من وحي زيارة صحيفة (14 أكتوبر) وبعثة الاعلام والبرلمان الى مناطق القتال في صعدة
ذويزن مخشففي لحظة يتطلع فيها الانسان الى الشعور "بالسعادة والطمأنينة" لينهي بها يوما من العناء الشاق حين يخلد مع سكون الليل مستريحا لابد أن تكون هذه الاحلام مستقرة على الحياة الطبيعية ترنو لغد أفضل عندما يستتب الامن ويسود التسامح والمحبة والإخاء ليستقر كل شيء جميل فهذه الحياة الطبيعية الهادئة فقط مايعكر صفوها اوما يزعجها هو صدى ضوضاء البشر وشاحنات النقل لكن الإنسان بطبعه اصبح لم يعد يأبه إطلاقا بما يحوم حوله من اضطرابات عادية طالما روح الحياة تدب من جديد في قريته أو في عالمه أو في أي مكان ما من هذا الكون.. هكذا ظهر الوضع باديا على المواطنون وأهالي محافظة صعدة كافة سواء من يعيشوا في المدينة التاريخية أو في البلدات والقرى المتباعدة الأطراف سعداء بإزالة نار فتنة (الحرب) إنهم يفكرون الان بالأمن والاستقرار وبالحياة الرغيدة لاجل بناء مستقبل مشرق.. عاد البشر هناك في (صعدة) ينعمون بدفء الأمن والاستقرار عادوا يفرحون ويغنون ويطربون بإنتهاء مرحلة فجرت آلاما وحزنا وجرحا سيندمل بمرور السنين نتيجة عاصفة مزقت بالحياة طالت الأخضر واليابس وطالت البشر والجبال والطير والحيوان والمساكن العامة والخدمات وهدمت البنى التحتية ذلك هو من مأساة وشرارة "الحرب".. لا تأتي الحرب التي تلفظ باللغة الإنجليزية بثلاثة أحرف هي (WAR) هكذا دون مقدمات فهي بالطبع نتاج لنزاع بين طرفين او أطرافا عدة لم يتفقا قبل إندلاع المواجهات المسلحة بينهما على الحل السلمي ولكن كان الحل البارود, وسقوط قتلى, شعلة من النيران والدمار المحدق فوق رؤوس الجميع.في فتنة (صعدة) تسبب احد المواطنين المارقين هناك بإشعال فتيل الحرب .. فهل هذا المواطن من حقه عصيان القانون والنظام (لا) وايضا ليس من حقه التنكرعلى شرعية الدولة وكيان نظامها الدستوري والجمهوري.. ليس لهذا المواطن الحق ابدا بإشعال نار الفتنة بين اخوته في الوطن الواحد.. ماهو مسلم به كحق لهذا المواطن عند فعل "هذيانه المتأجج بالغضب" من الدولة "الإلتزام بأسس ومبادئ تلتزم بسيادة القانون" وفي هذا الشيء عليه أن لايصطدم مع القائمين على تنفيذه.. من حق المواطن اللجوء الى التعبيرعن احتياجاته ومتطلباته بطرق سلمية معاصرة طبقا لقنوات شرعية مسموحة يؤكد فيها احترامه الشديد وانصياعه لدولة النظام الجمهوري والدستوري لدولة انتمائه لها ليس اختيارا منه فقط وانما من شعب آمن بدولة اسمها "الجمهورية اليمنية" فهي الموطن الذي يعزز انسانيته واهميته في الحياة "شكلا وموضوعا".[c1]استغاثة متقدمة[/c]بعدما زرت محافظة صعدة ضمن وفد صحفي مثل مختلف وسائل الاعلام المحلية والخارجية في مرافقته البعثة البرلمانية المكونة من 70 عضوا برلمانيا يمثلون مختلف الانتماءات السياسية والحزبية تقدم موكبهم رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني وتجولنا معا في جميع مناطق محافظة صعدة البالغ عددها (15) مديرية تعرفت حقيقة عن ما استدعاء نشوب حربا ظلت قرابة العامين بين قوات الجيش "وفئة ظالة" إن صح التعبير سيطرت عليها بعض الأفكار العقائدية المغلوطة وتعددت فيها الأسباب لكن التي لمستها شخصيا وأود أن احيط او أستغيت بها المسؤولين والقائمين على دولتنا وعلى رأسهم