قسم أمراض السرطان في مستشفى الوحدة محافظة عدن ( 14 اكتوبر ) :
طفل ينتظر المعونة
عدن/ أمل حزام مدحجي - تصوير/ جان عبد الحميد[c1]ناقوس الألم [/c]نظرات بريئة وجسم هزيل وعيون غائرة وصيحات ألم وأنين وإرهاق مزمن يلازمُ هؤلاء الأطفال الأبرياء رغماً عنهم، فقد شاء القدر أن يصابوا بمرض ((السرطان)) وهنا أردت اليوم أنْ أقرع في نفوس كل المواطنين والإنسانية ناقوس الحزن الذي يتملك هذه الأسرة والأطباء والممرضين في فقدان الأمل بمكافحة السرطان في تخفيف الآلام عن أطفالهم المرضى في ظل هذه الظروف التي يعاني منه مستشفى الوحدة في محافظة عدن قسم وحدة أورام سرطان الأطفال.[c1]20حالة يومياً[/c]وقال الدكتور / جمال زين رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في حديثه .. إننا نناشد فخامة رئيس الجمهورية بكل دمعة أم وأنّين أب ودمعة قريب وحسرة طبيب ودعوة مريض وأمنية حبيب أن تسارعوا في دعم هذه الوحدة بالأدوية من أجل إعطاء هؤلاء الأطفال الأبرياء فرصة للعيش الكريم وأمان وعدم السماح لهم أن يموتوا وحيدين وبآلام عسيرة في بيوتهم. ولدى نرجو إعادة تأهيل وترميم قسم وحدة أورام سرطان الأطفال في مستشفى كما بمحافظة عدن ، وفي تصريح خاص لصحيفة ((14 أكتوبر)) أكد رئيس قسم وحدة أورام سرطان الأطفال أنّ هذه الوحدة تستقبل المرضى من مختلف المحافظات المجاورة وإلى جانب محافظة عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوة، حضرموت وتعز وبعض المناطق الأخرى .. مؤكداً أنّ عدد المرضى الذين تستقبلهم هذه الوحدة ما يُقارب (20) حالة يومياً وتصلُ إلى (400) حالة شهرياً و(3600 ـ 4600) حالة سنوياً.
دواء السرطان الباهظ الثمن
وأشار إلى أنّ أمام هذا العدد الكبير الذي يتوافد يومياً نقف مكتوفي الأيدي لمساعدتهم وتخفيف الأعباء على الأهل والأقارب لمرضى السرطان في إعادة تأهيل الوحدة في مبناها الجديد بالمستشفى مفيداً أنّ بناية مستشفى خاصة لأطفال السرطان سيأخذ وقتٍ وخلال هذا الوقت يموتون العديد من الأطفال، مشيراً إلى أنّ هناك بنايةً كبيرة خلف المستشفى تابعة لمستشفى الوحدة يمكن أن تستخدم بعد الترميم وتجهيزها بما يلزم ليستطيعون هؤلاء المرضى تعاطي العلاج إلى أن تبنى هذه المستشفى الخاصة بالسرطان للأطفال. وأضاف أنّ القسم الحالي في حالةٍ يُرثى له فالمكيفات عاطلة والجدران في حالة فظيعة والأسرة قديمة والأحواض لا وجود لها والحمامات بحاجةٍ إلى الترميم وإعادة التأهيل مشيراً أن مرضى السرطان بحاجة للمكيف بسبب ما يعانون من الآلام فهذا مساعد لتخفيف آلامهم اليومية.وقال في سياق تصريحه : إنّ الطفل المريض الذي يُعاني من السرطان بحاجةٍ إلى عناية خاصة ومكثفة ووجود الاختصاصيين طوال الوقت بقرب المريض مع الممرضين شي ضروري لمتابعة الحالة، ونحن حالياً لا نملك الطاقم المؤهل والظروف المهيأة لهذه العملية مفيدا أنّ الأطباء الاختصاصيين موجودين ولكن بعدد قليل الممرضون فهم بحاجةٍ إلى التدريب والتأهيل، فالطفل المريض بالسرطان يُعاني من الآلام يجب التعامل معها بطريقة خاصة موكدا أن هذا المرض ينتشر في العظام وخلايا السرطان تؤكل خلايا العظام الطبيعي مما يؤدي بشعور المريض بالآلام شديدة والى جانب ذلك يعاني المريض نقص كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية والتي تؤدي إلى نزيف حادٍ ونقصٍ في المناعة وإصابة المريض بالتهابات في الجهاز التنفسي وأعضاء أخرى من الجسم أيضا تتأثر ولدى العناية بهذا المريض يتطلب جهدا جبار.. مؤكداً أنّ الأسباب المساعدة في انتشار هذا المرض من ناحتين البيئية والجينات. وأفاد أنّ الناحية البيئية مختلفة منها بسبب استخدام بعض المواد الكيماوية الحافظة للمأكولات أو رش الخضراوات والفواكه بالمبيدات الحشرية .. مؤكداً أنّ هنا عدداً كبيراً من المبيدات غير مصرح لهم استعمالها على الرغم من ذلك يتم استعمالها ويعرضوا عدد كبير من المواطنين للخطر. مشيراً إلى أنّ هناك العديد من الدراسات العالمية التي تصنف بعض من أنواع المواد الغذائية التي تساعد على ظهور السرطان منها الفول السوداني والإفراط في الأكل والشحوم الحيوانية والبطاطس المقلية، وبالذات عندما ترتفع درجة حرارة الزيت أثناء القلي أو إعادة استخدام الزيت المقلي عدة مرات. وأضاف إلى جانب ذلك التعرض لأشعة الشمس فوق الحمراء وأي أنواع أخرى من الإشعاعات العلاجية أو التشخيصية بشكل مفرط وغيرها من الأمراض الخلقية التي تساعد على ظهور أمراض السرطان، أيضاً بعض الفيروسات التي تساعد على انتشار المرض منها فيروس الكبد البائي وغيرها التي تصيب الغدد الليمفاوية.. والمناطق التي تكون موبوءة بالملا ريا ومخلفات النفط ومخلفات المواد الكيماوية والإشعاعية التي ترمى في البحار وأماكن مختلفة أخرى ما يتعرض فيها الأطفال إلى الإصابة بهذا المرض الخطير والمميت.[c1]ثمن الحقنة 20ألف ريال[/c]
