أ.د / أحمد محمد شجاع الدين أما مؤتمر المكسيك الذي عقد في عام 1984م حول السكان والتنمية فقد اعتبر أن الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي حول المسألة السكانية جديدة وأكد على ضرورة الربط بين قضايا السكان والتنمية ، حث المؤتمر الدولي على ضرورة إيجاد برامج عمل للمرأة وبصفة خاصة في مجال التربية ، لهذا نجد أنه منذ عام 1974م حتى انعقاد مؤتمر المكسيك أن معظم دول العالم أحرزت تقدما كبيراً في المجال السكاني وحقق مؤتمر المكسيك العالمي العديد من الإنجازات في المسألة وبالذات في المجالات الآتية:أولاً : توسيع فرص الانتفاع برعاية الصحة الإنجابية وإحداث تقدم ملموس فيها.ثانياً: خفض معدلات المواليد والوفيات وارتفاع مستويات التعليم في العديد من دول العالم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وخاصة في برامج التنمية المستدامة وتحسين البرامج التعليمية.ثالثاً: زيادة المراكز التعليمية والاقتصادي للمرأة وخفض معدلات وفيات الأمهات وإحداث تقدم ملموس في العديد من جول العالم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وخاصة في برامج التنمية المستدامة وتحسين البرامج التعليمية .هذه الإنجازات التي تحققت في مؤتمر المكسيك منذ انعقاد المؤتمر الأول للسكان والتنمية في روما عام 1954م جعلت معظم دول العالم تتفاءل وذلك بتحقيق نجاح كبير في معالجة المسألة السكانية وربطها بقضايا التنمية المستدامة في مختلف دول العالم.أما المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي انعقد في سبتمبر بجمهورية مصر العربية عام 1994م فقد كان انعقاده في ظل تزايد التعاون الدولي وكذلك الاعتراف من قبل مختلف دول العالم بقضايا السكان والبيئة ، لقد تناول المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المهام دول العالم بقضايا السكان والبيئة ، لقد تناول المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المهام الموكلة إليه ، وأكد على العلاقة بين السكان والتنمية البشرية المستدامة ، انعقد المؤتمر في لحظة حاسمة من تاريخ التعاون الدولي ، حيث تزايد الاعتراف بالترابط العالمي لقضايا السكان والتغيرات البيئية المتسارعة ولم يحدث قط إن كانت الفرصة في هذا المؤتمر أكبر من المؤتمرات السابقة لاعتماد سياسات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وكذلك الاقتصاد الكلي لتعزيز النمو الاقتصادي المطرد في إطار تنمية مستدامة في جميع البلدان ولحشد الموارد البشرية والمالية من أجل حل المشاكل الاقتصادية والبيئية على الصعيد العالمي .ولم يسبق أن أتيح للمجتمع العالمي هذا الكم الكبير من الموارد وهذا القدر الواسع من المعرفة لتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والتنمية المستدامة.