والدنا وأمرنا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأحث كافة المسؤولين الى الالتفات اليها في بادئ الأمر حتى لا تنتصب فئة اخرى تحب الحرب والدمار ويتسلقون على ظهور المواطنين الابرياء للوصول الى مآرب ليس لها علاقة بالوطن اساسا دعوة الدولة الى أن "تنمية الانسان اليمني (كبيرا وصغيرا وشيوخا رجالا ونساءا واطفالا) على حب الانتماء الى الوطن وغرس هذا الانتماء الوطني (لليمن) وخصوصا أناس المناطق البعيدة أهل القرى والبلدات النائية في جميع محافظات البلاد وهذا لن يأتي الا بالاهتمام في نشر التعليم ومكافحة الامية. تعميق منهج مادة (الوطنية) لليمن وحده كجمهورية ونظام وقانون يطبق ويحترم من الجميع.. تناولت في عدد سابق من هذه الصحيفة المواقع والنماذج الاثرية والتاريخية الموجودة في صعدة منذ عصور مضت ولكن في هذا العدد نتاول الحكاية كلها الابعاد والاسباب وماتسعى له الدولة بتكاثف المواطنين الشرفاء من ابناء صعدة وبعض المقتتطفات والمشاهد التي وقعت اثناء زيارة الوفد في تجواله في مناطق الاقتتال بمحافظة صعدة وبقية المناطق التي زارتها صحيفة "14أكتوبر" واكتشفت من حين لاخر كيفية الانسان اليمني يعيش في مناطقه بحد ذاته.. [c1] بين السعودية واليمن[/c]في كل مديرية وكل قرية في صعدة زرتها على مدى خمسة ايام كان كل شيء يحلو لي هناك جميع الناس طيبون الارض تعم بخيرات كثيرة وتراثا وتاريخ ليس له مثيل فمن منطقة الى منطقة يزداد الكرم وحسن الضيافة ويستقبلوك الناس بترحاب كبير انها "شيمة في اليمنيين وقبائلهم" عموما لكن في صعدة يختلف الشيء بالشيء. ومن العلم بالشيء أن اهل صعدة معاناتهم التي حاولت "جماعة الحوثي" ابرازها بعنصرية وشاءت التمرد على الدولة لم تعد امامها الان أي طريق سوى الانصياع لاهل محافظتهم "مواطنين ومشائخ" اتفقوا على نبذ العنف وفض الفتنة حيث اصبح كل منهم يتجه اليوم الى دعم ومساعدة السلطات التشريعية والتنفيذية, يتوجهون للبناء والأعمار لما خربته الحرب فهم يتعاونون من نهج الحفاظ على الاستقرار وكيان الدولة والدستور والقوانين بقيادة محافظهم الجديد يحي الشامي الذي اوكل له فخامة الرئيس مهمة وطنية لا تقل عن أي محافظ اخر يدير بقية المحافظات اليمنية.تتمتع محافظة صعدة بالكثير من المميزات فهي اولاً المنفذ البري الرئيس المرتبط بين اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة هناك عدة منافذ لدخول منها الى الاراضي المقدسة بضعة كيلومترات حدودية تفصلك بين البلدين ومن أعلى قمة جبل في صعدة -حيث فيها سلسلة من الجبال الشاهقة والمرتفعة التي تلامس السماء- تشاهد في الليل وبوضوح تام الأنوار الذهبية تضيء سماء مدن سعودية لذلك فإن صعدة احد أهم المقومات الاقتصادية للبلد الآن ومستقبلا.[c1]يحيى والبحث عن الرزق والمعيشة[/c]كنت دائما اسأل سائق السيارة التي كانت تستقلني انا وبعض الزملاء من بعض الصحف عن أي منظر تقابله عيناي سواء من البشر او المناطق والقرى او الجبال. كان يحيى زيد مرافقا وسائقا في رحلتي بين مدن صعدة وهو نعم المرشد.