تتوجه الأربعاء القادم فصائل العمل الوطني الفلسطيني إلى القاهرة حسب ما جاء في الأخبار وما أكدته الفصائل، بهدف جولة جديدة من الحوار تؤدي إلى إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية وبرنامج المقاومة. وبالأمس وبعد سماعنا لهذا الإعلان، سمعنا ايضاً تراشقاً بالكلام وتبادلاً بالاتهامات وتأكيداً على اشتراطات من هذا ومن ذاك، وكلها لا تصب في مصلحة الحوار، ولذا أقول لا تضعوا العربة أمام الحصان، خاصة وان الحوار يأتي اليوم في ظل:1 - ارتكاب مجازر بشعة لم يسجل التاريخ المعاصر لها مثيلاً في غزة حصدت ما يزيد على خمسة آلاف شهيد وجريح.2 - كشف الكيان الصهيوني كل اقنعته وظهرت حقيقته العدوانية تجاه شعبنا الفلسطيني وكافة فصائله الوطنية، وتخليه عن عملية السلام التي هدرنا الوقت الكبير والكبير جداً، ونحن نلهث خلفها دون جدوى على مدار ثمانية عشر عاماً.3 - موقف عربي رسمي لم يرتق إلى عقد قمة عربية استثنائية ويجب ان نفهم المعاني من وراء ذلك، أذ ان الأنظمة العربية الرسمية من واجباتها الاساسية دعم المقاومة الفلسطينية واقصى ما يمكن ان تقدمه هو ما جاء في اعلان القمة الاقتصادية في الكويت، وأكثر من ذلك حمل البعض الفلسطينين المسؤولية في انقسامهم، وهذا الى حد ما صحيح أو فيه شيء من الصحة، ولكن لبعض العرب حق يراد به باطل!4 - رأي عام رسمي على مستوى دول أوروبا وأمريكا منحاز تماماً لإسرائيل ووفر لها الغطاء للعدوان واعطاها الوقت الكافي قبل ان يتحرك باتجاه وقف القتال، وأكبر دليل تعطيل قرار مجلس الأمن من قبل أمريكا.5 - في ظل صحوة كبيرة على مستوى الشارع العربي وتحرك جماهيري كبير من المحيط الى الخليج متضامناً مع الشعب الفلسطيني، مقدماً له ما هو باستطاعته من دعم تسمح به الأنظمة ومطالباً بفك الحصار ومعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة، وإنهاء حالة الانقسام الفلسطينية. الوفاء لهؤلاء أن نعمل سوياً على توفير كل الأجواء من أجل أن يكون الحوار الوطني مثمراً وناجحاً وان يضع كل منا أمامه بانه لا يمكن أن ينجح الحوار إذا تمسك برؤيته فقط ورأى انه الصح والآخرين خطأ.الوحدة تتحقق للاتفاق على قواسم مشتركة، والكل يجب أن يقدم للكل تنازلات في سبيل تحقيق الهدف الذي نسعى له جميعاً وهذا ليس عيباً ولا ينقص من احد شيئاً.يجب ان نقنع بان امريكا والكيان الصهيوني ومعهما الرباعية والدول الأوروبية لن تعطينا دولة فلسطينية ذات سيادة بكل ما تعنيه هذه الكلمة ولن يعيدوا لنا القدس عاصمة لهذه الدولة، ولن يعيدوا اللاجئين، وكل من سيبقى سائراً في هذا الطريق فهو واهم بل أكثر من ذلك، ولذلك يجب ان يحسم موضوع التسوية، وفهمنا للتسوية لانها كانت وستبقى احد الاسباب الرئيسية في ما وصلنا إليه اليوم من ضياع وانقسام وضرب للمشروع الوطني الفلسطيني.
أخبار متعلقة