قم للمعلم وفه تبجيلا***كاد المعلم أن يكون رسولاهذا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن المعلم ودوره الرائد في المجتمع.وقال شاعر النيل/ حافظ إبراهيم الأم مدرسة إذا اعددتها***أعددت شعباً طيب الاعرافوذلكم ما أوجزه شاعر النيل عن دور الأسرة عامة والأم بشكل خاص في اعداد الابناء.أقف اليوم بينكم لأتحدث كالعادة وعلى غير العادة بالاصالة عن نفسي ونيابة عن أولياء الامور في هذه المدرسة.وقد أحببت ان أستهل كلمتي هذه ببيتين من الشعر لشاعرين عظيمين قالا الكثير من الشعر بأنواعه المختلفة، ولكني أجد نفسي اليوم وقد استوقفني مجدداً المعنى الذي قصده أمير الشعراء أحمد شوقي والمعنى الذي قصده حافظ إبراهيم.حدث ما قاله شوقي في واقعة غير تلك التي قال فيها حافظ إبراهيم ما قاله ولكني أرى ولزاماً علي ان اربط بين البيتين فالأول وهو شوقي قد دعا إلى احترام المعلم وتبجيله حتى بلغ به الوصف حداً رفع فيه مكانة المعلم إلى مكانة الرسول ولكي يتحقق ما اراده أمير الشعراء، لابد من اساس ،واساس ذلك الأمر ومرتكزه وعنوانه الاسرة وتحديداً الأم، التي وصفها شاعرنا حافظ إبراهيم بالمدرسة التي اذا قمنا باعدادها جيداً فإننا سنصل إلى مستوى يمكننا من اعداد شعبٍ طيب الاعراق وأنطلق من هنا لاقول إنه لامدرسة ناجحة بدون أسرة مثابرة معطاءة في سبيل ابنائها.انطلق من هنا وأقول أن العلاقة بين المدرسة والاسرة هي لب ومحور العملية التعليمية والتربوية، فالعلاقة بين المدرسة والاسرة علاقة تكاملية ، فلاتستطيع الاسرة قطعاً ان تعلم ابناءها وتريبهم بمعزل عن المدرسة ولا تستطيع المدرسة ان تخلق اجيالاً متسلحة بالاخلاق والعلم والمعرفة بدون الاسرة. فاذا لم ندرك نحن كأسر حاجتنا إلى المدرسة ولم تدرك المدرسة حاجتها الينا فلن تتحقق الاهداف التعليمية والتربوية النبيلة التي نصبو اليها جميعاً.[c1]تصحيح المفهوم[/c]جئنا إلى هذه المدرسة وفي وعي ووجدان البعض منا أنها مدرسة اهلية خاصة تلهث مثل غيرها من المدارس الاهلية والخاصة وراء الربح، جئنا وفي وعي ووجدان البعض منا تلك النظرة المتشكلة القابعة في نفوس البعض منا ولكن ماذا وجدنا؟. وجدنا مدرسة تسابق الزمن وتواجه التحديات وتتحدى ظلمات الجهل والتخلف من اجل خلق أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة والاخلاق الكريمة.كانت هذه المدرسة في سبتمبر 2002م نبتة طيبة زرعها أناس نذروا أنفسهم لا من أجل المال والسعي وراء مطامع الدنيا ولكن من اجل غرس روح المحبة للعلم والمعرفة في نفوس فلذات اكبادنا.كانت هذه المدرسة نبتة طيبة نمت وترعرعت في ظل أجواء من حب العلم والمعرفة والألفة والمحبة والتسامح حتى غدت شجرة يانعة وارفة الظلال يستظل بها فلذات اكبادنا.اني ومن هذا المنبر في الوقت الذي احيي واقدر فيه جهود وزارة التربية والتعليم وتعاونها الوثيق مع هذه المدرسة لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة المرجوة من وراء تربية وتعليم ابنائنا، أناشد فيه وزارة التربية والتعليم أن تترفق بابنائنا وبناتنا وتعيد النظر في الكثير من المناهج والمقررات الدراسية، إذ أنني لا أرى مبرراً لأن يتعلم ابني وهو لم يبلغ الحلم بعد احكام الاغتسال ومنها الجنابة، ولا أرى مبرراً لأن يدرس أبني وهو في سن صغير، كثيراً من التفاصيل المعقدة في علم التجويد، ولا أرى مبرراً لابني بأن يربط في دراسة الرياضيات في الصف السادس بين النسبة والتناسب وعلم المواريث تلك هي امثلة اوردها لكم على سبيل المثال لا الحصر، لاقول لكن بأننا نريد اجيالاً متسلحة اولاً بتعاليم ديننا السمحاء وملمة بواجبات وحقوق المسلم في الشريعة الإسلامية ومتسلحة ثانياً بكل فنون واشكال العلم والمعرفة بما فيها العلوم الانسانية والعلوم الطبيعية.[c1]جهود تستحق الثناء [/c]كان من المفترض أن أحيي صاحب هذه المدرسة وادارتها والهيئة التعليمية فيها وتلاميذها ولكني اثرت ان تكون كلماتي التي وردت هي التحية لكل هؤلاء، وذلك لايمنعني من القول بأن أحيي بشدة صاحب هذا المشروع النبيل والذي لم يدخر جهداً في سبيل تنمية وتطوير هذه المدرسة، كما أقدر الجهود المبذولة من ادارة المدرسة ممثلة في جهود التربوية القديرة الاستاذة/ سميرة الصوفي والطاقم الاداري الذي يشاركها في الادارة.كما اثمن عالياً الجهود الخيرة والجبارة المبذولة من قبل اعضاء الهيئة التعليمية في هذه المدرسة الجميلة.احيي واقدر جهود الجميع على ما بذلوه من حسن ادارة ومتابعة وتوصيل جيد للمعرفة لفلذات اكبادنا.كما أقدر كل الحب والرعاية اللذين احيطا بهما اطفالنا في هذه المدرسة الجميلة.ختاماً اقول: كانت هذه المدرسة نبتة صغيرة وصارت اليوم شجرة وارفة الظلال يستظل بها فلذات اكبادنا ووصلت هذه المدرسة إلى مستوى راقً ولكننا نطمح إلى مزيد من الرقي والتقدم والازدهار لها.وكل عام وأنتم بألف خير* القاضي / محمد الحاج محمد صالحكلمة القيت في حفل تكريم المتفوقين بمدرسة المستقبل النموذجية
الأسرة والمدرسة .. علاقة تكاملية
أخبار متعلقة