اثناء تجوالي من قرية او مديرية الى اخرى وفي كثير من المرات كنت أشاهد اناس كأنهم باعة متجولون تجذبك مظاهر تنقلهم تلك من بلد الى اخر حيث يقطعون الاف الاميال. الحياة هناك لا تعرف الا المعاناة وعدم الإستقرار بسبب تكبدهم عناء السفر ومشقات الطريق في سبيل البحث عن لقمة العيش. وكما يقول السائق يحيى هذا هو "حال الناس في صعدة" ولكن الطريق التي شقت مؤخرا من شرق صعدة الى اقصى غربها مرورا على مسافة (400) كيلومترا على الجبال الشاهقة على الرغم من طولها وعناءها الا أن أمر ازالة هذه المعاناة اصبح الان في ملعب الحكومة فلتسارع الى سفلتة هذا الطريق الذي شقه مغترب يمني يعيش خارج البلاد وقد ذاع صيته عند اهل صعدة.وتابع يحيى يقول "هذا هو حال باعة البن والهيل اليمني الجائلين. الذي تراهم الان هم من يجلبون بضائعهم من أعالي وسفوح الجبال اليمنية قاصدين الأراضي السعودية لبيع ما جلبوه معهم من بن وهيل وحوائج متنوعة في الأسواق الجنوبية القريبة".فقد كان هؤلاء الباعة الجائلون وهم من محافظات يمنية مختلفة يسارعون الى قضاء معظم اوقاتهم في المناطق الجنوبية من السعودية يتنقلون من منطقة الى اخرى خلف الأسواق الاسبوعية والشعبية التي تشتهرلديهم من بضائع على الرغم من المسافات الطويلة التي يتكبدونها اثناء قطعهم الطريق تنقلا للوصول الى تلك الأسواق..يقول زيد السائق البعض من هؤلاء الباعة "قد يحالفه الحظ في بيع بضائعه في سوق أو سوقين للعودة الى دياره في حين البعض الاخر يضطر لتمديد مدة إقامته الى أيام وربما اسابيع ليجد من يشتري منه ماتبقى من بضائع أتلفتها أشعة الشمس الحارقة".في احدى المرات استطاع السائق يحيى ان يجمعني بأحد باعة البن اليمني وتعرفت عليه فقد كان عائدا عبر صعدة بعد بيعه بضاعته في سوق (الخوبة) الشعبي الذي يقام في محافظة الحرث السعودية الحدودية في منطقة جازان حيث يقام السوق كل يوم خميس من كل أسبوع ويعتبر من أشهر الأسواق الاسبوعية في المنطقة..قال البائع اليمني بعدما عرف اسمه (المطري) فقط وهو من ابناء محافظة ريمة انه يتردد على سوق الخوبة بصفة مستمرة منذ قرابة 20 عاما لبيع البن والهيل والقشر حيث يجد إقبالا جيدا من مرتادي السوق الذين اصبحوا يعرفونه ويثقون في جودة ونوعية بضائعه.وأضاف هذا الرجل "انه يضطر لمغادرة بلاده (اليمن) قبل موعد السوق بيومين على الأقل حتى يتمكن من أنهاء إجراءات عبور منفذ الطوال السعودي بوقت يوم الاربعاء لحجز موقع في المكان المخصص لسيارات البن والهيل".ويقول بائع يمني اخر يدعى منصور حسن عبده الذرحاني انه يقطع نحو 900 كيلومتر اسبوعيا للقدوم الى الأسواق السعودية في المناطق الجنوبية.ويقول بائعون يمنيون إن تجارة بيع البن والهيل أصبحت الان لا تحقق أرباحا كما كانت في السابق بعد رفع أسعار الوقود (البترول والديزل) في بلادنا إضافة الى القرار الذي فرضته الجهات المختصة في السعودية على الباعة اليمنيين من البيع في حدود المناطق الجنوبية وعدم السماح بتجاوزها مما يجعل فرص تسويق البضائع محصورا في المنطقة الجنوبية وتكدس جميع الباعة داخلها. مشيرين الى انه على الرغم من تلك الصعوبات والمعوقات الا ان الباعة اليمنيين يمارسون نشاطهم التجاري في الاسواق الأسبوعية الشعبية دون مضايقات من البلديات التي تقدم لهم كل التسهيلات الممكنة بتخصيص مواقع داخل الأسواق تشرف عليها وبعض المواقع المجاورة لمداخل المحافظات والمدن السعودية.. وهذا السلوك الذي تتعامل به البلديات السعودية مع الباعة اليمنيين لايجده مثله هنا في بلدهم على العكس تماما يعانون الامرين من البلديات وعمالها.