الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي يُعاني منها مجتمعنا تكاد تشير الى أنه لم يصل إلى مرحلة البلوغ الاجتماعية، لأن المجتمع غير الناضج اجتماعياً هو الذي يقسو على أفراده ويميز فئة على أخرى لأنه يفتقد إلى تأسيس نظام اجتماعي يضبط إيقاع العلاقة بينهم، كثير من الزوجات يعانين من ظلم الأزواج.. وهو إرث تاريخي يبدو أنه لا يزال هناك من يحافظ عليه!..وإذا كانت المعاملة (الطبقية) التي يمارسها الأجداد باتجاه زوجاتهم يمكن تفهُّمها بالقياس بأوضاعهم الاجتماعية والتعليمية.. فما هو عذر مجتمع القرن الواحد والعشرين بكافة مؤسساته القضائية والتعليمية والإعلامية والحقوقية وهو يعلم بأن هناك زوجات مظلومات ومهدرات الحقوق بظلم بعضه خفي تستره أبواب البيوت!.. وبعضه ظلم ظاهر للعيان تضج به ردهات المحاكم؟!!هناك زوجات (علقهن) الأزواج لأسباب بعضها انتقامية وكيدية!.. وفي الغالب يجد المظلومون أساليب يحاولون من خلالها رفع الظلم عنهم! لكن المرأة يمنعها الحياء والتقاليد الاجتماعية و(سكك) المحاكم الطويلة التي تُعتبر من أطول السكك في العالم!! من محاولة رفع الظلم، وإن حاولت فإنها لا تنجح غالباً، بسبب أن المجتمع حتى الآن لم ينتصر لها وليس لديه من الأساليب ما يستشعر من خلالها مأساتها وشكواها لينصرها على (زوج) علقها وسلب منها إنسانيتها، زوج أسند ظهره إلى جدار نظام اجتماعي بناه الرجل بحسب مواصفاته ليكون على مقاسه أراد أن يكون (لا شريك له) في هذا النظام الاجتماعي!.. بعد الزواج يكون للرجل الحق في إصدار القرارات التعسفية.. فمثلاً يمكنه عند أي خلاف مع زوجته أن يصدر عليها فرماناً يشبه قرارات قرقوش يقضي ب (تعليقها).. وهذا التعليق يتحكم بطول وقصر مدته حتى يشفي غليله، وهو الذي يشرط شروطه وربما طلب ثمناً (مادياً) حتى وإن كان أفضى بعضهما إلى بعض!! مقابل أن يخلي سبيلها من سجنه الاجتماعي الذي يحيلها إلى امرأة مع وقف التنفيذ، لكنه يذهب من يومه ليقتنص امرأة أخرى! .الطلاق الآن أصبح مكرمة تنتظرها كل مساء كثير من النساء المعلقات اللاتي كسرت خواطرهن وأهدرت إنسانيتهن بالرغم من أن القرآن الكريم قال: {أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. المعلقات الساكتات الصابرات المنتظرات لا يجدن لهن حلاً يجبر المتلاعبين لإعادتهن مرة أخرى إلى سماء الحرية، الزواج ليس ملكية أبدية للمرأة تعطي الحق المطلق للرجل في البيع والشراء ليقف حتى القضاة حائرين في مواجهة هذا الأمر. كثير من القضايا عجزت الوساطات وحب الخشوم عن أن يتكرم السيد على (مملوكته) برمي الطلاق! الطلاق بالنسبة له يعني أن زوجته التي ربما كانت أماً لأولاده تتمكن من أن تعيش حياتها فوق سطح الأرض لتتنفس الحرية.. لكن الانتقام أو حب الأذى هو سيد الموقف. كان الله في عون المرأة التي لا تنال حريتها بنظام يستطيع أن يؤطِّر مثل هذه العلاقة المقدسة التي تبدأ بالتوافق والرضا.. وتنتهي أحياناً بالقهر والألم وانتظار الفرج!.. ما أبشع أن يقوم الإنسان بظلم أخيه الإنسان؟! [c1]* كاتب ومؤلف مسرحي سعودي[/c]
|
فكر
ظلم المرأة!!
أخبار متعلقة