تلبية لدعوة من الأخ العقيد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة للشطر الشمالي من الوطن، قام الأخ علي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء في الشطر الجنوبي من الوطن، في الفترة 15 - 16 ذي القعدة 1401هـ - الموافق 15-14 سبتمبر 1981م بزيارة أخوية ورسمية للشطر الشمالي من الوطن، وفي جو مفعم بالحماس الشعبي النابع عن روح الوحدوية الكامنة في أعماق الشعب اليمني استقبل الأخ علي ناصر محمد استقبالاً رسمياً وشعبياً عبر عن حرارة روابط ومشاعر الاخاء والوحدة التي تربط بين اليمنيين ووطنهم الغالي اليمن.وانطلاقاً من مبادئ وأهداف ثورتي الشعب اليمني 26سبتمبر و14أكتوبر الخالدتين، ووفاءً لتضحيات الشعب اليمني لشهداء الثورة اليمنية الذين رووا بدمائهم الزكية طريق حرية ووحدة الشعب اليمني عبر مسيرتها النضالية الطويلة طيلة الحكم الإمامي الكهنوتي والاستعماري البغيض، واستجابة للمصالح العليا النبيلة للشعب اليمني باستمرار النضال على طريق إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أرضاً وشعباً بالطرق السلمية والديمقراطية ومواصلة للجهود المخلصة للقيادة السياسية في كلا الشطرين الرامية إلى المتابعة الحريصة والدقيقة للدفع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من خطوات عملية وحدودية، وعملاً بمواثيق الوحدة اليمني التي تم الاتفاق عليها بين قيادتي الشطرين. فقد التقى بمدينة تعز الأخوان / علي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء وعلي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة في الشطر الشمالي من الوطن، وفي جو اخوي مفعم بحب الوطن اليمني والشعور بقداسة المسؤولية الوطنية والولاء الكامل للتراب اليمني،، ولعظم الدور الذي تتحمله القيادتان السياسيتان في شطري الوطن في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الشعب اليمني.وفي إطار هذا الشعور السامي استعرض الرئيسان بحث ما تم التوصل إليه من انجازات وخطوات عملية على طريق إعادة الوحدة اليمنية بطرق سلمية وديمقراطية، وجددا تأكيدهما الحازم على أهمية الالتزام الكامل بضرورة استمرار العمل الجاد والمثابر لتحقيق وحدة الوطن اليمني أرضاً وشعباً ومصيراً وقدراً بما يمكنه من بناء حياته الجديدة وتحقيق تطوره الاقتصادي والاجتماعي المستقل، وإسهامه الفاعل في امن واستقرار ورفاهية شعوب المنطقة. وعبر الرئيسان عن ارتياحهما الكامل للخطوات العملية التي أنجزت والنتائج الايجابية التي تحققت في ظل قيادة الشطرين على طريق إعادة تحقيق الوحدة.كما عبرا عن ارتياحهما الفائق لظهور أنماط جديدة لعلاقات تعاون بناءة بين الشطرين تمثلت في دخول الشركات المشتركة حيز التطبيق والعمل على تنسيق الخطط الاقتصادية بين الشطرين.وتعبر هذه الخطوات عن الرغبة الصادقة للقيادتين السياسيتين والمسؤولين في شطري الوطن في سبيل ترجمة ما تم الاتفاق عليه إلى حقائق عملية ملموسة استشعاراً منهم بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم.وجدد الرئيسان إيمانهما الراسخ بأن هذه الخطوات الوحدوية التي تتم في الوطن اليمني، وفي مختلف المجالات تفتح الطريق واسعاً لبناء دولة اليمن الديمقراطي الموحد في المستقبل.إن الرئيسين في استعراضهما للانجازات التي حققتها اللجان المشتركة قد عبرا عن رضائهما الكامل لهذه الانجازات، وإذ يقدران جهود هذه اللجان وعملها المتفاني فإنهما يحثانها على ضرورة الاستمرار باستكمال مهامها بوتائر أعلى على طريق تنفيذ مواثيق الوحدة إيماناً بأنها تشكل الأساس للعمل الوحدوي، وفي سبيل ذلك فان على اللجان المشتركة ان تضاعف من جهودها في مختلف المجالات حتى تعطي هذه العملية التاريخية بعدها الكامل، وتفرغ إلى انجاز كامل مسؤولياتها بأسرع وقت ممكن، ويثمن الرئيسان تثميناً عالياً ما تم تحقيقه من تعاون مثمر بين شطري الوطن، وتبادل للزيارات بين مختلف المؤسسات الثقافية والفنية والمهنية والرياضية خلال الفترة الماضية، ويعتبران ما تحدثه هذه الزيارات المتبادلة من تفاعلات بناءة عاملاً مهماً على طريق الوحدة، ويدعوان إلى توسيع شبكة الاتصالات في المجالات المختلفة لكي تكون نتائجها ومردوداتها ذات أثر ايجابي وملموس في حياة الناس اليومية.