ويختتم الباعة اليمنيون حديثهم متفقين على أن أسعار البضائع التي يعرضونها في الأسواق السعودية مناسبة وغير مبالغ فيها فأجود أنواع البن والهيل اليمني لا يتجاوز سعر الكيلو الواحد منها 20 ريالا مقارنة بأسعار الأنواع الأخرى التي يتم استيرادها من الدول الآسيوية.[c1]لغة التسامح تخمد الفتنة[/c]تسود ابناء صعدة في الوقت الحالي لغة التسامح والتعاطف والاخوة من صميم أن لغة التسامح لا تأتي عن ضعف بقدر ماهي تؤكد قوة ومبدئ الانسانية في الامر الاول ومن جانب ثاني على اعتبار انه (التسامح) هو حفاظ على كرامة المواطن وعرضه في الأصل ومن تشريعات انهم "جزء لا يتجزء من الوطن" ينتمون اليه وينتمي اليهم الانتماء الى " النظام والقانون في الجمهورية اليمنية" الحديثة.هذه صعدة بمديرياتها رقصت وطربت وغنت فرحا بأخماد الحرب والفتنة وتسوية الاثار في النفوس. أجتمع المشائخ والوجهاء والعلماء والمواطنين العاديين على نبذ العنف والارتقاء بالمحافظة الى أحسن حال فهذاعهد الثورة والجمهورية.هناك في صعدة (العاصمة وبقية المدن) التي يسكنها من بين نحو 700 الف نسمة ويتوزعون على تتوزع مديرياتها على (15) مديرية هي ( صعدة (العاصمة), سحار, ساقين , حيدان (مران), منبه, رازح, شذى, الملاحيظ, الطاهر, مجز, باقم, كتاف البقع (الصفراء), نشور (وادي الرزامات), قطابر وضحيان).عندما كنا نتجول كصحفيين بمعية الوفد البرلماني كانت بعض المناطق من جهة الشمال تبدو لي غير مأهولة بالسكان فالمنازل خالية وحتى البشر العاديين لا ترى وجودا لهم فالمشاهد للجنود وأفراد قوات الجيش الذين سيطروا على مواقع القتال في جبال نشور والرزامات في الحرب الثانية ضد التمرد.فقد دفعت الحرب بالاسر الى النزوح عن قراهم ومساكنهم .سألت السائق يحيى عما اذا كان من السكان يعارضون الحرب والفتنة فقال لي"لقد احتدمت التوترات بين الناس العاديين الذين آزروا الدولة ضد جماعة الحوثي.. منذ ان تفجرت الاوضاع بعد مقتل حسين الحوثي في 10 سبتمبر2004 من البلدات أوالمناطق التي تختلط فيها الطوائف أو كان يسيطر عليها لانهم ينتمون له".وتابع "فخوفا من من الهجمات الانتقامية الطائفية فرت الاسر ونزحوا الى مركز المدينة (صعدة العاصمة) والى وبعض المناطق المختلفة وخارج المحافظة".وعلى الرغم من أن الهجرة كانت بسبب الحرب الا ان عودة الاسر اصبح محتوما خاصة وأن الحكومة تكثف جهودها لاعادة الإعمار واحياء الامال في عيشة مستقرة وهادئة تسود هذه المحافظة وابناءها الكرام.قال عابد المهذري وهو من ابناء صعدة الشباب وهوصحفي ناشر ورئيس تحرير صحيفة (الديار) حيث كان رفيقا للوفد في زياراته الميدانية إن"ماشهدته المحافظة ومناطق القتال ماهو إلا استثناء لحالة عارضة من فئة لا تمثل كل ابناء صعدة.. إن كانوا مشكلة خطيرة على الدولة (الحوثيين) فقد تمكنت الدولة من حسم أمرها معهم وإخضاعهم لسلطتها والقانون".وقال المهذري ايضا "الان يأتي دور (ابناء صعدة) في مساندة الدولة والوقوف معها في اعادة الاعمار والبناء لكل ماخربته الحرب ودمرته الفتنة وعلى الدولة تعويض المتضررين".وأعلنت الحكومة أنها خصصت مايزيد عن(200 مليون دولار) لعمليات البناء والاعمار وإعادة تأهيل المشروعات الخدمية والبنى التحتية بمختلف اشكالها. كما قررت صرف تعويضات للمتضررين يبلغ عددها مليار ريال تقريبا. ومنحت الحكومة تعويضات للاسرة المتضررة في المرحلة الاولى مبلغ (320) مليون ريال.