القدس / 14 أكتوبر / رويترز:تعهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالعمل على إحلال السلام في الشرق الأوسط واتصل هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني بعدما أكملت إسرائيل سحب قواتها من قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية ( حماس).وقال مسؤول فلسطيني إن أوباما أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه وحكومته سيعملان من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.وفي وقت لاحق قالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان انه لا يمكن استئناف مباحثات السلام مع إسرائيل إلا إذا التزمت الدولة اليهودية بتجميد شامل لكل الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية العربية وحولها وفي الضفة الغربية المحتلة والتزمت بالتخلي عن كل الأراضي المحتلة التي استولت عليها في حرب 1967 .وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في بيان إنه أطلع أوباما على الوضع في قطاع غزة وأضاف أنه عبر عن أمله في نجاح الجهود التي تبذلها إسرائيل ومصر والولايات المتحدة والدول الأوروبية لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.وأضاف البيان أن اولمرت تعهد بأن «تبذل إسرائيل جهودا لتلبية الحاجات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة وستعمل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية».وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن أوباما اتصل هاتفيا أيضا بالرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الأردن الملك عبد الله وان الرئيس الأمريكي سيشارك بصورة نشطة في جهود السلام.وقال المتحدث روبرت جيبز في بيان «انتهز فرصة يومه الأول في السلطة لينقل تعهده بالمشاركة الفاعلة في مساعي السلام العربية الإسرائيلية من بداية فترة ولايته ولكي يعبر عن الأمل باستمرار التعاون».وتركت إسرائيل قطاع غزة مدمرا بعد هجوم استمر 22 يوما. وأكملت انسحابها من القطاع يوم أمس الأول الأربعاء.وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي «أعدنا الانتشار في جانبنا من الحدود وسنراقب الأحداث من كثب».وأضاف «إذا انتهكت حماس وقف إطلاق النار فإننا بالطبع نحتفظ بحق التصرف لحماية شعبنا».ونتيجة للضغوط الدولية لإنهاء أعنف قتال إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية منذ عدة عقود أعلنت كل من إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار من جانب واحد يوم الأحد الماضي ما مهد الطريق أمام إرسال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة الذي دمر وأصبح الآلاف من سكانه بلا مأوى.وقد تتكلف إعادة الاعمار إذا أمكن بدؤها في ظل مقاطعة الغرب لحماس ما يقرب من ملياري دولار وفقا للتقديرات الفلسطينية والدولية.وتتركز الجهود التي تقودها مصر على التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأجل بين إسرائيل وحماس شتان ما بينه وبين اتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية سعت إليه الولايات المتحدة ووسطاء السلام الدوليون الآخرون.وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والذي يقيم في دمشق إن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في غزة.وأضاف أن هذه المعركة أثبتت أن القوة وحدها لن توفر الأمن لإسرائيل.وتابع أنه ينبغي للدول العربية التي تسعى للمساعدة في إعادة بناء قطاع غزة إعطاء الأموال لزعيم حماس في غزة إسماعيل هنية الذي وصفه برئيس الحكومة الفلسطينية الشرعية وليس للحكومة التي تسيطر عليها فتح في الضفة الغربية المحتلة.وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1300 فلسطيني وتشريد الآلاف. وقال مسؤولون طبيون في غزة إن بين القتلى الفلسطينيين 700 مدني على الأقل.وتقول إسرائيل إن مئات النشطاء قتلوا وأنها وجهت لحماس لطمة قوية وعززت قدرة الردع الإسرائيلية واجتذبت تعهدات دولية بالمساعدة في منع حماس من إعادة بناء ترسانتها الصاروخية.وقتل عشرة جنود إسرائيليون في القتال وثلاثة مدنيون إسرائيليون في هجمات صاروخية عبر الحدود.وقالت صحيفة هاارتس الإسرائيلية في عرض لما قالت انه تفاصيل تحقيق للجيش الإسرائيلي في استخدام جنوده قذائف الفسفور الأبيض في قطاع غزة أن 200 قذيفة من هذا النوع أطلقت خلال القتال من بينها 20 قذيفة أطلقت على منطقة مأهولة في شمال القطاع.وقتل طفلان فلسطينيان وأصيب 14 شخصا بحروق في 17 من يناير كانون الثاني عندما سقطت قذائف إسرائيلية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في منطقة بيت لاهيا حسبما قال مسؤولون طبيون.وطالبت حماس -التي وصفت انسحاب القوات الإسرائيلية بأنه «انتصار للمقاومة الفلسطينية» برفع الحصار الذي شددته إسرائيل على القطاع منذ أن سيطرت الحركة الإسلامية عليه في عام 2007.وقالت إسرائيل في بداية حملتها العسكرية إنها لا تزمع أن يبقى جيشها بصفة دائمة بعد أن انسحب من القطاع في عام 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال.وسحبت إسرائيل معظم قواتها قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما يوم الثلاثاء الماضي في خطوة يرى محللون أنها محاولة لتجنب أي توتر مبكر مع حكومته قد يلقي بظلاله على بداية عهد جديد للتحالف بين الدولتين.وقال مسؤولون غربيون وفلسطينيون إن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة ومنظمات المعونة الأخرى التي تخطط لإعادة بناء القطاع بأنه يتعين عليها تقديم طلب للحصول على موافقة إسرائيل على كل مشروع على حده وتقديم ضمانات لعدم استفادة حماس من أي من المشروعات.وأضاف المسؤولون أن إسرائيل تمنع السلطة الفلسطينية من تحويل أموال إلى قطاع غزة لدفع أجور موظفيها وأموال لغيرهم ممن تضرروا بشدة جراء الحرب.وتهدد هذه القيود بتقويض قدرة حكومة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية على إعادة وجودها في القطاع.وقال مسؤول قريب من المحادثات إن مسؤولين من حماس ومبعوثا من إسرائيل سيعقدون اجتماعات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة يوم الخميس لبحث سبل جعل وقف إطلاق النار طويل الأجل وإعادة فتح المعابر الحدودية.
أخبار متعلقة