الشخير .. عرض يصيب ملايين الناس حول العالم، مسبباً مشاكل في التنفس، وأضرار أعظمها الوفاة بالاختناق الناتج عن انقطاع التنفس أثناء النوم، وأقلها المشاكل التي تلحق بالحياة الزوجية.وتعد ظاهرة الشخير من الظواهر المنتشرة في عالمنا العربي، وفي جميع أنحاء العالم، وقد جاءت دراسة تشيكية لتؤكد أن الشخير أثناء النوم يمكن أن يدل على وجود مرض السكري لدى الإنسان أو أمراض أخرى، مشيرة إلى أن 40 % من الرجال و25 % من النساء يشخرون.وأشارت الدراسة إلى أن تكرار الشخير يمكن أن يؤدي إلى إصابة الإنسان بالجلطة القلبية وإلى رفع ضغط الدم، ولذلك فإن حدوثه ضمن أعراض حادة، مثل توقف التنفس لبعض الوقت يتطلب مراجعة الطبيب، مشيرة إلى أن 70 % من حالات الشخير تتم لدى الرجال الذين يعانون من زيادة في الوزن وإن أكثر حالات الشخير ضجة هي التي تتم بعد تعاطي الكحول ليلاً.وتوصي الدراسة بإتخاذ خطوات عملية معينة لتجنب الشخير مثل النوم على الجانبين وليس على الظهر وتخفيف الوزن وتنظيف الأنف بقطرات خاصة والحد من التدخين، إضافة إلى اتباع نظام للنوم كالتوجه إلى السرير في وقت محدد من كل ليلة ووضع مخدة عالية نسبياً تحت الرأس وعدم حني الرأس إلى الأمام.[c1]الشخير يسبب العجز الجنسي[/c]إذا كان من الأشياء الشائعة عن الشخير أنه يزعج المحيطين بالشخص النائم، إلا أن الطب الحديث أثبت أن الإزعاج - بل والخطورة - تعود على الشخص الشاخر أولاً؛ حيث يتعرض للعديد من المتاعب سنحاول توضيحها في السطور القادمة ..فقد كشف باحثون من خلال دراسة لهم أن الذين يعانون الشخير يعانون من ضعف الرغبة الجنسية، ومن الضعف الجنسي أكثر من غيرهم، فحوالي 50% من المعانين من اضطراب النوم بسبب الشخير يعانون في ذات الوقت من الضعف الجنسي.وأظهر الباحثون أن الشخير يؤثر على القدرة الجنسية للرجال أكثر مما يؤثر على القدرة الجنسية للنساء، وغالباً ما يعانى الرجال البدناء من الشخير.[c1]ويؤثر على دماغ للأطفال [/c]أكدت دراسة أمريكية حديثة أن شخير الأطفال يؤثر على نمو الدماغ وأدائه لوظائفه، مؤكدة أن الأطفال الذين يعانون من الشخير حصلوا على مستويات أقل من المجموعة الأخرى في جميع الاختبارات التي اجريت، إلا أن نتائجهم كانت ضمن الحد الطبيعي وكانت أهم الأشياء التي انخفضت فيها قدرات الأطفال الذين يعانون من الشخير هي المهارات اللغوية واختبارات الذكاء.أما العلاقة بين الشخير اثناء النوم والنمو النفسي والعقلي فربما تكون بسبب قلة كمية الأكسجين التي يستهلكها الجسم أثناء النوم في حالة الشخير مقارنة بالحالة الطبيعية ما يؤثر على نمو الدماغ وأدائه لوظائفه.[c1]ويرفع الضغط[/c]وتوصلت دراسة حديثة إلى أن الشخير العالي يرفع ضغط الدم ويجعل الإنسان يتقلب بالفراش وهو يغالب النعاس دون أن يتمكن من النوم.وأكد باحثون بريطانيون أن العلاقة بين ضجيج الشخير وأمراض القلب والدورة الدموية أصبحت واضحة، مشيرين إلى أن الشخير لا يزعج الآخرين فحسب، إنما يخرش بلعوم الشاخر ويعرقل مرور الهواء إلى رئتيه.وأشار العلماء إلى أن الدراسة التي أجروها على 140شخصاً تقع منازلهم قرب مطارهيثرو وقرب 3 مطارات رئيسية أخرى بالمملكة المتحدة، حيث تبين لهم أن ارتفاع ضغط دمهم ارتفع في كل مرة سمعوا اصواتاً عالية.