[c1]مطالبات مشروعة[/c]بمرور ايام زيارة الوفد البرلماني والصحفي الى مناطق وبلدات صعدة المختلفة للتعرف على الاوضاع هناك عن قرب كان الناس (صغارا وشبابا وشيوخ) يستقبلون الوفد بترحاب كبير ليس له مثيل وحضورهم رافعين اعلام الجمهورية اليمنية وشعارات بالتمسك بالدولة والمواطنة المتساوية في المسؤولية والحفاظ على امن البلاد صفا واحدا الى جانب الحكومة.كانوا يغنون ويرقصون بعودة السكينة والطمأنينة لمناطقهم كانوا فرحين بزيارة البرلمانيون لتلمس احتياجاتهم والتعرف عن قرب لاوضاعهم.في كثير من الاحايين ترى في أوجهه الناس هناك في مناطق صعدة "الارتياح والسرور" يعم من طرف الى طرف فزيارة برلمانيون يصل عددهم الى 70 شخصا تعد فرج وانتهاءا للإحزان والمآسي.قدم جميع المواطنين في صعدة مطالبهم على أنها تتمثل في نقص في مشاريع الكهرباء والمياه والطرق.تسمع مطالبهم هذه وتتقبلها بكل اعتزاز فمن حقهم كمواطنين ينتمون لهذا الوطن ان ينعموا بتلك الخدمات والاحتياجات فتلك المطالب يشرعها الدستور والقانون والنظام الجمهوري.قال مواطن يبلغ من العمر 27عاما ذكر ان أسمه عزيز إن صعدة محافظة كبيرة وبها سكان كثيرون لكن الخدمات شبه معدومة ومقتصرة على بعض المدن الرئسية أوالمديريات المركزية مما يستدعي الكثير من بالسكان وخصوصا بالقرى في الغرب او في الشرق الى السعي الى جذب متطلباتهم تلك من البلدات البعيدة احيانا للحصول على مرادهم بعناء شديد.وقال مواطن اخر يعمل في مكتب الخدمة المدنية بصعدة "كانت الحرب نقمة على الكثيرين من ابناء صعدة المساكين.. الجميع يأمل في الدولة ويخلص لها ويؤمن بأنها (الطريق الى لحل كافة المشكلات).. الوضع تغير الان تماما نتفهم الان ان علينا أن نعيش بأمان من الان فصاعدا ستنعم المناطق وابناء صعدة بالاستقرار والمعيشة الحسنة.. الدولة تحمي مختلف المناطق وعليها الاهتمام بالمشاريع الاجتماعية والتنموية.. هذا مهامها للمواطنين ونحن على ثقة بذلك".صحيح إن بعض المناطق كان فيها المواطنون يستقبلون الوفد الزائر بمظاهر تحمل معاناتهم مثل التلويح بالفوانيس تعبيرا عن عدم وجود الكهرباء واخرون يرفعون بمواسير المياه إلا أن مهمة الوفد البرلماني الان كسلطة مراقبة وتنفيذية على مخططات الدولة التنموية إن تستدعي أوتسلط جل اهتمامها وقدراتها على متابعة مطالب المواطنين عند اولي الشأن فهم (البرلمانيون) الذين انتخبهم الشعب.[c1]"البركاني" الأب والمسؤول[/c]تحمل الشيخ سلطان البركاني وهو رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام والامين العام المساعد للحزب مسؤولية قيادة الوفد البرلماني. فالرجل يتمتع بالكثير من الصفات الانسانية والاخلاقية وهو على قدر كبير من التواضع الجم وله ذكاء وتميز ذاتي قلما تجده اليوم عند المسؤولين عند حسم الموضوعات المستعجلة على سبيل المثال. نعم إن الرجل مسؤول في الدولة وثانيا هو مواطن يشعر بمعاناة المواطنين الثكالى لانه منذ السابق شخص ذو مواقف ثابتة مع المواطنين. لايزال ريفي بصبره وحنكته. هذاالشيخ (البركاني) الذي اوكلت الدولة له مهمة وطنية كبيرة ليجسدها بكل اقتدار لذلك استطاع بروحه المرحه ودعابته التي تشبه لذة