وفي مجرى استعراضهما للتطورات السياسية التي تعتمل في منطقة الجزيرة والخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، فإن الرئيسين قد لاحظا بقلق متزايد منذ لقائهما في صنعاء استمرار تصاعد حدة التوتر في هذه المنطقة الفائقة الحساسية من العالم، إذ انه منذ ذلك الحين فإن هذه المنطقة شهدت وتشهد تطورات في غاية الخطورة والتعقيد تتمثل - تحديداً - في تهديدات قوات التدخل السريع الأمريكية وتشجيع الغطرسة الإسرائيلية ضد الشعوب العربية، وتواجه القواعد العسكرية الأجنبية المعادية، وفي الوقت الذي يؤكدان فيه ضرورة إبقاء هذه المنطقة خالية من القواعد العسكرية والأحلاف الأجنبية المعادية والمشبوهة، فإنهما يدعوان إلى ان تتاح لشعوب هذه المنطقة فرص أفضل لتحقيق التعاون والاستقرار ويشددان على ان امن واستقرار، وتقدم هذه المنطقة هي في المقام الأول مسؤولية شعوبها وحدها، لذلك فإنهما يرفضان كافة أشكال التدخل والتواجد والعدوان العسكري الأجنبي المعادي ضد شعوب المنطقة.ويؤمن الرئيسان بضرورة تشجيع نشوء علاقات تعاون بين دول الجزيرة العربية والخليج قائمة على أسس التعايش السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السيادة الوطنية، وخلق فرص التعاون الخلاق المتسم بروح المنفعة المشتركة، سعياً نحو تحقيق تعاون اشمل في كافة المجالات.وإزاء استعراضهما للوضع المتفاقم في منطقة الشرق الأوسط جدد الرئيسان تأكيدهما لمواقفهما المبدئية والثابتة تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي القائم على أساس ان القضية الفلسطينية هي جوهر ولب هذا النزاع. وان أية حلول لا ترقى إلى مستوى طموحات وأماني الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة وبناء دولته المستقلة، فانه لا يمكن ان يكتب لها النجاح.وجدد الرئيسان إدانتهما القاطعة لاتفاقيتي ((كامب ديفيد)) ومعاهدة الصلح المنفرد الخيانيتين، ومؤامرات الحكم الذاتي التي نجمت عنهما، ويدعوان إلى مواصلة النضال لإسقاط هاتين الاتفاقيتين، وكذا كافة المشاريع التي تستهدف تصفية الثورة الفلسطينية واحتوائها. ويؤكد الرئيسان دعمهما الثابت والمطلق للنضال البطولي الرائع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي الوحيد من اجل تقرير مصيره، وإقامة دولته الوطنية المستقلة على تراب وطنه، وحقه في العودة إلى وطنه، ويدينان الهجمات التي قامت بها إسرائيل مؤخراً على الجنوب اللبناني ومخيمات الفلسطينيين.. ويطالبان الدول العربية وشعوبها وقواها الوطنية الحية إلى اتخاذ موقف عملي شجاع ضد دولة العدو الصهيوني، وأعربا عن دعمهما ومساندتهما للجمهورية العربية السورية باعتبارها قلعة المواجهة الرئيسية مع العدو الصهيوني ولوقوفها في الخندق الأمامي للدفاع عن شرف وأماني وعزة الأمة العربية، ويعلنان عن استمرار مساندتهما للجهود المخلصة لتحقيق التضامن العربي المعادي للصهيونية والاستعمار.. في ضوء قرارات مؤتمرات القمة العربية، وجدد الرئيسان دعمهما لحركة عدم الانحياز باعتبارها عاملاً ايجابياً في العلاقات الدولية المعاصرة، وعنصراً مدعماً للأمن والاستقرار الدوليين في نضالهما ضد الامبريالية والصهيونية والعنصرية.ويؤكدان مساندتهما لنضال الشعوب المكافحة من اجل التحرر والتقدم الاجتماعي المستقل في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وحقها الثابت في التصرف بثرواتها ومناهضة السيطرة الاستعمارية والصهيونية والعنصرية.وندد الجانبان بسياسة التمييز العنصري التي ينتهجها النظام العنصري في جنوب أفريقيا، وارتكاب الجرائم والمذابح ضد شعب جنوب أفريقيا واعتداءاته المتكررة على انجولا وموزنبيق، وطالبا باتخاذ خطوات عملية للقضاء على هذه السياسات والممارسات العنصرية، كما طالبا بضرورة فرض العقوبات الشاملة التي نص عليها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على النظام العنصري في جنوب أفريقيا. وأكد الجانبان دعمهما لنضال شعب ناميبيا بقيادة منظمة ((سوابو)) ممثله الشرعي الوحيد من اجل الحرية والاستقلال.وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء التدهور الخطير في الوضع الدولي وردع سباق التسلح والمساهمة في إيجاد الحلول السياسية للنزاعات بين الدول من اجل تثبيت الأمن والسلم الدوليين.وإذ يعتز الرئيسان بلقاء تعز التاريخي باعتباره امتداداً للقاءات السابقة بين قيادتي الشطرين فإنهما يؤكدان على الأهمية الخاصة للقرارات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في هذا اللقاء، ووضعها موضع التنفيذ العملي والفوري الخلاق سيراً على طريق تحقيق حلم الشعب اليمني الكبير في الوحدة أرضاً وشعباً، وقد وجه الأخ علي ناصر محمد الدعوة لأخيه علي عبدالله صالح إلى زيارة الشطر الجنوبي من الوطن، وقبلت الدعوة على ان تتم الزيارة في اقرب فرصة مناسبة.
نص البيان السياسي المشترك الصادر عن قمة تعز 1981م
أخبار متعلقة