جهود انسانية عظيمة بذلت من قبل المئات من أبناء عدن وفي مقدمتهم شباب مدينة كريتر لاخماد جحيم النيران التي نشبت لتلتهم عمارتين من عمارات منطقة الخساف.وقد تجلت وثبة المواطنين وجهودهم الانقاذية الخيرة لتتمازج مع الجهد الرسمي الممثل برجال المطافئ الاشاوس ومصافي عدن بالاضافة إلى مشاركة سيارات الاطفاء التابعة لصوامع الغلال .وقد انصبت كل الجهود الشعبية والمؤسساتية الحكومية والقطاع الخاص في اطار اخماد النيران وانقاذ حياة المحاصرين بالنيران داخل العمارتين وممتلكاتهم .. وبالفعل عزف الجميع سيمفونية التراحم والتآزر والاخاء والاستبسال في سبيل الآخرين .. يحركهم وازع الضمير غير أن كل هذه الجهود المتوهجة بالمشاعر الطيبة والمفعمة بحماس التضحية لانقاذ أرواح وممتلكات هؤلاء المساكين المحاصرين بالنيران لم تعط جدواها المتوخاة لذا فقد حصل ماحصل .. إنا لله وإنا اليه راجعون .ولعلنا نردد مكلومين بأن هكذا وثبات وجهود خيرة قد افتقرت أصلاً إلى عنصر آساسي وهام الا وهو إتقان إخماد النيران وإنقاذ وإجلاء وإسعاف المحاصرين بالنيران والمصابين . وهي ناصية لاتؤتى ولا تكتسب بمجرد الحماس وحسن النوايا الخيرة بقدر ما تكتسب كحصيلة متقنة يمتهنها الأفراد عبر تلقيهم دورات تدريبية تأهيلية نظرية وتطبيقية تليها دورات تنشيطية تجري بين الفينة والأخرى بغية اكتساب المزيد من المهارات على اللياقة البدنية بل وتطويرها باعتبار أن المهمة تتطلب توافر قدرات معرفية علمية وقدرات جسمانية عضلية.وبديهي ان ايجاد مثل هكذا قدرات تأهيلية وتدريبية تقع على عاتق الجهات الرسمية وفي مقدمتها ادارة الدفاع المدني وكذا منظمات المجتمع المدني الانسانية وفي مقدمتها جمعية الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين.وبتأمل بسيط نجد أن جمعية الهلال الأحمر اليمني بعدن عبر تصريحات رئيسها الاستاذ/ فؤاد محمد عبدالكريم ومديرها التنفيذي الزغلي قد نظمت مئات الدورات الاسعافية والانقاذية والكوارثية حيث لا تمر فترة اسبوعين أو شهر الا ويطلع علينا الاستاذ/ فؤاد أو الزغلي بتصريح اعلامي يبشرنا بتخرج دورة من هذه الدورات وبحسبه بسيطة نجد أن مجموعة من اهلهم الهلال الأحمر بعدن والوقاية من الكوارث بلغ مئات الأفراد مع تأكيدهم بأن هذه الدورات تتم بتمويل من منظمات دولية انسانية ولم نكن ندرك بأن مثل هكذا تصريحات لم تكن سوى استغفال للبني ادميين والا إذا كان ذلك صحيحاً فأين هم كل هذا الكم من المؤهلين فإذا الناس كلها هبت للنجدة والانقاذ فما بال كوادر الهلال المؤهلين ولماذا تمت عملية تأهيلهم اصلاً واذا كانوا متواجدين فعلاً فهل كنا سننام على وسادة مخملية مطمئنين بتصريح فؤاد والزغلي لنصحو على الكارثة التي حدقت بنا لنلتفت يميناً وشمالاً دون أن يكون هنالك أثر لفؤادنا أو الزغلي.
حريق الخساف ومخرجات الهلال الأحمر بعدن
أخبار متعلقة