الازدحام السكاني
لقد شهد العالم تغيرات واسعة في العقدين الأخيرين من القرن الماضي حيث حققت الجهود الوطنية والدولية تقدماً كبيراً في الميادين التي تهم الرفاه الإنساني، ولكن البلدان النامية لا تزال تواجه صعوبات اقتصادية خطيرة وبيئة اقتصادية دولية ليست في صالحها ، وزاد عدد الناس الذين يعيشون في حالة من الفقر المطلق في بلدان كثيرة ، وفي كل مكان يجري استنفاذ كثير من الموارد الأساسية التي يجب أن في بلدان كثيرة ، وفي كل مكان يجري استنفاذ كثير من الموارد الأساسية التي يجب أن تكون سنداً لبقاء الأجيال القادمة ورفاهها ، والتلوث البيئي يزداد حدة بسبب تزايد وتنوع الأنماط الإنتاجية والاستهلاكية ، ونمو في السكان لم يسبق له مثيل ، واتساع رقعة الفقر واستمراره ، والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي الكبير بين الأغنياء والفقراء ، والمشاكل البيئية بسبب تغير المناخ ، لقد انعقد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في ظل زيادة التعاون الدولي من أجل تفهم نمو السكان في العالم وعلاقة ذلك بالتنمية المستدامة ، وإذا كان الكثير قد تحقق في هذا الصدد فما زال الأكثر دون تحقيق.وفي منتصف عام 2006م قدر سكان العالم بنحو 6.067 مليار نسمة ، ومع أن معدل النمو يتجه نحو الهبوط إلا أن الزيادات المطلقة تتعاظم في الوقت الحاضر إلى ما يزيد عن 86 مليون نسمة سنوياً تقريباً ومن المرجح أن تظل زيادات السكان السنوية أكثر من 86 مليون حتى علم 2015م.وخلال السنوات المتبقية من القرن الماضي والسنوات الأولى من هذا القرن أكد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية أن دول العالم ستختار ما تفعله أو ما لا تفعله للمسألة السكانية وتشير بدائل الإسقاطات السكانية التي وضعتها الأمم المتحدة للسنوات العشرين من عام 94م إلى 2014م أن عدد السكان سيصل إلى 7.1 مليار نسمة في البديل المخفض وإلى 7.5 مليار في البديل المتوسط وإلى 7.8مليار في البديل المرتفع وإذا توغلنا في ما هو أبعد من ذلك في المستقبل لوجدنا أن التباعد بين الإسقاطات البديلة يزداد اتساعاً فمع حلول عام 2050م وفقاً لإسقاطات الأمم المتحدة يتراوح سكان العالم بين 7.9 مليار نسمة للبديل المنخفض إلى 9.8 مليار نسمة في البديل المتوسط وإلى 11.9في البديل المرتفع.والمؤتمر العالمي للسكان والتنمية ليست حدثاً منعزلاً عن ذلك بل إن برنامج عمله يستند إلى توافق الآراء الدولية الواسعة النطاق الذي ظهر وخاصة منذ انعقاد المؤتمر العالمي للسكان في بوخارست في عام 1974م والمؤتمر العالمي المعني بالسكان المنعقد في مكسيكو في عام 1984م للنظر في القضايا العريضة للسكان والنمو الاقتصادي المطرد والتنمية المستدامة والعلاقات المتبادلة بينهما ، إن التقدم في الوضع التعليمي والاقتصادي للمرأة وتمكينها من زيادة وعيها بشأن قضايا السكان والفقر وأنماط الإنتاج والاستهلاك والبيئة هي قضايا وثيقة الارتباط لدرجة أنه لا يمكن بحث أي منها على انفراد.وانعقد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في أعقاب أنشطة دولية أخرى هامة ، تم اتخاذها من قبل المشاركين في المؤتمر كركيزة للبناء وكانت توصياته داعمة للاتفاقات التي تم التوصل إليها في المؤتمرات العالمية التي مهدت للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية ومنها :1. المؤتمر الدولي لاستعراض وتقييم منجزات عقد الأمم المتحدة للمرأة : المساواة والتنمية المنعقد في نيروبي عام 1985م.2. مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل ، المنعقد في نيويورك في عام 1990م.3. مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية : المنعقد في ريودي حانيرو في عام 1992م.4. المؤتمر الدولي للتغذية المنعقد في روما في عام 1992م.5. المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المنعقد في فينيا في عام 1992م.6. السنة الدولية للأسرة عام 1994م.واتصلت نتائج المؤتمر الدولي للسكان والتنمية اتصالاً وثيقاً بمؤتمرات رئيسية أخرى تمت في عامي 1995م و 1996م وهي : مؤتمر القمة العالمي المعني بالتنمية الاجتماعية ، والمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة ، ومؤتمر الأمم المتحدة الثاني المعني بالمستوطنات البشرية (الموئل الثاني )، كما أن هذه النتائج التي توصلت إليها المؤتمرات قدمت مساهمات هامة في مجال السكان وكان لها تأثير قبل انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في عام 1994م وبعد انعقاده بفترة قصيرة صدر برنامج العمل حول السكان والتنمية ، الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ومن أجل تمكين المرأة وكفالة اشتراكها الكامل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لمجتمعاتها المحلية .[c1]* رئيس جامعة إب[/c]