لا توجد منطقة رمادية بين الوحدة والانفصال فأما أن تكون وحدوياً أو لا تكون، وقديماً قرأنا أن “الكلمة ستظل مجزأة الحرف ركيكة المعنى إذا لم تكن من أجل الشعب” وبتصرف يسير فإن الحروف ذاتها ستبقى متشظية وغير ذات معنى إن لم تكن من أجل الوحدة التي تمثل عقل وضمير وشرف الأمة.أستاذنا الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أصاب كبد الحقيقة عندما عبر عن حبه للوطن بقوله :“ في لساني يمنفي ضميري يمنتحت جلدي تعيش اليمن...”إنها صورة تبين حالة التمازج والالتحام بين الشاعر ووطنه وغير ذلك لن يكون إلا انضماماً بين الإنسان وذاته وهي رسالة توجه لدعاة الردة : إننا نحن اليمنيين لن نكون رقماً صعباً إلا بالوحدة.ما دعاني لكتابة هذا المقال هو التحضير إشهار الهيئة الوطنية للدفاع عن الوحدة في أبين - وقبلها في محافظات أخرى - وهذا ليس غريباً من شعبنا الذي رفع شعار الوحدة أو الموت في 94م وخاض شطرا الوطن سابقاً حربين ضروسين تحت شعار الوحدة أيضاً، لكن الغريب هو سماعنا الأصوات أشبه ما تكون بنعيق الغربان تحاول عرقلة مسيرة الوحدة ونسيت هذه الأصوات النشاز إن الشعب لن يفرط في وحدته ولو دفع في سبيل ذلك حياته.إننا بحاجة إلى ثورة ثالثة نستنفر فيها كل طاقاتنا للذود عن الوحدة وإبعاد “كرات الوحل” التي ألقاها “فتوات العراك” في مجرى نهر الوحدة وحتى نتخلص من الروائح العفنة التي تحاول أن تزكم الأنوف بعد أن استنشقت عبير الوحدة وأريجها الفواح. وهيئات الدفاع عن الوحدة إحدى الوسائل يضاف إليها الإعلام والمدارس والمنتديات والمسابقات الرياضية كل ذلك يجب أن يوظف لإسكات دعاة التشطير والفتنة والمناطقية.ومن على هذا المنبر ندعو إلى استقطاب وجذب شريحة الشباب لعضوية هذه الهيئات ودعمهم عن طريق رعاية مواهبهم فذلك يصب في مصلحة الوحدة والشباب هم عمادها. ومهمة هيئات الدفاع عن الوحدة يجب أن تتسع لتشمل كل الدعوات المنادية بالانفصال أو العودة إلى عهد الإمامة البغيض وتعمل على التصدي لها ومحاربة الفكر السلالي الذي تخطط له عصابة الحوثي في صعدة مستغلة الحرية والديمقراطية اللتين أتاحتهما الوحدة وتحاول بين الحين والآخر النهش في جسد الوحدة لكن المؤكد أن الشعب سيقف بمختلف شرائحه لكل القوى الآثمة بالمرصاد.
إلا الوحدة
أخبار متعلقة