سقوط ستة شهداء ومصرع جندي إسرائيلي
فلسطين المحتلة/وكالات:أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "المجزرة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة وأسفرت حتى عصر أمس عن سقوط ستة شهداء وإصابة نحو 50 آخرين بينهم نساء وأطفال ومقتل جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات مع رجال المقاومة الفلسطينية في المدينة.وطالب بيان للرئاسة الفلسطينية حكومة الاحتلال بوقف جميع أعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني فورا.كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف هذه الاعتداءات منعا لتدهور الأوضاع في المنطقة.كما تعقد الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية اجتماعا في غزة لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير. وفرضت قوات الاحتلال حظر تجول كاملا على بيت حانون قد يستمر أياما عدة، وعزلت المدينة عن محيطها وتقوم بعمليات قرب المقبرة وتحاصر المستشفى، فيما تمركز عدد من القناصة على أسطح المنازل بعد احتلالها. ويسمع أصوات اشتباكات بين المقاومة وجنود الاحتلال بين الحين والآخر في المدينة. من جهتها أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤوليتها عن مقتل الجندي الإسرائيلي، كما أعلنت استشهاد اثنين من عناصرها هما حسام أبو هريبد وأحمد سعدات في بيت حانون خلال اشتباك مع قوات الاحتلال. وفي بيان أشارت كتائب القسام إلى أن عناصرها تمكنوا من إصابة جرافة إسرائيلية بعبوة ناسفة خلال الاشتباكات، وحذر البيان الإسرائيليين من التمادي في "هذه الجرائم".وبسقوط الشهداء يرتفع عدد الفلسطينيين الذي سقطوا بنيران الاحتلال في غزة منذ أمس الاول إلى 9 شهداء.وفي ما يبدو تمهيدا لعملية موسعة، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية أيضا إلى الحدود الجنوبية للقطاع، حيث أجبر الفلسطينيون في محيط معبر رفح على إخلاء منازلهم. وقد توغل عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية تحت غطاء جوي من المقاتلات الحربية وسط إطلاق نيران مكثف في منطقة الشوكة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة الليلة قبل الماضية.وقال شهود عيان إن أحد العسكريين الإسرائيليين دخل على موجة محطات إذاعية محلية ليدعو الفلسطينيين إلى مغادرة منطقة رفح قرب الحدود مع مصر.ويأتي التصعيد العسكري في قطاع غزة، متزامنا مع مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس ورئيس الأركان دان حالوتس على مخططات جديدة لتوسيع نطاق عمليات الاحتلال في قطاع غزة. إلا أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة أنهت اجتماعها أمس دون اتخاذ قرار بتوسيع العلميات العسكرية في قطاع غزة.في غضون ذلك وصل إلى القاهرة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار في وقت يزورها فيه وفد من حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة عماد العلمي المقيم في دمشق.وسيشارك الزهار في المحادثات التي يجريها وفد الحركة في القاهرة حول قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى جماعات مسلحة قريبة من حماس منذ 25 حزيران الماضي.وفي السياق نفسه قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إن وفد الحركة الموجود في القاهرة سيجري محادثات مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان تتناول أيضا تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.وينص مشروع اتفاق تسعى مصر للتوسط فيه على إطلاق سراح خمسمائة أسير فلسطيني عند تسليم الجندي إلى السلطات المصرية تليهم دفعة جديدة بعد عودته إلى إسرائيل. في تطور آخر قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن المبادرة السعودية من أجل السلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون "أساسا للمفاوضات" ,في إشارة إلى إمكانية تجدد المفاوضات مع الفلسطينيين. لكن عمير بيريتس نفى في مؤتمر أكاديمي بجامعة تل أبيب أن يكون ذلك تبنيا للخطة السعودية من قبل إسرائيل. وتدعو المبادرة السعودية إلى سلام شامل بين إسرائيل والدول العربية يرتكز على انسحاب كامل من جميع الأراضي المحتلة منذ عام 1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والجولان). التصعيد في غزة تزامن مع اجتياحات في الضفة الغربية، فقد اقتحمت قوات الاحتلال صباح أمس مدينة طولكرم ومخيمها بالضفة الغربية.وتمركزت تلك القوات في الحي الشرقي ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي واعتقلت اثنين من كوادر كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). فيما رشق شبان جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة دون ورود تقارير عن وقوع إصابات. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية فجر أمس وسط إطلاق نار كثيف ودهمت العديد من المنازل في حي الهدف غربي المخيم وفتشتها واعتقلت مواطنين واقتادتهما مكبلين إلى جهة مجهولة.