وكشفت الدراسة أن انقطاع الهواء في فترات خاطفة متقطعة في الليلة الواحدة عند الشاخر يؤدي إلى زيادة نبض القلب وارتفاع ضغط الدم وتشنج عضلات الجسم، ويترافق ذلك مع انخفاض ملحوظ في أوكسجين الدم، لذلك يزداد شعور الشاخر بالتعب يوماً بعد يوم، ويفقد القدرة على التركيز بالتدريج، ويزداد ميله للكآبة، ويضطرب نبض القلب عندهم ويرتفع ضغط الدم في أوعيتهم الدموية، والنتيجة على المدى البعيد، كما تشير الإحصائيات، هي أمراض القلب والجلطة القلبية والعقم.[c1]أسباب الشخير[/c]يتبادر إلى ذهن الشخص في بادئ الأمر سؤال هام، وهو لماذا يوجد شاخرون بينما يوجد أشخاص يمارسون نومهم بطريقة طبيعية.وفي هذا الصدد، يجيب الدكتور محب وديع الفيزي، زميل كلية أطباء الصدر الأمريكية، واستشاري المستشفيات والمعاهد التعليمية بالقاهرة أن مرض الشخير له أسباب متعددة، فهو موضوع كبير ومتشعب ولكن من الأسباب المشهورة هي السمنة، وقد يؤدي الشخير إلى مرض توقف التنفس أثناء النوم، ويكون الشخص السمين أكثر عرضة للإصابة بالمرض؛ نتيجة ترسب دهون كثيرة في الحلق، وتؤدي إلى غلق مجرى الهواء إلى الصدر فيتوقف النفس عدة مرات في الليل.ومشكلة الشخص الذي يعاني من الشخير أن نومه لا يكون مستقراً، أي ينام ويصحو عدة مرات طوال الليل؛ ولهذا فعندما يستيقظ في اليوم الثاني يكون مرهقا وقلقا، وقد تصاحبه ضربات قلب سريعة أو ارتفاع الضغط، وله مضاعفات كثيرة، أما العلاج الأساسي هو إنقاص الوزن، ويوجد علاج آخر، هو جهاز تنفس يزيد الضغط أثناء النوم يمنع الشخير، ويزيد الضغط أثناء الشهيق والزفير فيمنع غلق أو تذبذب الأنسجة أثناء النوم، ويوجد أيضاً التدخل الجراحي من قبل أطباء الأنف والأذن عن طريق إزالة الأجزاء الزائدة الموجودة في الحلق والبلعوم.[c1]محاولات لعلاج الشخير[/c] ولحل هذه المشكلة، توصل أطباء ألمان إلى علاج فريد من نوعه لظاهرة الشخير التي ترهق الملايين في العالم.وتعتمد الطريقة على وضع اللسان في وضع معين وجعله يسلط ضغطا على منطقة البلعوم والحنجرة ويوقف بالتالي آلية حصول الشخير.وتحدث الأطباء عن لوح بلاستيكي صغير يوضع في الفم ويجعل اللسان يتخذ موقعا خاصا في الفم بعد إطباق الفم وضم الشفتين معا.ويفترض بالطبع أن يتدرب الإنسان على وضع هذا الجسم الغريب في فمه ومن ثم التخلص من الآثار النفسية التي قد تطرأ عن وضعه بين الأسنان خلال فترة التدريب عليه.كما أنتجت شركة عالمية للأبحاث العلمية حبة تتيح لبعض الذين يعانون من الشخير المزمن النوم العميق خلال الليل والتوقف عن إزعاج شريك العمر وعدم إقلاق راحته.وأشارت شركة BTG إلى أن الحبة التى يرمز إليها اختصاراً باسم “BGC20-0166” هى مزيج من دوائين معروفين يؤثران على مناطق معينة فى الدماغ لها علاقة بعضلات مجارى التنفس والهواء.وقد أعطيت الحبة الجديدة لـ 39 شخصاً لمدة 28 يوماً لمعرفة تأثيرها عليهم، حيث تبين بأن 3 من بين 10 ممن تناولوها انخفض لديهم الشخير بنسبة 50 %، مضيفة بأنه لم يكن لها أى آثار جانبيةً.ومن جانبه، أوضح توماس روث مدير مركز أبحاث اضطرابات النوم فى مستشفى هنرى فورد فى ديترويت، أن نتائج هذه الدراسة تظهر أنه بإمكان هذا الدواء خفض الإصابة بالتوقف الفجائى للتنفس خلال النوم لدى بعض المرضى.
انتبه.. الشخير مؤشر على الإصابة بأمراض خطيرة
أخبار متعلقة