غضون
- يوم 22 مارس 1945 وقعت سبع دول عربية هي اليمن والسعودية ومصر وسورية ولبنان وإمارة شرق الأردن والعراق على ميثاق لإنشاء منظمة قومية تعنى بالتضامن والتعاون والنهوض والدفاع المشترك تدعى “جامعة الدول العربية”.. وبحلول اليوم تكون الجامعة قد عدت من عمرها 63 سنة، فهي أقدم من منظمة الأمم المتحدة وأقدم من السوق الأوروبية المشتركة التي تحولت إلى “الاتحاد الأوروبي” وهي أقدم من منظمة الوحدة الأفريقية أو الاتحاد الأفريقي لاحقاً، وهي أقدم من منظمات وتجمعات إقليمية مثل الآسيان والايباك.. وهي التي خلع عليها لقب محبب هو “بيت العرب”! لكن هذه المنظمة لا يعني قدمها اليوم أي شيء له صلة بالمؤسسية والعراقة والتطور والإنجاز والوحدة والتضامن والتعاون، بل أن أسبقيتها تعني شيئاً واحداً هو أنها شاخت وتنازع الآن سكرات الموت.- جامعة الدول العربية لم تستطع أن تؤثر اليوم في قضية ساخنة مثل الأزمة اللبنانية.. ليس لأن العجز متعلق بعدم القدرة على تقديم مشاريع حلول، بل لأن الدول العربية الأعضاء لا تريد أن تمارس الجامعة هذا التأثير أو الدور.. وهذا يلخص أسباب كون اتفاقية إنشاء جامعة الدول العربية لم تتطور مثلاً إلى إيجاد كيان أو تجمع قومي عربي أسوة باتفاقية السوق الأوروبية المشتركة التي تطورت منذ عام 1958 وصولاً إلى إنشاء تكتل الاتحاد الأوروبي الذي يضم شعوباً متعددة القوميات واللغات والخصوصيات ونقاط افتراق أخرى، ومع ذلك صارت هذه الشعوب متضامنة اقتصادياً ولها عملة واحدة وراية واحدة وهوية واحدة..- جامعة الدول العربية لم تمنح أي صلاحية في تطوير التضامن العربي، هي ليست قادرة على إبداء رأي أو موقف في أي شأن يخص دولة عربية، وهي لم تدن المذابح والديكتاتورية في العراق إلا بعد سقوط حكم صدام.. الاتحاد الأفريقي مثلاً له موقف قوي ويوحد موقف الدول الأعضاء تجاه قضية دارفور أو الانقلاب في تشاد.. بينما الدول العربية لا تريد أن تمارس من خلال الجامعة أو أن تدعم الجامعة لممارسة تأثير يساعد شعب لبنان للحصول على رئيس مثله مثل أي شعب في العالم.. تسمى “بيت العرب” بينما لا تستطيع وقف تخريب البيت اللبناني الصغير!