الرياض / صحيفة الشرق الآوسطبالرغم من التطور الذي يشهده المجتمع السعودي في معظم الميادين الاقتصادية والعمرانية، إلا أننا لا نستطيع حتى الآن الجزم بانفتاحه حيال بعض المهن التي بدأت الفتيات السعوديات باقتحامها، من بينها نذكر مهنة تصميم الأزياء، رغم حجم الإقبال عليها والمواهب. وهذه المواهب، إلى جانب حب المهنة، هي التي تشجع الكثيرات على الصبر والمثابرة لإثبات مهاراتهن، وهو ما تحقق بشكل ملحوظ قياسا بما هو متاح ومهيأ لهن، بدءا من عدم توفر مدارس لتعليم هذا الفن في السعودية، إلى عدم توفر الدعم. من الأسماء التي أطلت على الساحة في الفترة الأخيرة، المصممة هبة جمال، التي أكدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن مهنة تصميم الأزياء ليست بالسهلة سواء بالنسبة للفتاة أو الشاب. من ناحيتي، أحاول أن أثبت أن هذه المهنة امتداد للفنون الأخرى، واستفيد مما هو متاح لي. فقد درست فن تصميم الأزياء في ميلانو بايطاليا الأمر الذي أهلني لصقل موهبتي أكثر». وتتابع: «ربما أكون اكثر حظا من غيري، بفضل الدعم المستمر الذي أتلقاه من والدتي، خصوصا انها هي أيضا مصممة أزياء بخبرة تمتد على مدى 29 عاما. فقد تلقت تعليمها حتى الدراسات العليا في المجال ذاته، خارج السعودية». وتستدرك هبة قائلة: «مهنة التصميم، بمفهومها الحديث والاحترافي، تعتبر مهنة حديثة العهد على مجتمعنا، وإذا ما لاحظنا الأسماء الشهيرة التي بدأت من سنوات، فإننا سنلاحظ أنها أسماء تعد على أصابع اليد الواحدة، ولكن الفترة الأخيرة شهدت انطلاق أسماء كثيرة من المصممين والمصممات وهذا دليل كاف على تطور مفهوم ثقافة الأزياء، وزيادة الانفتاح على العالم الخارجي. وهناك بعض التجارب والمحاولات كفيلة أن تحقق التغيير الذي نسمو له. لكن حتى يحين ذلك الوقت، تبقى الفرصة قائمة فقط عبر تغطية الإعلام لعروضنا في الخارج».وتشير هبة إلى تقديمها أربعة عروض وصفتها بالمختلفة إذ «كان العرض الأول منها عبارة عن مجموعة من عشرين موديلا من نوع الـ«هوت كوتور» منها ستة تصاميم لفساتين زفاف، بينما ضم العرض الثاني مجموعة من ثلاثين موديلا ايضا من الهوت كوتور، بالإضافة إلى خمسة تصاميم لفساتين الزفاف، وشمل العرض الثالث خمسة وثلاثين موديلا وأربعة تصاميم زفاف. أما العرض الرابع، وهو الأكبر، فقد شمل مجموعة من تسعة وأربعين قطعة، وثمانية تصاميم زفاف مع الإكسسوارات الخاصة بكل مجموعة». وتتابع هبة أن الجلابية الخليجية كانت حاضرة في عروضها «فقد قمت بدمج الأسلوب الخليجي بالبنجابي والساري والمغربي، واستخدمت النقوشات الإيرانية والكتابات الصينية والإسلامية أيضا فكانت جلابيات مختلفة ومميزة». وعن اتهامات البعض للمصممات السعوديات بتغييبهن للموروث الثقافي والتاريخي أكدت بـ«أن موروثنا الخاص لم يغب عن جوهر تصميمات الأزياء بالنسبة للسعوديات بشكل عام، لأنها الأصل. عن نفسي أحاول إظهار هذا الموروث بشكل متطور، وبطريقة الدمج بينه وبين ثقافة العوالم الأخرى وحضاراتها، مما ينتج عنه تصاميم أشبه ما تكون باللوحات التي تمتاز بالجمال والعصرية، أو القطع المغايرة لكل ما يقدم، إذ تحمل ارتباطا بين الأمس البعيد والحاضر، وهذا ما نحتاج إليه فعلا. كما أن هذا يجعلنا نمارس متعة التجديد بالإضافة للابتكار وذلك بملامح عصرية تناسب جيلنا الحالي».وترى هبة ان ظهور عدد كبير من المصممات السعوديات في الفترة الأخيرة ظاهرة صحية، ومن شأنها ان تغير مفهوم هذه المهنة ونظرة المجتمع إليها ومن تم تعامله معها. وتؤكد انه من الضروري الحصول على هذا الاهتمام لتحقيق النجاح، كما تؤكد على أن الموهبة وحدها لا تكفي بدون دراسة واطلاع مستمر، ومعرفة وافية بكيفية انجاز العمل. فعالم الأزياء يتطور باستمرار وبأسرع مما نتخيل «وهذا ما أحرص شخصيا عليه الآن، فأنا في حالة تجهيز لعرض أزياء قريب جدا يتكون من سبعة مجموعات تشتمل المجموعة الأولى فيها على أزياء النهار ـ الرسمية ـ والمجموعة الثانية تليق بمناسبات الكوكتيل، بينما تضم الثالثة عباءات خليجية بخامات وموديلات غير معهودة، فيما ستكون المجموعة الرابعة عبارة عن جلابيات تليها مجموعة من أزياء السهرات وأزياء الخطوبة، كمجموعتين مختلفتين.أما المجموعة الأخيرة فهي خاصة بالعرائس، وجديد هذه المجموعة استخدامي لألوان لم تستخدم من قبل للعروس، إلى جانب استخدام بعض الخامات المبتكرة، حتى ابتعد عن كل ما هو تقليدي ومتعارف عليه».
هبة جمال : مصّممة الأزياء السعودية حّققت الكثير من التقدم قياسا بما هو متاح
أخبار متعلقة