الفاكهة منذ الوهلة الاولى لطعمها إن يجعل من الجميع (البرلمانيين والصحفيين) مسؤولين معه عن قضية متكاملة الخيوط لا تستدعي سواء الانتباه والترفع عن كل المقدمات.. لقد مثل سلوك وأسلوب البركاني لتعامل مع مهمة البعثة كالاب.. موجها ومرشدا وناصحا ابنائه على المضي بخطوات واثقة في الطريق الصحيح للوصول الى مآرب وطنية حقة يريدها الشعب. نعم كان البركاني نعم الأب في رحلة لمحافظة صعدة ثم اتجهت الى حجة الى منطقتي يمثلان نقطتا عبور برية وبحرية مع المملكة العربية السعودية هما (حرض وميدي) الحدوديتين الى المهمة نفسها مرورا بعد ذلك اثناء العودة الى العاصمة صنعاء بمناطق تابعة لمحافظة الحديدة فكانت الرحلة من اولها الى اخرها لم يشابها أي تعكير إطلاقا بل على العكس سارت وفق احسن ماخطط له.اثناء زيارة الوفد الى منطقة ميدي الساحلية المطلة على الساحل الغربي لليمن (البحر الاحمر) حيث قدم محافظ حجة الاخ محمد عبدالله الحرازي ليرافق البعثة البرلمانية والصحفية في زيارتها التفقدية لمنطقتا محافظته انتهزت فرصة استحواذي على المسؤولين الاثنين في القارب الصغير الذي استقلناها معا ومدير مكتب الثروة السمكية بالمحافظة في النزهة البحرية أن اسأل الشيخ البركاني عن مضمون واجب مجلس النواب بضرورة التعرف على كافة محافظات ومناطق الجمهورية لتلمس احتياجات وهموم المواطنين فليس صعدة من تعاني من نقصان المشاريع الخدماتية والتنموية للإطلاع عن كثب على اوضاع تلك المناطق والمحافظات يستدعي مثلا "قيام المواطنين بالعصيان والتمرد على الدولة حتى تلفت اهتمام الاعضاء و المجلس والدولة في وقت واحد؟.."فرد النائب البركاني موضحا بالقول "هذا صحيح.. لا يتطلب الامر هذا الشكل والصورة التي اوحيتها.. فنحن في مجلس النواب نقوم في كل عام تقريبا بالنزول الميداني المكثف لمختلف المحافظات لمتابعة كافة المشاريع فيها عن قرب".وقال البركاني "في الحقيقة انا زرت منذ تشكيل المجلس حتى الان عدد عشر (10) محافظات تفقدت الاوضاع والخدمات بمختلف انواعها وذلك كواجب وطني والنواب هم ايضا حريصون على الإلمام بجميع مشاكل المواطنين.. ليس هذا الهدف يتطلب منك ان تكون فقط بحالة انك ممثل لدائرة الانتخابية لهذه المحافظة او المديرية واولئك المواطنين". وعندما سألته عن ماذا كان لمس تغيرا في ظروف واوضاع تلك المحافظات والمناطق التي زارها على مدى السنوات الثلاث الماضية فقال البركاني "لاشك وجدت الكثير من المتغيرات حدثت في عدة مناطق وان كان البعض فيها لايزال يسير إلا أنه بنهاية المطاف ستكون الاحوال والاوضاع تحسنت ويشهد عليها المواطنون انفسهم".اني على ثقة كبيرة بالشيخ البركاني وبقية البرلمانيين سواء من سبق لي الارتباط بهمم بعلاقة حميمية ومعرفة قدراته وشخصيته قبل الرحلة او اولئك الذين تعرفت عليهم من خلال الزيارة و التمست فيهم الجدية وتطلع الى تحسين اوضاع المواطنين او من لم يسعفني الوقت للقاء بهم.. أنتظر وجميع المواطنين في صعدة وفي كل محافظات البلاد من الشيخ (سلطان البركاني) وكافة اعضاء البرلمان البالغ عددهم (301) دورا كبيرا في السنوات القليلة المقبلة في تحقيق الكثير من الآمال والتطلعات الشعبية (مطالب الشعب) ونحو الاعمال المتعلقة بتوفير جل الخدمات التنموية والاجتماعية التي يتنفس من خلالها المواطنون ليحيوا عيشة هانئة.