأول ، وأن إدارة بوش هي المسؤولة الأولى ، وأن الدول الأوروبية المساندة لأمريكا تتحمل المسؤولية ، وأن بعض الأشقاء العرب يتحملون المسؤولية ، الحصار الذي فرض على الشعب الفلسطيني وبكل أشكاله ، الضغوطات على الحكومة الفلسطينية ومقاطعتها ، الاحتياجات لقطاع غزة ومدن وقرى الضفة الغربية، الاعتقالات للوزراء والنواب والمناضلين ، قتل المواطنين العزل ، هدم البيوت ، تجويع أبناء الشعب وحرمانهم من لقمة العيش ، منع وصول الأموال ، سرقة مستحقات الحكومة الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني ، منع المواطنين من التنقل وغلق المعابر ، كل هذا أوصل الأزمة إلى ذروتها ، وفي ظله فقد البعض السيطرة ، وغابت الحكمة ودخل على الخط أصحاب النوايا السيئة والمأجورون وحتى العملاء ليخربوا ، ويخلقوا الفوضى والبلبلة والشائعات بهدف ضرب وحدة الشعب الفلسطيني ، بهدف منع التوصل إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وفي عودة لنا لوثيقة العهد وعدم الاقتتال الداخلي الفلسطيني الذي يسعى له الكيان الصهيوني منذ توقيع اتفاق أوسلو وحتى اليوم ، وسبق أن فشل ، نقول اليوم وبعد أن جرى تجاوز الخط الأحمر ولم يعد محرماً ، إن كل مفجر لهذه الأحداث يخدم بشكل مباشر أو غير مباشر أهداف الكيان الصهيوني ومخططاته ، وعليه أن يتحمل المسؤولية ويحاسب أمام جماهير الشعب الفلسطيني .السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية مرجعيات شرعية يجب بالضرورة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة وتوقف التدهور في الساحة الفلسطينية والفلتان الأمني وتحمي المواطنين من خلال تماسكها وتوحيد قرارها الوطني ، نحن على ثقة بأن القيادات الفلسطينية قادرة على وضع حد لما يجري وإعادة الأمور إلى نصابها ، ويجب أن تنصب كل الجهود لإنجاح لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وتنصب كل الجهود لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ، وإدخال الأموال وهذا حق طبيعي للسلطة والحكومة الفلسطينية.في هذه المرحلة ، ندعو الأشقاء العرب إلى تحمل مسؤوليتهم كاملة للمساعدة في وقت التوترات في الساحة الفلسطينية وهي قادرة وأن تتحمل مسؤولياتها في إيصال المساعدات.آن الأوان ليتحمل الجميع مسؤوليته وقبل فوات الأوان ، حماية الجبهة الفلسطينية واجب وطني عربي وقومي ، وكل من يتخلف عن حمايتها يتحمل المسؤولية .حماية الجبهة الفلسطينية حماية لنا جميعاً .
