القوات الحكومية تستولي على آخر معاقل المحاكم الإسلامية
بيدوة / وكالات :أعلن البرلمان الصومالي أمس السبت حالة الطواريء لمدة ثلاثة أشهر وسط مخاوف من العودة لاعمال العنف القبلية بعد أسابيع من القتال الذي أطاح بمليشيا المحاكم الاسلامية.وصوت أعضاء البرلمان في مقر الحكومة المؤقتة في بيدوة بموافقة 154 عضوا واعتراض صوتين للتصديق على خطة رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي.وتواجه الحكومة تحديا كبيرا باحلال السلام والأمن للبلاد الواقعة في منطقة القرن الافريقي.وقال عثمان علمي بوقره النائب الثاني لرئيس البرلمان الصومالي امام المجلس التشريعي "تم التصديق على حالة الطواريء لمدة ثلاثة اشهر. واذا اقتضت الضرورة ان تمدد الحكومة الفترة فسيتعين على الرئيس عندئذ ان يطلب موافقة البرلمان على ذلك."وحاول رجال ميليشيات الجمعة شق طريقهم بالقوة الى داخل قصر الرئاسة واشتبكوا مع قوات صومالية.وجاء الاشتباك الذي أسفر عن سقوط قتلى في الوقت الذي اتفق فيه زعماء الميليشيات على دمج قواتهم لتشكيل جيش وطني جديد لتهدئة البلاد.وخلال ساعات من فرار مليشيا المحاكم من العاصمة مقديشو عادت الميليشيات للظهور ثانية عند نقاط تفتيش في المدينة اعتادوا ترويع المدنيين منها.ورحبت الحكومة الصومالية بتصويت البرلمان.وقال عبد الرحمين ديناري المتحدث باسم الحكومة "لان البلاد تواجه وقتا عصيبا نعتقد أن قانون الطواريء سيلعب دورما مهما في اعادة السلام واعادة بناء بلادنا."وتسعى الحكومة لنزع سلاح سكان العاصمة ولكن لم يجر تسليم سوى القليل من الاسلحة في الوقت الذي ينتظر فيه السكان لمعرفة ما اذا كان بامكان الحكومة تحقيق الاستقرار النسبي الذي تمتعوا به تحت حكم الاسلاميين الذي دام ستة شهور.وسيطرت القوات الحكومية في وقت سابق على معقل جنوبي للمحاكم وقصفت طائرات إثيوبية المنطقة. ومن المعتقد أن الكثير من قوات المحاكم الفارين كانوا مختبئين في قرية راس كامبوني الساحلية قرب الحدود الكينية بعد فرارهم جنوبا.وقال ديناري "استولت الحكومة على اخر معقل للمحاكم في راس كامبوني مساء امس الاول في اعقاب قتال دار في الصباح."واضاف المتحدث "معظم الارهابيين المطلوبين اما قتلوا او فروا. انهم يختبئون في الغابات... لا تزال القوات الحكومية تتعقبهم."وتابع "لن نتوقف عن الملاحقة حتى نتأكد من القضاء عليهم نهائيا."وقال متحدث باسم وزارة الاعلام الإثيوبية "القوات الإثيوبية تشارك في عملية تطهير ضد فلول جماعة الإرهابيين في راس كامبوني."وفي ميناء كيسمايو الجنوبي صرح المشرع عبد الرشيد محمد القائم أيضا بأعمال رئيس الحكومة في المنطقة التي تشن فيها العمليات بأن الطائرات الإثيوبية تقصف مواقع "يعتقد أن المحاكم يختبئون بها.وأضاف أن هناك قوات أمريكية على الأرض ولكنها لا تشارك في أي قتال بالرغم من أنه لم يراها. وقال مسؤول أمريكي رفيع لرويترز الأسبوع الماضي إنه لا يعلم بوجود أي قوات أمريكية خاصة في الصومال.وأرسلت واشنطن طائرة حربية إلى الصومال يوم الإثنين في محاولة لقتل متشددين تشتبه في أنهم من كبار أعضاء تنظيم القاعدة. وقصفت الطائرات الإثيوبية المنطقة على مدار أيام لإنهاء الحرب التي بدأت قبل عيد الميلاد.وقالت منظمة الإغاثة البريطانية أوكسفام إن الغارات الجوية لملاحقة المحاكم وحلفائهم المشتبه بهم من تنظيم القاعدة المختبئين في جنوب الصومال أسفرت بطريق الخطأ عن مقتل 70 من البدو الرعاة.وبالرغم من أن بعض المصادر الصومالية تحدثت عن أعداد من القتلى إلا أنه لم يرد تأكيد مستقل. وتنفي كل من إثيوبيا والولايات المتحدة قصف المدنيين.وتقول الحكومة الأمريكية إن الهجوم أسفر عن مقتل عشرة من حلفاء تنظيم القاعدة لكنه أخفق في هدفه الرئيسي وهو ثلاثة مشتبه بهم بارزون. وتنفي واشنطن تنفيذ أي هجمات أخرى.في سياق اخر قال رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي إن الصومال بحاجة إلى الدعم الافريقي لحل ازمتها لكنه لم يوضح ما اذا كانت بلاده ستنضم الى اي عملية لحفظ السلام هناك.واضاف في رسالة نشرت بموقع حزبه المؤتمر الوطني الافريقي على الانترنت "من اجل الصومال ومن اجل قارتنا بأكملها ليس امام افريقيا خيار سوى التقدم لمساعدة هذا البلد الافريقي الشقيق."وقال مبيكي انه يتفق مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في ان الضربات الجوية الامريكية لن تساعد في حل الازمة ويمكن ان تغذي اضطرابا جديدا.واضاف ان تلك الضربات "ستضيف وقودا الى النيران المشتعلة في الشرق الاوسط."وتابع قائلا "بالاضافة الى ذلك نقل عن بعض الصوماليين قولهم ان هذه الضربات الجوية نفذت انتقاما لمقتل 18 جنديا امريكيا في مقديشو عام 1993 واسقاط طائرة هليكوبتر ( بلاك هوك) امريكية."واضاف "نحن كأفارقة سيكون علينا ان نفعل كل شيء ضروري للتغلب على المشاكل التاريخية القديمة والجديدة التي وضعت الصومال على جدول اعمالنا كمشكلة لم تحل للثورة الافريقية."وذكرت جنوب افريقيا كمصدر محتمل لجنود في قوة حفظ سلام بالصومال لكن مبيكي لم يشر في رسالته الى ما اذا كان سيقدم جنودا للمشاركة في هذه المهمة.