واشنطن/متابعات: أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما رسميا نهاية المهام القتالية للجيش الأميركي في العراق، لكنه أكد استمرار الالتزام الأميركي في هذا البلد، ودعا الزعماء العراقيين لتشكيل حكومة بصورة مستعجلة، في وقت قال فيه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي إن بلاده قادرة على توفير الأمن. وقال أوباما في خطاب بالبيت الأبيض إن المهام القتالية في العراق انتهت لكن بلاده لن تنهي التزامها في هذا البلد، وستواصل تقديم السند لشعبه كـ«صديق وشريك»، ودعا العراقيين إلى استثمار انتخابات مارس التي كانت ذات «مصداقية» لتشكيل حكومة على وجه السرعة. وقال إن نهاية المهام القتالية في العراق -حيث لن يتبقى إلا نحو 50 ألف جندي أميركي- سيوفر موارد إضافية لحرب أفغانستان، وامتدح أداء الجنود الأميركيين في حرب تنظيم القاعدة بالخارج، واعتبره أمرا يتفق عليه الأميركيون بكل أطيافهم السياسية. وحدد أوباما أولوية إدارته الآن في إنعاش الاقتصاد، الذي أنهكته الأزمة المالية وحربٌ في العراق كلفت الخزينة الأميركية خلال سبع سنوات أكثر من تريليون دولار، وقتلت من العراقيين نحو مائة ألف مدني على الأقل وفق وكالة رويترز، إضافة إلى أكثر من 4400 قتيل من الجيش الأميركي. وأظهر استطلاع حديث أجرته قناة سي بي أس الأميركية أن 72 % من الأميركيين يعتقدون أن الحرب لم تكن تستحق أن يموت من أجلها أميركيون. وشهد العراق ذروة الاقتتال الطائفي في 2006 و2007، لكن قرار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في 2007 بإرسال مزيد من القوات ساعد في خفض العنف. وعارض حينها أوباما -وكان عضوا بمجلس الشيوخ- إرسال تعزيزات بحجة أنها ستعقد الوضع، وهو موقف ذكّره به الجمهوريون أمس. واتهمه هؤلاء -وبينهم السيناتور جون كورنين وعضو مجلس النواب جون بوهنير- بأنه يحاول الآن استثمار نتائج مقاربةٍ كان في الأمس من معارضيها.وقال أوباما إنه هاتف بوش قبل الخطاب، لكنه لم يذهب إلى حد شكره، وإن ذكّر بأنه على الرغم من اختلافه معه في قضية شن الحرب فإنه «لا أحد يشكّك في دعم الرئيس بوش لجنودنا وفي حبه لبلادنا والتزامها بأمنها». وجاء خطاب أوباما في وقت التقى فيه جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي في بغداد بالمالكي رئيس «ائتلاف دولة القانون»، وبرئيس «القائمة العراقية» إياد علاوي، والرئيس جلال الطالباني، ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي، لحثهم على الإسراع في تشكيل الحكومة. وأكد المالكي أن بلاده قادرة على توفير الأمن، وتحدث عن عراقٍ تربطه علاقات متكافئة بالولايات المتحدة. وما زال العراق بعد ستة أشهر من الانتخابات تسيره حكومة تصريف أعمال بسبب الخلافات على شخصية رئيس الوزراء بين السنة والشيعة وحتى بين الشيعة أنفسهم.