[c1]همس في آذان الصحفيين[/c]شاركني في زيارتي مندوبا لصحيفة "14أكتوبر" العديد من الصحفيين الشباب ممثلين عن مختلف الصحف الرسمية والاهلية والحزبية (مرئية ومقروءة والمسموعة) واتعشم فيهم الخير بتناول الحديث عن زيارتهم بصدق وخصوصا اولئك الصحفيين الذين كانوا يلهثون وراء اشياء اخرى لا تمت الى دور ومسؤولية الصحافة بشيء في التوعية والكشف عن الحقيقة. [c1]ملاحات ميدي[/c]اثناء زيارة الوفد البرلماني والبعثة الصحفية لمنطقة ميدي الساحلية بمحافظة حجة توزع الوفد الى مجموعات على القوارب في جولة استطلاعية بحرية على طرف اخر من هذه الجزيرة المبهرة عند جزيرة (رأس المعوج) وهي الخط الفاصل للحدود البحرية اليمنية مع المملكة العربية السعودية.واخذت القوارب تتجول في مواقع بحرية فريدة محاطة بنباتات واشجارغريبة وجميلة ومأكثرها جمالا الا تلك التي مثلت حاجزا مائيا وسدا للإمواج تعتبر وقاية من الامواج بسبب ان خلاف الحاجز تعتبر مزارع ومساكن بيوض الاسماك كما قال للصحيفة مدير مكتب الثروة السمكية هناك احمد محمد طالب.وهذه الاشجار او المزارع في شكلها عند الدخول اليه في ممرات بحرية ضيقة تشبه ملاحات "نهر نيل" العظيم بجمهورية مصر العربية.تبدو الجزيرة واجهة لمشروع استثماري سياحي ضخم وناجح لروؤس الاموال المحلية او الاجنبية فإن من موقع هذا ادعوا المستثمريين للإستثمار بهذه الجزيرة الخلابة.وتشهد الجزيرة او مديرية (ميدي) في الوقت الحاضر اعمال تحديث للبنى التحتية والخدمات العامة مثل مشروع مياه ميدي الذي بدأ العمل به مطلع العام الجاري 2006 وينتهي بعد مرحلتين بأواخر العام القادم 2007 بتكلفة 100 الف دولار.كما قال للصحيفة مدير مديرية ميدي عبدالمجيد عبدالله الحميري إن هناك مشروع اخر لتقوية شبكة الكهرباء تبلغ قيمته نحو (52) الف دولار.وفي الجزيرة ايضا مشروع اقامة ميناء ميدي للصيد ويتكون المشروع من حاجز أمواج جنوبي بطول (168805م) وحاجز أمواج شمالي من الاحجار الطبيعية بطول (1190م) وحائط رصيف رقم (1) بطول 100م وعمق 5م. بالاضافة الى حائط رصيف رقم (2) بطول 150م. وعمق 5م.وتبلغ مساحة ارضية المشروع هذا (452320م2) وبمساحة مائية تقدر بنحو 173500م2. ويصل تكلفة المشروع بحوالي 7.5 مليارات ريال.وكان المشروع الذي انجز منه 40 في المئة بدأ اعماله الانشائية في نهاية عام 2002 ويستكمل المشروع في عام 2008.وتوجد في مديرية ميدي نحو 36 جزيرة.وقال مديرمكتب الثروة السمكية بميدي احمد محمد طالب ان المشروع سيسهم في رسو ثلاثة الف قارب.وأضاف إن انتاج مشروع رصيف ميدي سيبلغ 50 الف طن سنويا من الاسماك حيث سيساهم ايضا في رفع قدرة صادرات الاسماك الى السعودية التي بلغت العام الماضي 24 الف طن. [c1]دعوة مفتوحة[/c]واخير وليس اخرا لا يسعني الا ان أشد من آزر النواب والمسؤولين في الحكومة والمواطنين وادعوهم جميعا الى التكاتف والاصطفاف الوطني معا جنبا الى جنب فهذا السبيل والطريق السليم الذي يمكن منه صناعة وتحديث بلادنا "اليمن السعيد" فجميعنا مسؤولون عن تنمية ورخاء هذا البلد الكثير من المميزات تنعم بها اليمن ونحن لم نطلها بعد بسبب التباعد الوطني من الانتماء الوطني للوطن. لنفتعل شرارة من اجل بناء مستقبل جديد لبلدنا اليمن لدولة الثاني والعشرون من مايو الاغر "الجمهورية اليمنية".