لدى افتتاح ملتقى الحوار ومركز دراسات اللغة الألمانية في عدن:
أثناء الحفل
لقاءات / إبتسام العسيري :احتفل البيت الثقافي الألماني مساء الأربعاء الماضي في عدن بافتتاح ملتقى الحوار ومركز دراسة اللغة الألمانية ، تأصيلا لروح العلاقة الثقافية بين اليمن وألمانيا وتعزيزا لنشر وتلاقح الثقافات والاختلاط بالآخر، كما أن العلاقة بين اليمن وألمانيا مرتبطة تاريخيا بالاتحاد الذي ربط بين الألمانيتين والذي تزامن مع الوحدة اليمنية التي أعادت لليمن شمالا وجنوبا هوية الإنسان اليمني أرضا وشعبا..ومن منطلق حال عالمنا المتغير تعتبر اللغة الأداة الرئيسية لتفعيل التواصل والاتصال بين الدول افتتح البيت الألماني الثقافي مركز دراسة اللغة الألمانية في مدينة عدن إيمانا منه بأهمية تنمية مهارات ساكني عدن في اللغة الألمانية وعلومها وآدابها وإطلاعهم على روح الحياة الثقافية الألمانية ، وكذا ملتقى الحوار الألماني الذي يعد مشروعا خاصا بمعهد جوته الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط مستعرضين ضمنه معرضا خاصا بمجلة فكر وفن التي تعد من اعرق المجلات الألمانية والمترجمة إلى أكثر من لغة من ضمنها العربية .. وفي حفل الافتتاح الذي تم مساء الأربعاء الماضي تحدث عدد من الحضور من الجانبين الألماني واليمني لصحيفة (14اكتوبر ) فإلى ما جاء في أحاديثهم .
جانب من الحضور
من حق سكان عدن الحضور إلى البيت الثقافي الألماني في البدء عبر السفير الألماني في اليمن السيد ميشائيل كلور بيرشتولد عن سروره بتفعيل الأنشطة الثقافية للبيت الثقافي في عدن قائلا “ إن البيت الثقافي الألماني يقدم حاليا عروضا تتمثل في دورات في اللغة الألمانية بالإضافة إلى برنامج ثقافي واسع يتضمن معلومات ثقافية عن ألمانيا ، وبموجب ملتقى الحوار الذي تم افتتاحه في عدن سيكون من حق سكان عدن الحضور إلى البيت الثقافي للقراءة والاطلاع على الكتب والمجلات والصحف الألمانية وكذا الإنترنت ، موضحا بأن هذا الملتقى سيفتح قنوات التواصل بين الشباب المهتمين بالثقافة الألمانية ودراسة اللغة الألمانية . وقال السيد ميشائيل “ إننا ننظر إلى التعليم على أنه ركيزة هامة لتطوير اليمن وتنميتها ، مشيرا إلى أن التعليم يعتبر احد أهم المحاور للتعاون بين المانيا واليمن ، وهذا التعاون في إطار التعليم لا يعد سوى جزء بسيط من حجم التعاون بين ألمانيا واليمن” .
السيد جيدو تسيبش مدير البيت الألماني في اليمن
وأكد السفير” انه من خلال الوكالة الألمانية للتعاون الفني G T Z “ “ ، وبنك إعادة الإعمار K F W بإلاضافة إلى المؤسسة الألمانية للتنمية D A D ، تقوم ألمانيا عبر هذه المنظمات بتقديم مساعدات لليمن في المجال التعليمي والصحي والمياه موضحا أن الهدف الأساسي من هذه المساعدات هو المساهمة في تحقيق الحياة الرغيدة والاستقرار لليمن “ ولفت إلى أن كلفة المساهمات المالية التي قدمتها ألمانيا لليمن بلغت “ مليارا ونصف ملياردولار أمريكي موضحا “ أن محتوى ملتقى الحوار من خلال المعرض يذكرنا بجدار برلين الذي يعكس تجربة التجزئة وأضرارها على الأرض والإنسان “ مشيرا إلى أن سقوط جدار برلين يعد مثالا جيدا على عدم إمكانية تجزئة البشر “ موضحا بأن ذات المثال ينطبق على كل الجدران في العالم “ . مكتبة صغيرة تضم كتبا وأفلاما بالألمانية وقالت السيدة أوتيل رايما مسئولة الملتقى في الشرق الأوسط ومسؤولة قسم المعلومات والمكتبات في معهد جوته “ إن الملتقى تم بموجب ورقة من البيت الألماني “ منوهة بأننا سنقدم لساكني عدن مكتبة صغيرة تضم كتبا وأفلاما للإسهام في تعلم اللغة الألمانية و تبادل المعلومات والمعارف حول مختلف العلوم الحديثة ما من شأنه تطور المجتمع وتنميته .