خوف وبكاء
وفي سياق حديثه أشار الدكتور جمال إلى أنّ معالجة مريض بالسرطان تستمر مدة ثلاث سنوات وقت العلاج المحدد وبالذات سرطان الدم .. مشيراً إلى أنّ الأدوية المساعدة لرفع مناعة أمراض السرطان قد تكلف (عشرين ألف ريال) للحقنة الواحدة والمريض يحتاج إلى خمس أو سبع حقن في الأسبوع في المرحلة الأولى و إلى جانب ذلك العلاجات الأساسية التي تصل إلى (مائة وخمسين ألف ريال) أيضاً والجملة (300 ألف ريال) لعلاج المريض الواحد خلال شهر فقط و إلى جانب ذلك نقل الدم ورسوم النقل والفحوصات الأخرى اللازمة وغيرها من الاحتياجات الأخرى منها التغذية السليمة. [c1]يموتون من الألم[/c] أوضح الدكتور جمال إلى أنّ إدارة المستشفى تغطي 50 % من هذه القيمة، واضافة إلى الظروف المالية والتي تُعاني منها الأسر في العلاج مريض السرطان يسبب رغما عنه أزمة نفسية ومادية لأهله وأقاربه ويقضي على مدخرات الأسرة، وما بالكم لو كانت الأسرة فقيرة معتمدة على دخل الوالد فقط. والى جانب ذلك أشار الدكتور جمال مشكلة السكن للأهل صعوبة وبقاء الأهل في مدينة عدن للعلاج مدة ثلاثة أشهر يصبح عبئاً على الأسر سوى في الفنادق أو بيوت الأهل أم في الشارع، مؤكداً أنّ أهل الخير يدعمون لمساعدة المرضى في توفير بعض الأدوية، ولكن هذا لا يكفي، فما زال العديد من المرضى يتوقفون عن العلاج ويرجعون إلى بيوتهم ضاربين كفاً بكف لا حولَ لهم ولا قوة وينتظرون موت أطفالهم في ظروف صعبة بعيدة عن الإنسانية، فالآلام التي يشعر بها مريض السرطان لا ترحم وأحياناً يموتون فقط من الألم. فهل لكم أن تساعدوا هؤلاء الأبرياء لتلقي العلاج تخفيف الآلام. العيش بسلام إلى آخر لحظة. فهذه هي مسؤوليتنا أمام الله والمجتمع وهذا الطفل البريء. [c1]العلاج في صنعاء مجاني وفي عدن غير مجاني[/c]وأثناء تجوالنا في المستشفى كان لنا لقاء مع الأخ / علي عبده عبدا لله من محافظة لحج ولي أمر أحد الأطفال المصابين بمرض سرطان الدم فقال :ظهرت العوارض لابني في عام 2005م في تواصل مستمر حتى يومنا هذا، وأنا عاطل عن العمل، وهناك دعم من بعض أهل الخير، لكنه لايكفي اذا ان سعر الدواء في السعر من (ستة عشرة ألف ريال) ماركة هندي، والسويسري الممتاز بواحد وعشرين ألف ريال، وهذه تسعيرة فوق طاقتنا. وأضاف أنّ هناك بعضاً من التحسن طرأعلى لولده بالتدريج لأنه مواظب في علاجه، ودعا الجهات الحكومية وغير الحكومية بتوفير الدعم اللازم لإنقاذ أولادنا من الهلاك والموت المحقق عن طريق توفير الأدوية اللازمة والضرورية لمركز سرطان الدم بمستشفى الوحدة. أما بخصوص الموضوع الخاص بالدم هناك أطفال محتاجين يومياً للدم وكل مرة يدفع كلفة الفحص (ألف وخمسمائة ريال)، بالإضافة إلى إحضار المتبرعين مشيرا أن المريض الواحد قد يحتاج إلى أكثر من خمس بالونات للدم في الأسبوع الواحد، ويختلف من مريض إلى آخر. وفي هذا الصدد قال الأخ / عبدا لرحمن خالد عوض مقيم في السعودية في صف سادس في أواخر رمضان شعرت بألمٍ في رأسي وصداع مستمر واحمرار في العيون، وتوقفت عن الدراسة وعملت فحوصات وظهرت الفحوصات أن عندي أنيميا حادة تم تحول إلى سرطان بظهور هذا الورم على راسي ونزلت إلى اليمن للعلاج، لي شهر ونصف. وقال خالد عوض علي أعمل في السعودية سائق نزلت للمعالجة في اليمن لمعالجة ابني في صنعاء والدكتور حولني إلى عدن لأنّ الجو في صنعاء لا يناسب ابني، وفي صنعاء العلاج متوافر مجاناً أما هنا في عدن أعاني كثيراً، لأنّ العلاج هنا بفلوس وليس مجاناً ولهذا أشعر بمعاناة شديدة وأنا أعيش في لوكندة وأتنقل بين المعارف، فالحالة صعبة والله كريم.. المهم ابني.. بالحقيقة يجب توفير وحدة خاصة للسرطان لمساعدة المرضى والأهل في تخفيف العبء عليهم .