الكوكايين من المخدرات التي باتت تنتشر في اماكن مختلفة من العالم وعلى الرغم من انه من العقاقير القديمة التي عرفها الانسان منذ الازل الا ان الاهتمام الحديث يعود الى الثمن الخيالي لهذا السم الابيض الذي اصبح يغزو الارض ويغري عصابات وتجار المخدرات والمهربين على تهريبه وترويجه.ان الكاكويين مخدر فائق القوة يمكنه ان يحدث تغيراً واضحاً للشخص الذي يتعاطاه اي في حالته النفسية وفي وظائف واعضاء جسمه وهو بطبيعة الحال تغيير وتأثير الى الاسواء.ان الكوكايين يسبب زيادة في سرعة التنفس وسرعة النبض وعدم انتظام دقات القلب وانقباض الاوعية الدموية وانكماشها وارتفاع ضغط الدم وارتفاعاً في درجةحرارة الجسم وتصبب العرق واتساع انسان العين »البؤلؤ« وانبساطه وتمدده وارتعاش اليدين ورجفة في الساقين.. ونظراً لان مفعول هذه السموم قصير الاجل فان تعاطي المخدر يتكرر عدة مرات في اليوم الواحد وقد تصل كمية الكوكايين التي يتعاطاها الفرد الى عشرة جرامات في اليوم الواحد.وجرعة الكوكايين المميتة اي التي تؤدي الى الموت هي »جرام وربع الجرام تقريباً« من المخدر وذلك اذا تم تعاطي الكمية دفعة واحدة والموت في هذه الحالة يرجع سببه الى القصور الشديد في عملية التنفس.وغالباً ما يؤدي تعاطي كميات كبيرة من الكوكايين الى القلق والهلوسة والارق والى الشعور الكاذب بالقوة والتفوق وان هذا الشعور بالقوة وهذه الهلوسات الحسية والسمعية والبصرية التي يؤدي اليها الافراط في تعاطي الكوكايين تكون نتيجتها ان يصاب المتعاطون لهذا السم وخاصة من يتعاطونه عن طريق الحقن بمرض عليه اسم مرض »العظمة الكاذبة«.. فالمُدمن يصبح غير اجتماعي ويشكل خطراً كبيراً على من حوله وعلى المجتمع الذي يعيش فيه ويتواجد في ارجائه.كما ان قدرته تختل في الحكم على الاشياء ويتغير ادراكه الحسي تغيراً سريعاً الى الاسواء.ان الكوكايين عقار شديد السمية وخاصة على المخ الذي يصبح من تأثير هذا السم مزدحماً بالاوهام فينشأ لديه شعور بان الحشرات تزحف على جسمه وبان الناس يتحدثون عنه وبانه مراقب من الجميع وان هناك عيوناً ترصد حركاته وتتعقب خطواته بل يعتقد ان هناك من يدبر لقتله.ان المتعاطي للعقار يفقد الحساسية في فراغ الفم لدى تناوله مباشرة لمادة »الكوكايين« وغالباً يشعر بان لسانه غير موجود ويتبع ذلك إحساس بدفء الجسم كله ومن ثم إحساس بدرجة عالية من الإثارة كما يشعر المتعاطي بانه قوي مبتهج يمكنه ان يقوم بأي عمل وان يفعل اي شيء ويتقلص شعوره كما ينتابه شعور بالقوة والغنى.وذها الاحساس بالابتهاج والفرحة يستمر من حوالي خمسة واربعين دقيقة الى ساعتين تبعاً لنوعية الكوكايين الذي يتم تعاطيه وعندما ينتهي مفعول ذلك المخدر تبدأ آثار الهبوط والكأبة والتعب والانقباض النفسي في الظهور على المتعاطي ويسبب الصداع والشعور بعدم الراحة في رغبة قوية في الصعود مرة اخرى الى قمة البهجة.ان معالجة التسمم بالكوكايين تتم على اساس وصف العلاج المناسب لحالة المريض.. فالقلق الزائد من تأثير تعاطي العقار يمكن علاجه من خلال اعطاء المريض المهدئات واما في حالة تعاطي الجرعات الزائدة ما قد تسببه في آثار قاسية ومؤلمة وضيق شديد في التنفس عندها يجب معالجة المريض في المستشفى الخاصة لمعالجة الادمان من المخدرات بمختلف انواعها مع العناية المركزة من ناحية التنفس وبعد الانتهاء من العلاج العضوي يأتي فيما بعد العلاج النفسي الذي يلعب دوراً كبيراً في شفاء المُدمن وفي رسم أمل جديد له مع الحياة.
الكوكايين والطريق إلى الموت
أخبار متعلقة