السفير الألماني في اليمن السيد ميشائيل كلور بيرشتولد
(فكر وفن) مجلة ألمانية ذات تاريخ عريق وعرض السيد جيدو تسيبش مدير البيت الألماني في اليمن نبذة مختصرة عن الملتقى قائلا “ يعد هذا الملتقى هو الحادي عشر ضمن القائمة مع انه تم تأسيس 13 ملتقى للحوار على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط وقد قمنا بالتحضير له في عدن بين عامي 2009-2008 م “ مؤكدا “ أن البيت الألماني سيعمل على تعزيز الملتقى وسيسهم في نشر الثقافة الألمانية في اليمن “ واستعرض السيد تسبيش نبذة عن مجلة ( فكر وفن) و محتوى معرض الصور الذي تم في الافتتاح قائلا “ من خلال هذا الملتقى قدمنا صور لمجلة( فكر وفن) الألمانية ذات التاريخ العريق ، مشيرا بأن هذه المجلة بدأت في الصدور عام 1963 م والآن وصل عددها التسعين موضحا بأنها مجلة تهتم بالشئون الشرق أوسطية العربية “ .
الدكتور حسين باسلامة عميد كلية الآداب في عدن
قسم للدراسات واللغة الألمانية في آداب عدن وأشار الدكتور حسين باسلامة عميد كلية الآداب في عدن إلى أن “ الملتقى يعتبر خطوة على طريق تعزيز العلاقات اليمنية والعربية منوها بأنه سوف تليها خطوات على طريق تطوير هذه العلاقة تتمثل في جملة من الفعاليات التي يتبناها البيت الألماني . وأكد باسلامة “ بأنها تعد تجربة رائدة أثبتت حضورها الفعال في إثراء الحياة الثقافية اليمنية الألمانية ، وتجسد ذلك في طبيعة الحوارات واللقاءات التي تتم بين مفكرين وأساتذة ألمان ويمنيين ، لافتا “ إلى أنها فرصة متاحة لمن يرغب في تعلم اللغة الألمانية “ .. وأشار الدكتور باسلامة إلى أن “ كلية الآداب تضم قسم للدراسات واللغة الألمانية أثبت حضورا متميزا ، ويحظى برعاية خاصة من قبل رئيس جامعة عدن كونه قسما ناشئا دلف العام الثاني من عمره هذا العام ، مشيرا إلى تطلعه بأن يكون هذا القسم قسما بحثيا وعلميا وثقافيا إلى جانب كونه أكاديمي “ يطل الدارسون فيه على الثقافة الألمانية ويتعرفون على ملامح الحياة الألمانية بصورة عامة على طريق تعزيز الحوار الثقافي اليمني العربي الألماني الأوروبي ، مشيرا إلى أن الملتقى فرصة للحوار والتقارب مع الآخر بدلا من التخاصم والتنافر” موضحا أنه كلما اقتربنا من بعضنا البعض عرفنا أنفسنا وتعرفنا على ما يريده الآخر “ لافتا إلى أن الجميع يسجلون مواقف وهم بعيدون عن بعضهم البعض وهذه مشكلة العقل السياسي العربي كما هو الحال في العقل السياسي الأوروبي “ وقال “ كلما اقتربنا من بعضنا البعض تكون مواقفنا أكثر التصاقا بالواقع الحقيقي التي تسجلها رؤانا ومواقفنا “ . وأشار عبد الله الضراسي (صحفي) إلى أن “ المشهد الثقافي الألماني قدم قامات أمثال جوته وشولر وهي ثقافة إنسانية موضحا بأن اليمن وألمانية مرتبطان بقواسم كثيرة مشتركة أهمها التوقيت المتزامن للوحدة اليمنية والوحدة الألمانية اللتين ستدخلان عامهما العشرين “. فيما عبر مظهر عبد الحبيب شمسان فنان تشكيلي “ بأن مثل هذه الملتقيات تعد ظاهرة ثقافية وفنية لساكني عدن واليمن بشكل عام موضحا “ بأن معرض الصور الذي شمله الملتقى احتوى ما يعكس صورة ألمانيا “ . ختاما إن تفعيل لغات الآخر في مجتمعنا اليمني يعد ظاهرة رائعة تتجه باليمن نحو إكتساب المهارات والمعارف المختلفة التي من شأنها أن ترتقي بيمننا نحو آفاق مستقبل أكثر انفتاحا على متغيرات العصر..